«السادات»: السوفييت قهروا عبد الناصر.. «شرب المر بأيديهم»
تحدث الرئيس
الراحل محمد أنور السادات كثيرًا عن
علاقته وجمال عبد الناصر بالاتحاد السوفيتى ويرى أن الروس قهروا عبد الناصر، خلال
كتاب "من أوراق السادات"، للكاتب الصحفي أنيس منصور.
ووصف الرئيس
الراحل علاقة مصر بالسوفيت بأنها لغز وهى "مثل السحب فى السماء إذا صفت ابتلت
الارض"، ويعرض الكتاب عدم إعجاب السادات بالروس منذ ستالين الذى يرى أن العالم
كتليتين شوعية أو رأسمالية، في أنه إما أن تكون الدول مع الشيوعية أو الراسمالية،
أما خرشوف فقد يضيف لهذا التقسيم كتلة العالم الثالث والتى يمكن السيطرة عليها من
خلال المعونات العسكرية والاقتصاية، ولا
يوجد أى استقلالية أى أن تكون في أحد المعسكرين ولا يوجد لديك أى استقلال وتحصل
على أوامرك من موسكو، وهو ما رفضه السادات وعبد الناصر أيضا وسببت خلافات كبيرة
بين القاهرة وموسكو.
وأشار الكاتب
على لسان الرئيس الراحل إلى أن "خرشوف" هاجم الوحدة بين مصر وسوريا قائلا:
هم لايريديون أى كيان قومى"، ويسمى السادات لعبة الروس مع مصر " غليان
الجليد" فيقول "فاللعبة بيننا وبين السوفيت أنهم يحاولون أن يقدموا لنا
الجليد وهو يغلى.. شيئ غريب فهو جليد ولكن يريدونه أن يغلى ويحتفظ بكل صفات الجليد
الباردة.. كيف؟ هذه براعته فى إبقاء الجليد جليدًا وفى نفس الوقت يغلى دون ان يذوب
وهى لعبة من اقسى ماعرفت فى تاريخ العلاقات بين موسكو والقاهرة .
ويري السادات أن
الروس قهروا عبدالناصر.. وقال " عبدالناصر شرب المر على يد السوفيت" ولم
يقدموا له الدعم الكامل على الرغم من بعض مواقفهم الإيجابية وإمداده ببعض السلاح
والمعونات الغذائية، ويضيف السادات أن الروس حاولوا أن يجعلوه رجلهم فى المنطقة
فرفض، ولذلك عندما أعلن السادات عام الحسم رفضوا أن يقفوا بجواره فهو أخذ القرار
من نفسه دون الرجوع إليهم، ويرى السادات نفسه أنه رجل مصر لا رجل السوفييت.
ولفت الكاتب إلى
أنه على الرغم من ذلك وقع معاهدة مع الرئيس بودجزرنى ولكنهم لم يلتزموا بها، وفى هذه الزيارة أكد له
السادات على ضرورة الثقة حتى أنه صعد الى الطائرة وكررها ثلاث مرات.
ويرى السادات أن
علاقة الروس معه كانت قائمة على الشك من جانبهم، والثقة من جانبه، لذلك لم تؤت هذه
العلاقة ثمارها خاصة عندما دعم الروس الثورة الشيوعية فى السودان ودعم السادات
صديقه جعفر نميرى، فهو يرى أن مصر والسودان دولة واحدة ولايقبل بوجود دولة شيوعية
على حدوده الجنوبية.