رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التنوير بهز الوسط

24-4-2017 | 10:08


بقلم : عاطف بشاي

في نبرة مسرحية زاعقة .. وبعبارات تهكمية لاذعة وملامح متقلصة بانفعال ممزوج باستهجان لا يخلو من رثاء لدورة الزمان الجميل الذي ولى .. واندثرت قيمه ومبادئه وحلت محله ردة حضارية مسيطرة .. نعت الدكتورة "منى البرنس" الأستاذه الجامعية التي نشرت على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بها مقطع فيديو وهي ترقص رقصاً شرقياً .. بالإضافة إلى صور أخرى تظهر فيها مفاتنها بالبكيني الصارخ .. نعت الأستاذة حال الجامعة السامقة في عشرينات القرن الماضي .. وترحمت على رمزيها الشامخين د."طه حسين" و "لطفي بك السيد" .. واللذين يمثلان عصراً من الليبرالية الوضاءة والديمقراطية الوهاجة بحرية التعبير .. والحرية الشخصية وينبذ التحريم والتجريم والإقصاء والتكفير .. ويرفض ثقافة الحلال و الحرام ولا يرفع راية العيب ليشهرها في وجه المستنيرين .. ولا يروج لتوجهات التكفيريين الذين يناصبون المرأة العداء .. ويعتبرونها عورة ومصدراً للشهوة ..ومجرد وعاء للإنجاب يستلزم تأديب المطوعين وفرض دعائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والحقيقة أنني أوافقها تماماً .. بل إني أثمن درر ما نطق به لسانها المفوه بما يفحم به منطق المتشددين المتهافت وغثاء المتشنجين بنواهي الفضيلة والذين يرتدون أقنعة الوقار الزائفة..

فقط أذكرها بكيفية التحاق الآنسات بالجامعة في ذلك الوقت .. حيث اجتمع الرائدان الكبيران "طه حسين" و "لطفي السيد" واتفقا على مخالفة قوانين الجامعة والتحايل عليها والسماح للآنسات بممارسة حقهن الإنساني في التعليم العالي الذي كان محرماً عليهن .. على أن يبقى ذلك سراً بينهما ريثما يستطيعان فرض الأمر الواقع على إدارة الجامعة .. وقد كان .. وأذاع الدكتور "طه حسين" السر على الحضور في حفل بهيج أقامته "هدى شعراوي" تم فيه تكريم الفتيات الحاصلات على المراكز الأولى .. وكانت الأديبة الكبيرة "سهير القلماوي" هي الأولى على دفعة الليسانس في كلية الآداب التي يرأس قسمها الدكتور "طه حسين"..

وكانت فرحة د.سهير بذلك طاغية .. لكنها لم تعبر عن فرحتها بالرقص .. ولم يطلب د. "طه حسين" تحزيمها للرقص عشرة بلدي .. ولم تكن في رسالته التنويرية التي ناقش فيها مستقبل الثقافة في مصر بنداً يبيح استعراض مهارة الجامعيات في هز الوسط أو مسابقة لاستعراض مفاتهن في الصدور العارية التي لا تصلح إلا لأغلفة مجلات "البورنو"...