"فاينانشيال تايمز": الحكومة الأفغانية تتهم واشنطن بمنح طالبان اليد العليا في البلاد
اتهم مسئول بارز في الحكومة الأفغانية الإدارة الأمريكية بأنها تعمدت منح حركة "طالبان" المسلحة اليد العليا في المحادثات التي تجريها بشأن إحلال السلام في بلاده، بعد أن تعهد الرئيس دونالد ترامب بسحب جميع القوات الأمريكية من كابول قبل أعياد الميلاد في نهاية العام الجاري.
وقال عبد الله عبد الله،الذي يقود مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان (في مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ونُشرت اليوم الخميس) انه لا يزال هناك عدم يقين بشأن سحب القوات الأمريكية من افغانستان، ملقياً باللوم في ذلك على ما أسماه بـ"حركة الارتباك التي تعتلى السياسة الأمريكية قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر المقبل".
وأضاف عبد الله:"أن أحداً من المسئولين البارزين في واشنطن لم يعط أي توضيح"،في إشارة منه إلى قرار ترامب بشأن الانسحاب الأمريكي. أما عن طالبان التي اعتقدت " بأنه إذا انسحبت الولايات المتحدة فيمكنهم العودة بالقوة، فقد يرون ذلك في مصلحتهم"-على حد قوله-.
وفي هذا، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن طالبان رحبت بتغريدة نشرها ترامب الأسبوع الماضي على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي بشأن قراره بسحب قواته من أفغانستان. وقالت القيادة العليا للمجموعة إنهم يأملون في إعادة انتخاب الرئيس و "إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان".
وكانت محادثات السلام بين المسئولين الأفغان وطالبان قد بدأت في 12 سبتمبر الماضي، أي بعد 19 عامًا من هجمات 11 سبتمبر التي أدت إلى الغزو الأمريكي لأفغانستان. ويأمل المفاوضون في رسم مستقبل ما بعد الحرب للبلد الفقير الذي يعتمد على 8.5 مليار دولار سنويًا من المساعدات الخارجية.
وقالت تغريدة ترامب إن جميع القوات الأمريكية في أفغانستان "يجب" أن تعود إلى الوطن بحلول عيد الميلاد، فيما بدا على أنه جدول زمني سريع للانسحاب.وهي تغريدة تسببت في ارتباك ملحوظ لدى روبرت أوبراين ، مستشار ترامب للأمن القومي، الذي أكد قبل ساعات أن عدد القوات سينخفض إلى 2500 بحلول مطلع العام المقبل.
في الوقت ذاته، حذر مسئولون عسكريون أمريكيون من أن الانسحاب السريع من شأنه أن يضر باتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان من خلال تقويض موقف كابول.
وكان الجنرال كينيث ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، قد وضع الخطوط العريضة لخطط خفض القوات إلى حوالي 4500 بحلول نوفمبر. فيما يقدر مسئولو الدفاع الأمريكيون أنهم لا يستطيعون القيام بعملهم في أفغانستان بأقل من 4500 جندي.
كذلك، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن الولايات المتحدة وافقت، في بنود اتفاق السلام الموقع مع طالبان في فبراير، على سحب القوات بشكل تدريجي بشرط ألا تسمح طالبان لـ "القاعدة" بـ "تهديد" الأمن القومي للبلاد ووقف الهجمات على القوات الأمريكية والدخول في محادثات بين الأفغان.
لكن الجنرال مارك ميلي ، رئيس هيئة الأركان المشتركة ، قال إنه لم يكن هناك انخفاض كبير في العنف خلال الأشهر "الأربعة أو الخمسة" الماضية. فيما أعرب مسئولون باكستانيون عن قلقهم بشأن تسريع الانسحاب. فحذر رئيس الوزراء عمران خان من أن "الانسحاب الدولي المتسرع من أفغانستان سيكون غير حكيم".