اللحوم الحمراء داكنة اللون تحتوي على كمية أكبر من حمض البوليك الضاغط على الكُلى
من الخطأ أن يتوقف مريض الكُلى عن تناول البروتين .. فهو يضر نفسه .. وعليه العودة للطبيب فورا
من المعروف أنه كلما كانت اللحوم الحمراء داكنة اللون زاد احتواؤها على كمية أكبر من حمض البوليك، مما يكون أكثر ضغطاً على الكليتين، لذلك ينصح دائماً بشراء اللحوم وردية اللون وليست ذات اللون الأحمر الداكن وهو ما يطلق عليها (البتلو.
ولكن بشكل عام لا يمنع أي شخص من تناول اللحوم الحمراء طالما لا يعاني من بعض الأمراض المعروفة منها أمراض الكلى، حيث إن الجسم يمتص حوالي من 1 - 1.2 جرام لكل كيلو لحم، وهذا يعني أن كيلو اللحم لا يحتوي على نفس وزنه بروتينات كما يعتقد البعض، فقطعة اللحم التي وزنها 100 جرام لا تحتوي إلا على (15 - 20 جرام بروتين)، وبالتالي فالجسم السليم يتعامل مع جميع أنواع البروتين سواء المشتق من الأسماك أو الدواجن بنفس الشكل في أسلوب الهضم، ولكن يختلف الأمر بالنسبة للمريض، فيجب عليه تناول البروتين بأرقام محسوبة من قبل الطبيب المتابع، لأن مريض الكلى إن حدث وتناول كميات من الأطعمة المحتوية على بروتين مثل اللحوم الحمراء أو غيرها بكمية أكبر من طاقة جسمه، فهو معرض لزيادة نسبة البولينا والكرياتينين في الجسم.
وقد يسرع ذلك كثيراً في تطور المرض، وبالتالي تدهور الحالة، أما لو تناول تلك الأطعمة بشكل أقل من اللازم، فهذا يعتبر أكثر ضرراً، وذلك لأن الكلى عبارة عن نسيج حي في حاجة لكمية مناسبة من البروتين حتى تستمر في أداء دورها بشكل كامل، ولذلك فحرمان مريض الكلى من تناول اللحوم والبروتينات بشكل كامل هذا ليس علاجاً بل سوف يؤدي لتدهور حالة الكليتين وبناء عليه تدهور حالة المريض بشكل عام.
لذلك فمريض الكلى الذي يعتقد أنه إن استطاع الامتناع تماماً عن تناول البروتين بشكل كامل أملاً في تحسن الحالة فهو خاطئ، فهو هكذا يضر نفسه نتيجة عدم الوعي، لذلك يجب أن يكون معه قائمة معتمدة من طبيب متخصص بالأطعمة الممنوعة والأخرى المسموح بها وكمياتها مع ضرورة الالتزام بتلك الكميات بشكل دقيق .
أما بالنسبة للإصابة بحصوات الكلى وعلاقة ذلك بالأطعمة التي يتناولها الإنسان، فيجب التوضيح أن أغلب حصوات الكلى تتكون من (الأوكسالات) والتي لها أكثر من مصدر بخلاف الطعام، فالأوكسالات تتكون في الأمعاء نتيجة وجود بكتيريا في الأمعاء وكثيراً ممن يصابون بأملاح الأوكسالات يكون سببها حدوث اضطراب ببكتيريا الأمعاء، كما أن هناك إنتاج أوكسالات داخل الجسم بصفة عامة، أما الطعام فهو مسئول عن (30% - 40%) من الأوكسالات الموجودة بالجسم، وبالتالي عند زيادة عدد الأوكسالات بالجسم فيمكن السيطرة على نسبة تصل إلى 40% منها عن طريق الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الأوكسالات، لكن لا يزال هناك النسبة الأكبر التي تصل لـ 70% من الأوكسالات تنتج داخل الجسم يجب معرفة سببها للعلاج، وغالباً ما يكون علاج الأمعاء هو الحل وليس التوقف عن تناول الطعام.
كما أن هناك بعض الناس إن أصيبوا بحصوة في الكلى مرة في حياتهم، يعتاد الجسم على ذلك وتتكون الإصابة بالحصوات كل فترة، وهؤلاء يحدث معهم ذلك نتيجة أسباب متعددة مثل الإصابة التي تؤدي إلى مكوث المريض بالسرير لفترة نتيجة علاج من كسر أو غيره، مما يؤدي إلى تفاعل كالسيوم العظم مع أوكسالات الجسم فيؤدي للإصابة بالحصوات، أو أن يعيش في منطقة تحتوي على مياه شرب مليئة بالكالسيوم مما يزيد من نسب الإصابة بالحصوات، وبالتالي جميع تلك الحصوات تتكون نتيجة عامل خارجي أضيف لحياة المريض، وبالتالي بمجرد التوقف عن هذا العامل والبعد عنه يتوقف الجسم عن إنتاج الحصوات، ولكن المصابين بمشكلة دائماً في التمثيل الغذائي أو الجينات سوف تظل أجسامهم تنتج حصوات بشكل دوري دون توقف، وكل هذا ليس له أية علاقة بكمية أو نوعية الطعام التي يتناولونها.
وأخيراً، فقد كشفت دراسة علمية حديثة بأن تناول اللحوم الحمراء يزيد من فرص الإصابة بأمراض الكلى بنسبة 40% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من اللحوم الحمراء، حيث أوضح القائمون على الدراسة بأن تناول أنواعاً أخرى من البروتينات والمتوفرة في الدجاج والأسماك قد يقلص من التعرض للإصابة بأمراض الكلى، لذلك أوصت هذه الدراسة بالتقليل من كمية البروتين لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة، وذلك للمساعدة في تقليل الأعراض وإبطال التدهور في المراحل المتأخرة من هذا المرض.