احتفالا بنصر أكتوبر المجيد.. قواتنا المسلحة تاريخ لا ينتهي من البطولات والإنجازات.. ومواجهات دامية مع أعداء الوطن في الداخل والخارج
تحتفل مصر بذكرى الملحمة العسكرية الأكبر في التاريخ ملحمة حرب أكتوبر
المجيدة، التي حققت فيها القوات المسلحة المصرية انتصارًا لا يزال يذهل العالم
أجمع، كلما حانت لحظة إحياء ذكرى الحرب.
ورغم مرور 47 عاماً، على الحرب، التى دفعت فيها قواتنا المسلحة الدماء
ثمنًا لعودة الأرض، إلا أن معركة الجيش المصري فى حماية الأراضى المصرية لم تنته بعد، ولايزال يقدم أكبر نموذج للجيش الوطنى، الذي يضحى بكل شيء لحماية كل حبة رمل
على أرضه.
وخاضت القوات المسلحة حرب 73 ببسالة وشجاعة، واستطاعت النجاح
فيها، وإلحاق هزيمة مدوية بما يسمى "الجيش الذي لا
يقهر"، وتخوض القوات المسلحة المصرية حربًا أخرى وتحديًا جديدًا، ضد
"مؤامرة" سقط فى براثنها العديد من الدول حولنا، بداية
بالعراق مرورًا بليبيا واليمن وسوريا.
القوات المسلحة المصرية وحرب المؤامرة
فيما مضى خاضت القوات المسلحة المصرية، حربًا صعبة، كان البارود
والرصاص هو السلاح المعتمد فيها، والآن تخوض قواتنا المسلحة، حربًا أكثر صعوبة، يقوم
سلاحها على حياكة المؤامرات، والقضاء على
الدول، عبر تفكيكها، وتقسيمها، وتحويلها إلى دويلات صغيرة لا قيمة لها فى المنطقة.
ووحدها القوات المصرية، استطاعت النجاة من تلك المؤامرة، ومواجهتها،
والتصدى لها، وحماية الجبهة الداخلية والخارجية، والمشاركة فى التعمير والبناء
وتحقيق التنمية.
وكانت أولى المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية، فى حربها
الحديثة، هى مواجهة الإرهاب، المدعوم من الخارج، سواء فى سيناء، أو فى القطر
المصري بأكمله، ودفعت القوات المسلحة المصرية، دماء أبنائها، ثمنًا لمواجهة تلك
الآفة، التي تتزعمها جماعة الإخوان بدعم من عدد من الدول، بعد أن أخرجت المتطرفين
من السجون، وأطلقتهم فى الشوارع يعبثون بأمن البلاد، والآن تعمل على الاستقواء
بالخارج، لاستمرار تلك العمليات، واستهداف القوات المسلحة المصرية، ماديًا عبر تنفيذ
عمليات إرهابية، والدعوة للتظاهر وإثارة الرأى العام، ومعنويًا بإطلاق الشائعات
وتأجيج الصراعات الداخلية، لإنهاك القوات المسلحة المصرية، ومن ثم التسلل من جديد
للسيطرة على البلاد.
كيان إرهابي آخر تواجهه القوات المسلحة المصرية، على أرض سيناء، التي
تطمع الجماعات المسلحة، فى تحويلها لمرتع يعبثون فيها كيفما شاءوا، وهو تنظيم داعش
الإرهابي الذي يقوم بتنفيذ عمليات إرهابية من وقت لآخر، بخلاف محاولات بعض
الكيانات الإرهابية الأخرى، وهو الأمر الذي استطاع الجيش المصر مواجهته، والتصدي
له، وتراجع معدل تلك العمليات، بصورة كبيرة، مع نجاح القوات المسلحة المصرية، فى
استهداف التنظيمات الإرهابية، وقتل واعتقال قادتها، وتقديم الضربات للكيانات
الإرهابية، الضربة تلو الأخرى، ما أضعفهم وجعلهم غير قادرين على مواجهة بسالة
الجيش المصرى، وكان آخرها إلقاء القبض على ثعلب جماعة الإخوان محمود عزت، فى
ضربة أحدثت صدعا كبيرا داخل الجماعة بالخارج.
على المستوى الداخلي، تقود القوات المسلحة المصرية، العديد من
المعارك، لإرساء الأمن والاستقرار، بالتعاون مع قوات الشرطة، حيث تتصدى لمحاولات
التظاهر، التي تطلقها العناصر الإرهابية، والمخربة، من خلال منصات وسائل التواصل
الاجتماعي، وهى التظاهرات التي تتسلل لها تلك العناصر، لإثارة الفوضى والشغب،
وتكرار سيناريو التخريب الذي وقع فى دول أخرى محيطة.
مواجهة محاولات العبث بالحدود، حربًا ايضًا تخوضها القوات المسلحة
المصرية، والتى تواجه فيها أطماع دول عدة، تمثلت فى محاولة نزع الاستقرار المصري
من خلال نشر الجماعات المتطرفة داخل ليبيا، وهى المعركة التي تخوضها مصر وقواتها
المسلحة باستمرار، لحماية حدودها.
كما تقوم القوات المسلحة بحماية ثروات مصر، من الأطماع
الدولية، وأبرزها الأطماع التركية، فى نفط البحر المتوسط، وتنبهها لأى تحرك يستهدف
حق مصر فى تلك الثروة او يحاول المساس بها، لتستمر معارك القوات المسلحة المصرية
فى جميع الجبهات بصورة يقف العالم أجمع حائرًا امامها.