لا تزال الحكومة تبحث عن حل للحد من حوادث الطرق التي تفرض نفسها، وبقوة، لحفظ تلك الدماء التي تفترش الطرق وتسيل على أرصفتها ، حيث تعتبر مصر من أعلى عشر دول في العالم من حيث ارتفاع حوادث الطرق التي تؤدي إلى الوفاة وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية.
رأي الخبراء في أسباب حوادث الطرق:
وقد رجح بعض الخبراء أن أسباب الحوادث ترجع إلى سوء شبكة الطرق، من خلال عدم مواكبة عملية تطوير شبكة الطرق للزيادة الملحوظة في أعداد المركبات، وعدم تطبيق المواصفات الفنية على بعض الطرق وعدم التزام السائقين بقواعد المرور وضوابط الأمن والسلامة إضافة إلى عدم وجود رقابة مرورية كافية تضبط الأداء المروي ، وفي تقرير سابق للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وجد أن الخسائر المادية لحوادث الطرق تقدر بحوالي 30.2 مليار جنيه، فضلا عن ارتفاع عدد الضحايا في كل عام ، ففي العام الماضي وصل عدد ضحايا حوادث الطرق إلى 25500 قتيل، وتشهد مصر ما لا يقل عن 15 ألف حادث سنويا يتسبب في وفاة سبعة آلاف مواطن، وقد تتزايد أعداد الضحايا في هذا العام لعدم التطوير وزيادة الرقابة على الطرق المرورية .
رأي رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب:
قال اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن السبب الرئيسي في تزايد حوادث الطرق هو غياب الرقابة المرورية في المقام الأول إضافة إلى وجود قصور في بعض الطرق والكباري، مشيرا إلى أننا لسنا بحاجة إلى سن تشريعات جديدة أو قوانين لضبط الأداء المرري وإنما نحن بحاجة إلى منظومة مرور صحيحة.
طعيمة قال إن هناك من رجال المرور من لا يملكون الضمير، بل وقد ترى بعينك أن الطرق مكدسة بالسيارات، ولا تجد رجل المرور حيثما يتطلب وجوده " وأضاف أن هناك من المناظر البشعة التي تستفز النفوس أن رجل المرور قد يقف في وادٍ والسيارات في وادٍ آخر، ولا يؤدي عمله على أكمل وجه، مشيرا إلى أن غياب الرقابة هو السبب الرئيس في هذه الأزمة الخطيرة وأن رجال المرور لا يقومون بدورهم على أكمل وجه قائلا :" أتحدى أن تجد رجل مرور بعد المغرب "
وناشد طعيمة بضرورة توفير الرقابة الإلكترونية المعمول بها في كل الدول المتقدمة مضيفا أنه طالب 6 وزراء بتطبيق هذه المنظومة من بينهم وزير النقل، ولم يتحرك أحد قائلا :" احنا بننفخ في إربة مخرومة " ولا بد من وجود لوائح إرشادية تبصر المواطنين بأسباب المخالفات وعقوبتها فورا ، حتى لا يفاجأ السائق آخر العام أو عند الترخيص أن عليه مخالفات ، فيجب إعلام السائقين بمخالفاتهم في الحال، واستطرد أن أبسط دول العالم حاليا لا تجد في طرقهم " مطبات " ويعملون وفق سرعة محددة، وأضاف أن إصلاح منظومة الطرق أفضل من مقاومة الإرهاب لأنها تكبدنا خسائر يوميا جرحي وقتلى أضعاف الإرهاب.
وأكد الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والكباري أن 50 % من نسبة الحوادث في مصر يرجع إلى الشاحنات الثقيلة إضافة إلى أسباب أخرى، منها الشبورة وكسر القواعد المرورية إضافة إلى عيوب فنية في شبكة الطرق والكباري، فضلا عن تعاطي بعض السائقين المخدرات والمنبهات أثناء القيادة مما يفقدهم التركيز وتأخر في رد الفعل عند الطوارئ.
رأي الهيئة العامة للطرق والكباري:
وقال مصدر بالهيئة العامة للطرق والكباري إن شبكة الطرق ليست مسؤلة عن جميع حوادث الطرق إلا أن هناك عوامل أخرى كحالة المناخ من مطر وأتربة وحالة المركبة، وعدم التزام السائقين بإرشادات المرور كما أن كل حالة لها نسبتها، وأضاف أن الهيئة بدأت التطوير والارتقاء بمنظومة الطرق من خلال التوسع في ازدواج الطرق المفردة مثل طريق قنا ـ سفاجا للتقليل من الحوادث مع توسعة الطرق الضيقة مثل وادي النطرون والعلمين، إضافة إلى ارتفاع معدلات الأمن والسلامة بوضع علامات إرشادية وتحذيرية في الطرق والكباري الرئيسية، فضلا عن وجود معدات النظافة الحديثة لنظافة الطرق والكباري.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة تعمل على إنشاء الطرق التي تفصل بين الشاحنات الثقيلة وسيارات الملاكي والخاصة والتي تمثل 80 % من الحوادث مثل طريق الإسكندرية الصحراوي ، وطريق العين السخنة، وطريق السويس، كما يتم رفع كفاءة الطرق والكباري القديمة من خلال الصيانة المستمرة، وتم رفع كفاءة 700 كوبري من أصل ألف وسبعمائة كوبري تأثرت بالحمولة الثقيلة، وجار العمل في إنشاءات جديدة للتوسع في شبكة الطرق والكباري وتقديم خدمة غير تقليدية للمواطنين حفاظا على أرواحهم.