في ذكرى النصر.. لاتزال معجزات المصريين مستمرة
"أيها
المصريون لا تتوقفوا لحظة واحدة عن الفخر بما حققتموه من إنجاز هو أقرب إلى
الإعجاز وبما أصبتم به عدوكم من هزيمة ومهانة وذلة أبد الدهر".. ما سبق مقولة
لم تنته صلاحيتها منذ 47 عاماً ولن ينتهي معناها أبد الدهر، فالمصريون مازالوا
يحققون المعجزات منذ نصر أكتوبر وحتى الآن، فذلك الشعب الذي انتصر على الهزيمة
بنصر ساحق أعاد له أرض الفيروز الغالية، هو نفسه الشعب الذي يبني وينهض بوطنه بعد
نصر 30 يونيو 2013، هو نفسه الشعب الذي حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكذلك حطم
وأذل الإرهابيين الذين يريدون تهديد استقراره ووقف التنمية، لكن هيهات.. فالمصريون
الأصلاء لا يوقفهم وعيد ولا يذعنون لتهديد، بل يستمرون في حياتهم بعد دهس الخائنين
المعتدين غير عابئين، فالمصريون أكبر من أن يلتفتوا للصغار التافهين.
إن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصار عسكري في معركة
لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد
الكرامة حرباً وسلاماً وتنمية.. فقد كانت حرب أكتوبر في الأساس حرباً من أجل
السلام والتنمية بعد استرداد الحق المسلوب، وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً مضت،
أثبتت مصر دولة وشعباً، قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أية متغيرات
طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار، استطاعت الدولة المصرية
بكل مؤسساتها أن تتجاوز كل العقبات والمعوقات التي هددت دولتنا حضارياً وإنسانياً،
لقد حافظت مصر دوماً على مبادئ العدل والسلام الساعي دوماً لتحقيق التنمية والازدهار.
وعلى مدى عقود كان الجيش جزءاً من الشعب ، لم يتخل يوماً عن
دوره في تأمين حدوده الخارجية وجبهته الداخلية، وامتد دوره إلى الحياة المدنية،
يحل الأزمات ويسهم في تنفيذ مشروعات قومية وخدمية تعود بالنفع على كل أبناء الوطن
وتبقى للأجيال شاهداً على عمق العلاقة بين الشعب وجيشه الوطني، كما وقف الجيش
دائما إلى جانب إرادة الشعب وورائها يحميها ويؤمنها.
وبلساني وعن نفسي أعاهد الله وأعاهد مصر والمصريين ورئيسها
المخلص عبد الفتاح السيسي بالوقوف خلف قيادتكم الرشيدة جندياً وفياً مخلصاً
وحارساً أميناً مؤيداً لجميع خطواتكم على الصعيدين الداخلي والخارجي بكل أمانة
وصدق حتى يتحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي مصر.
وإنني إذ أهنئ الشعبين المصري والكويتي، وجميع الشعوب
العربية، بالذكرى السابعة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي جسدت أروع
ملاحم التعاون العربي في مواجهة العدو، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر بحرب لا
يزال العالم يراها "معجزة بمقاييس الحسابات العسكرية والاستراتيجية
العالمية". ولاتزال المعجزات مستمرة.