رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ذكرى انتصار أكتوبر.. مصر تنتقل من حرب الرصاص إلى التعمير والبناء في مواجهة الشائعات والمزايدات

6-10-2020 | 14:04


"مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات"، هكذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمته بمناسبة الذكرى الـ47 لانتصارات حرب أكتوبر المجيد، مقرًا بحقيقة طالما حاول الكثيرون التهرب منها، مستترين خلف الشعارات الرنانة، التي لا تفيد، بل تجعل الأوطان فى تراجع مستمر.

ففى الوقت الذي تحتفل فيه مصر بخوض أعظم ملحمة عرفها التاريخ، عبر عصوره المختلفة، والتي قامت بجد وتعب، وتخطيط دام سنوات عدة، واستعدادت، وتجهيزات، استمرت على مدار أعوام، دون كلل أو ملل، يتشدق الكثيرون بالشعارات المزايدات التي لا تصنع الامم، دون تقديم طرح مفيد قد يساهم فى الارتقاء بالبلاد، ومواجهة التحديات التى تهددها.

وعرف التاريخ العديد من الحضارات، التي انهارت كليًا على اعتاب الحروب، ولكنها نهضت واستطاعت المقاومة حتى استعادت قوتها، وتحولت من التدمير للتعمير، وذلك عبر العمل والجهد والصبر، وتحمل بعض الصعاب، التي كانت تمثل عوائق فى طريق نهوضها، مثلما فعلت اليابان والصين، بعد أن اصبحتا تمثلان قوة كبرى بعد ان جعلتهم الحرب لا شيء.


وتخوض مصر حربًا لحماية أراضيها وتحقيق التنمية والنهوض بمستقبل أبناءها، بعد أن عانت من الفساد والإرهاب والمؤامرات سنوات عدة، وفى سبيلها لتحقيق هذا الهدف، تخوض العديد من التحديات، والصعوبات، سواء من حيث إعادة الهيكلة لمؤسسات الدولة، أو إقرار القوانين المنظمة لكافة شئون الدولة، أو اتخاذ القرارات الحاسمة فى العديد من الملفات الشائكة، مثل ملف مخالفات البناء، أو تسعيرة الخدمات سواء مواصلات أو كهرباء أو مياه، وهى من الملفات التى كانت تمثل مشكلة فى مواجهتها.


ورغم استغلال البعض، لتلك الملفات، فى إثارة الرأى العام، وتضليل المجتمع بمعلومات غير صحيحة، إلا ان الدولة المصرية، قررت خوض المعركة، التي لا تقل فى قوتها عن معركة أكتوبر، فالأخيرة كانت لاستعادة الأرض من المحتلين، أما الاولى فتخوضها مؤسسات الدولة، لاستعادة البلاد من الفاسدين والمخربين، وفى الوقت الذي كانت فيه أكتوبر حربًا مباشرة ووجهًا لوجه، تمثل معركة الدولة لتحقيق النماء، حربًا مع اشخاص مجهولين، تدعمهم قوى داخلية وخارجية، ترسخ لمفاهيم الفساد والتخريب، لتحقيق استفادات واسعة، لشريحة معينة فى المجتمع، مع استمرار معاناة شريحة أخرى أكبر 

ولم يكن مشروع الأسمرات والذي استهدف القضاء على العشوئيات وتحقيق الحياة الإدمية لسكان المناطق العشوائية ليتم عبر المزايدات والشعارات، ولم يكن مشروع العاصمة الإدارية والقضاء على اختناق القاهرة بالمشروع الذي تنجزه الشعارات والمزايدات، ولم يكن مشروع إقامة 1000 صوبة زراعية وتربية مليون راس ماشية، و40 ألف فدان من المزارع السمكية، ليحدث من خلال المزايدات والشعارات، بل جميعها مشروعات قامت على مبدأ العمل وبذل الجهد والنظرة للمستقبل البعيد، وليس الحاضر فقط، ولاتزال مصر فى حربها ضد المزايدات والشعارات الرنانة، كما خاضت حربها فى أكتوبر 73.