أحمد شوقي.. الأمير
أحد أعمدة الشعر العربي الحديث ورائد النهضة الشعرية العربية، إنه أمير الشعراء أحمد شوقي الذي ولد في مثل هذا اليوم 16 أكتوبر من عام 1868م.
ظهر نبوغ شوقي في الشعر في عمر صغير فكان يحفظ دواوين فحول الشعراء، ومن ثم بدأت موهبته الشعرية تلفت انظار أستاذه الشيخ محمد البسيوني وهو أول من رأي فيه مشروع شاعر كبير نابغ في مجاله، زادت منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية بسفره إلى فرنسا، وفي تلك الأثناء كون مع زملاءه في البعثة جمعية التقدم المصري، والتي شكلت أحد عناصر العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي.
تأثر شوقي بالكثير من الشعراء العرب الكبار، ويعتبر المتنبي أبرزهم، وكذلك تأثر ببعض الشعراء الفرنسيين وتحديداً راسين وموليير، حيث تمكن بفضل سفره إلى الخارج من استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، فقد كان يملك نصيباً كبيراً من الثقافتين العربية والغربية، وبمبايعه من شعراء العرب كافة حاز أحمد شوقي على لقب أمير الشعراء في عام 1927م.
يبقى لأحمد شوقي الريادة في النهضة الأدبية والفنية وكذلك السياسية والاجتماعية وأيضاً المسرحية التي مرت بها مصر، حيث تفرغ شوقي للممارسة المسرح الشعري اعتبارا من سنة 1893م، ويعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا، ابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي، فقد رأى ان الإمارة ستكون الحافز له في إتمام ما بدأه من عمل مسرحي، وفي الشعر كان شوقي من المجددين الذين أحدثوا نهضة وطفرة في عالم الشعر، حيث مُنح موهبة شعرية فذة، فقد تميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور والأفكار التي كان يستقيها من الأحداث السياسية والاجتماعية آنذاك، وعرف أسلوبه في الشعر بمحاكاة القدامى حيث كان ينتمي إلى نهج مدرسة الأحياء والبعث – وهو اسم يطلق على الحركة الشعرية التي ظهرت في مصر في أوائل العصر الحديث والتزم فيها الشعراء بنظم الشعر العربي كما كان بعصور ازدهاره – ويعد شوقي أحد مؤسسيها، والمغالاة في تصوير الفواجع، امتلك شوقي خيالا واسعا مكنه من نسج موضوعات مبتكرة ودقيقه في الطرح، كما كان يبالغ في الإيجاز وقومه الإحساس والصدق في العاطفة، وأيضاً تمتع بحس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف معا لتحدث نغما موسيقيا، وهو ما لم تعرفه العربية إلا قليلا، نظم الشعر العربي بكل أغراضه مديح ورثاء وغزل ووصف وحكمة.
يعتبر الأكثر انتاجا بين شعراء العربية، حيث أنتج ما يقرب من ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بين شعر، والجدير بالذكر أنه قد جمع شعره الغنائي في ديوان أسماه الشوقيات يتألف من أربعة مجلدات طبعت أول مرة بين عامي 1888م و1889م وأعيد طبعه عام 1911م، كتب العديد من المسرحيات منها مصرع كليوباترا، مجنون ليلى، علي بك الكبير، والست هدى، أمير الأندلس، وكان له آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية نذكر منهم رواية لادياس، عذراء الهند، أسواق الذهب، فتاة السويس، وأيضاً الحرية، وأيضاُ كتاب دول العرب وعظماء الإسلام.
ظل أحمد شوقي في أوج مجده حتى وافته المنية في الرابع عشر من أكتوبر عام 1932م