رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تكريم الحاجة «ميسا»

12-10-2020 | 14:45


عمرو سهل

ذكرني اسمها بـ«بوحة الصباح»، تلك الشخصية السينمائية الشهيرة، ذلك الشخص ممسوح الخبرة محدود الإمكانيات، الذي يردد جملته الشهيرة «صبح صبح يا عم الحاج»، هذا بالضبط أول ما تبادر إلى ذهني حين قرأت أن «ميسا»، وهي رابطة دراسات الشرق الأوسط منحت ــ لا مؤاخذة ــ الناشطة ليلي سويف جائزة الحريات.


طيب ..ميسا ميسا.. على الفور هرعت إلى الأضابير لأستكشف من هي ميسا فلم أجد لها ذكرا إلا أنها تضم نخبة من الأكاديميين بالجامعات الأمريكية .. حصلنا الرعب والله.

ومازالت رحلتي مع الحاجة «ميسا» فوجدتها لا مؤاخذة ست «مش ولابد» بلغة أهل الشارع، فقد أصدرت سابقا تحذيرات للباحثين من العمل في مصر على خلفية مصرع اسم الله عليه «ريجيني» الذي قالت إنه قتل نتيجة لقمع الباحثين في مصر.. أي والله زي ما بقولك.

وبعد وصلة سب اختنق بها صوتي حدثت نفسي عن إمكانية أن تكون «ميسا» تلك منظمة على قدها كده بتاكل عيش فقررت البحث عن مسيرة النضال التي خاضته ليلي سويف ولفت نظر تلك المنظمة لتقرر تكريمها فوجدت الجائزة حارة والمكرم.

لم أجد إلا امرأة تحمل كارنيه معارضة لم يكن لها من رصيد إلا الوقوف في مسيرة الدولة المصرية، لم ترض عن مصر طيلة حياتها، وظلت تحارب طواحين الهواء ولا مانع أن يكون في سبيل ذلك بعض المشاهد من إبداعات الراحلة أمينة رزق التي تبكي العيون وتحرك القلوب كالنوم على الرصيف، أو التظاهر بمنعها كأم من لقاء ابنها المحبوس ظلم،ا وعدد آخر من المشاهد التي تستحق من أجلها الأوسكار وليس جائزة في الحريات، ما علينا أهي كلها جوايز.


يعني من الآخر كده هو نوع من سوق الهبل على الشيطنة بلغة ولاد البلد أو هي محاولة لإضفاء شرعية على أمر غير مشروع من أجل الطعن في مصر والتشكيك في مسيرتها، فبالتدقيق في مسيرة المكرمة تجدها أنها امرأة أساءت الأدب تجاه وطنها بل وأسرتها التي لقنتهم أن حب الوطن هو استعداؤه والاستقواء بالخارج وقوده والطعن في رموزه ثمرته.. على أي شئ كرمت هذه المرأة، ما كرمت إلا ظنا من الذي كرمها أن ذلك مطعن يفيد أغراضه ويسهل مهمته في تلطيخ مسار مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو التي أفشلت مخططات تلك المنظمات وأرقت منامها.

إن تكريم مثل تلك العناصر لا يقوم إلا على تقارير مغلوطة تقلب الحقائق وتلوي ذراعها لتسوقها في معان مقصودة ومقاصد معدودة تصب مساراتها في طريق أوسع للضغط على مصر فإن كان التكريم واجبا فأين المنظمة المشبوهة «ميسا وأخواتها» من أنات ونحيب أمهات قدمن أولادهن فداء لمصر عن طيب خاطر دفاعا عن هذه الأمة، أين هي من تساؤلات طفل يتيم يسأل عن غياب أبيه بالطبع لا تستوقفكم تلك المشاهد فإنسانيتكم ماتت منذ أمد بعيد.


أين هذه المنظمة المشبوهة من كفاح سيدات معيلات ينزعن اللقمة من أفواههن لإطعام صغارهن وهن مسرورات راضيات، هل النضال في نظركم الضرب في مصر قيادة ومؤسسات وشعبا.. هل الاستعلاء على الوطن شرف يسعي إليه.. هل المتاجرة بأوضاع خاطئة نهضنا إلى إصلاحها نقيصة نعَّير بها أمام الدول. 


على أي حال لا تكريم معتبر إلا إن صدر من قلوب المصريين.. ولا مكانة حقيقية إلا الممنوحة من هذا الشعب الصابر الصامد الذي لا تهدأ عزيمتكم في دفعه إلى الانتحار القومي بتحرك خاطئ بني على تصور خاطئ، لكن تأكدوا أن هذا بات أمرا بعيد المنال بعد أن سقطت أقنعتكم وتهاوت مؤامراتكم ومهما حاولتم من إعلاء شأن سفهائكم فلن تحصدوا إلا الحسرة كما حصدها من كانوا قبلكم.