قال الرئيس أنور السادات إن قواتنا المسلحة كانت كبش فداء عام ١٩٦٧، وأنها لم تحارب معركتها الحقيقة، وأنها تحملت الظلم الذى وقع عليها بالرغم منها..ولمعرفة العوامل التى جعلت قواتنا المسلحة كبش فداء فى جولة يونيو ١٩٦٧، لا بد أن أعود إلى الوراء قليلًا. ففى أول يونيو سنة ١٩٦٧ كان واضحًا كل الوضوح أن إسرائيل قررت أن تقوم بعدوان علينا وأن تدخل معركة ضدنا ".

ويضيف السادات فى حواره النادر مع أمينة السعيد والذى فى نُشر عبر صفحات مجلة الهلال فى العدد الصادر فى الأول من أكتوبر 1976  أنه "فى ذلك اليوم شكلت إسرائيل حكومة ائتلافية دخلها "موشى ديان" كوزير للحربية، وكانت هذه الحكومة تعنى شيئًا واحدًا هو: الحرب، وفى هذا الوقت كانت قواتنا كلها محتشدة فى سيناء، وكنت أذهب إلى القيادة وأحضر الاجتماعات التى كان يعقدها جمال عبدالناصر- رحمه الله- وقد امتدت هذه الاجتماعات طيلة الأسبوع الأخير من مايو وانتهت يوم ٢ يونيو. 

وأضاف: "كنا نراجع كل شيء فى هذه الاجتماعات ومعنا قادة القوات المسلحة، وهذا ما جعلنى أخيرًا أشير على لجنة التاريخ أن يأخذوا شهادة هؤلاء القادة العسكريين الذين ما زالوا أحياء .. إن هذه الشهادات ستكون مهمة جدًا حتى تصبح المسائل مؤصلة".

واستطرد: كنا نجتمع مع قادة القوات المسلحة، وكان واضحًا منذ يوم الخميس أول يونيو أن المعركة قادمة لا ريب فيها، وكان آخر اجتماع لنا فى القيادة قبل الحرب هو الاجتماع الذى عقدناه يوم الجمعة ٢ يونيو، وفى هذا الاجتماع صدق جمال عبدالناصر بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة على الخطة العسكرية الكاملة."