رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الأوقاف: استدعاء روح أكتوبر ضرورة وطنية لاستكمال مسيرة البناء

7-10-2020 | 18:50


أكد المشاركون في "ندوة للرأي" التي نظمتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ، أن استدعاء روح أكتوبر استدعاء لقوة الإرادة ومواجهة التحديات ، وأن حب الوطن ليس مستحدثًا بل علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الحب بفعله وقوله ، وأن الشهادة في سبيل الوطن عز وشرف وتاج فخار ، وأن الشهيد في سبيل الله يكون مع أول زمرةٍ تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.


جاء ذلك في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي ضوء التعاون والتنسيق المستمر بين الوزارة والهيئة في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، حيث عقدت ندوة للرأي تحت عنوان :" فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن" بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، وتحدث فيها الدكتور أسـامـة فخري الجندي مدير عام المساجد الـحكومية ، والدكتور ياسر مغاوري عبد الحميد إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين .


وفي كلمته أكد الدكتور أسامة الجندي أن الأمم التي تريد تطورًا وتريد تقدمًا هي التي تذكّر بين الحين والآخر بمظاهر عزتها وصور انتصاراتها ، ولا شك أن من أعظم وأهم مظاهر الاعتزاز وصور الانتصار (نصر العاشر من شهر رمضان السادس من شهر أكتوبر) وإذا أردنا أن نقوم باستعادة روح نصر أكتوبر ، فعلينا أن نقوم باستدعاء هذه الحالة التي كان عليها المصريون في ذلك الزمان ، فالمصريون كانوا يتسمون بقيم رائعة تتجلى في الوفاء ، والمروءة ، وقيم البر بهذا الوطن ، وكذلك الإرادة لمواجهة التحديات والثقة في القدرة على ذلك ، ومن ثم جادوا بأنفَس ما يملكون ، بالطاقات والقدرات والإمكانات المتاحة ؛ حتى كان هذا النصر العظيم لمصرنا العزيزة .


وأضاف الجندي ، ومن ثَمّ علينا أن نقوم باستدعاء هذه الصفات والقيم ونغرسها في أبناء الوطن ، وفي هذه الأجيال حتى يتم تنشئتهم على حب أوطانهم ، بما يصنع أجيالًا يكونون سواعد حقيقية لبناء هذا الوطن في شتى المجالات .


وقال الجندي ، إن المقصود بروح أكتوبر هو : قوة الإرادة لمواجهة التحديات الموجودة وقتها والثقة في القدرة على تحقيق ذلك ، هذه الروح التي تعبر عن تلك الإرادة التي تحلى بها الجندي المصري ، فلولا أنه تحلى بالوفاء والمروءة ما أخرج طاقاته وقدراته وإمكاناته ومواهبه وبذل كل جهده في ذلك ، وهو بذلك حقق معنى التضحية التي مقصودها البذل دون انتظار للأجر .


وأكد أن هؤلاء الجنود البواسل أبطال ملحمة أكتوبر المجيدة علموا الجميع حب الوطن ، وليس حب الوطن أمرًا مستحدثًا بل علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الحب بفعله وقوله فمن الفعل : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قدم من سفر ونظر إلى المدينة أسرع براحلته مما يعطينا الدلالة على حبه (صلى الله عليه وسلم) لوطنه ومن القول : قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : " ثلاثَةٌ تُسْتَجابُ دَعْوَتُهم : الوالِدُ والمُسافِرُ والمظْلومُ" فالسفر والخروج من الوطن علامة من علامات استجابة الدعاء فاستجاب الله لدعوة المسافر لما يعاني من مشقة السفر والخروج من الوطن.


وأشار الجندي إلى أنه من كرم الله علينا أن وصف وطننا العزيز بما وصف به جنته وحرمه ، فقال الله (عز وجل) في وصف جنته : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ".


وأضاف الجندي :" ومن ثم يجب علينا أن نحميها وندافع عنها ، والشهيد الحق هو الذي يدافع عن أَرضه وعرضه ووطنه ، فالدفاع عن الوطن والعرض عند المسلم الحق كالدفاع عن النفس والدين والمال ؛ لأن الدين لابد له من وطنٍ يحمله ويحميه .


وفي كلمته دعا الدكتور ياسر مغاوري إلى المؤسس ونرسخ في نفوس الشباب حب الوطن فقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) حب الوطن ، فلقد ولد ونشأ (صلى الله عليه وسلم) بمكة وعندما أُخرج من مكة المكرمة وطنه المحبب لقلبه (صلى الله عليه وسلم) نظر إليها قائلًا : (يا مكة والله إنك أحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت) ويحن إلى وطنه الأول مكة المكرمة ويتمنى أن لو كانت قبلة المسلمين في صلاتهم تجاه بيت الله الحرام بمكة حيث وطنه الأول.


واشار مغاوري، إلى بسالة جنودنا الأبطال في حرب السادس من أكتوبر 1973 وما قدموه من تضحيات وبطولات ، فلقد قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن فحققوا النصر ومنهم من نال الشهادة في سبيل الله (عز وجل) , مبينًا أن للشهداء عند ربهم منزلة عظيمة لأنهم مع النبيين والصديقين فالشهادة في سبيل الوطن عز وشرف وتاج فخار ، حيث يقول الحق سبحانه :"وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".