مي زيادة.. معشوقة الأدباء
مي زيادة أديبة وكاتبة فلسطينية ولدت
بمدينة الناصرة في الحادي عشر من فبراير عام 1886، وهي الابنة الوحيدة لأبيها
اللبناني إلياس زيادة، والأم "نزهة معمر" فلسطينية من أصل سوري.
"ماري إلياس زيادة"
هو اسمها الحقيقي قبل أن تختار لنفسها أسم "مي" المكون من أول وآخر حرف
من الاسم الأصلي.
انتقلت "عروس الأدب
العربي" مع العائلة للإقامة في القاهرة بمصر فور انهاء دراستها بالمرحلة
الثانوية بلبنان، وفي مصر درست في كلية الآداب - جامعة القاهرة، وأتقنت الفرنسية
والعديد من اللغات.
أسس والدها "إلياس زيادة"
صحيفة "المحروسة" التي ساهمت فيها "مي" بكتاباتها ولفتت إليها
الأنظار منذ صباها.
كانت جلسات الثلاثاء في بيت "مي
زيادة" بشارع عدلي بالقاهرة من أهم المنابر الثقافية في عهد النهضة العربية
في القرن العشرين، وشارك بها العديد من أعلام تلك الفترة ومنهم أمير الشعراء أحمد
شوقي، وعميد الأدب العربي طه حسين، وعباس محمود العقاد، وخليل مطران، فقد كانت
تحاكي الصالونات الأدبية في فرنسا آنذاك.
شاركت "ملكة دولة
الإلهام" كما لقبها الأدباء في دعوات الحرية والاستقلال الوطني في أول نزول
للمرأة المصرية إلى الشارع بثورة ١٩١٩.
توفيت "مي زيادة"
بمستشفى المعادي بالقاهرة في السابع
عشر من أكتوبر عام ١٩٤١ عن عمر يناهز ٥٥ عامًا،
بعد سنوات من العزلة والخذلان الذي رافقها حتى نهاية الرحلة المليئة بالوجوه
والمزدحمة بالكثير من مشاعر الحب والود في بداياتها، إلا أنه لم يحضر جنازة
"معشوقة الأدباء" سوى أحمد لطفي السيد، وخليل مطران، وأنطوان الجميل.
وكأنها كانت ترى المشهد كاملًا قبل
وقوعه، قالت مي زيادة عن نفسها "أنا امرأة قضيت حياتي بين قلمي وأدواتي وكتبي
ودراساتي، وقد انصرفت بكل تفكيري إلى المثل الأعلى، وهذه الحياة (الأيدياليزم) أي
المثالية التي حييتها جعلتني أجهل ما في هذا البشر من دسائس".