معهد الفلك ينظم احتفالية علمية بمناسبة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بـ"أبو سمبل "
ينظم المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، احتفالية علمية تشمل عددا من المحاضرات، بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بمنطقة "أبوسمبل" والتي ستحدث يوم 22 أكتوبر الجاري، بالتعاون مع متحف النيل ومنطقتي آثار أسوان وأبوسمبل ،وذلك انطلاقا من الدور الذي يقوم به المعهد في إثراء الثقافة العلمية لدى المجتمع وتشجيعا للسياحة.
وقال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد - في تصريح له اليوم السبت - إن الاحتفالية تتضمن إلقاء نخبة من الباحثين بالمعهد عددا من المحاضرات العامة عن الظاهرة الفلكية وذلك بنقابة المهندسين بأسوان بعد غد، يعقبها محاضرة في متحف النيل يوم 20 أكتوبر الحالي ثم محاضرات في قرية سيتى السياحية بـ"أبوسمبل" يوم 21 أكتوبر الحالي.
وأضاف أن علماء المعهد سيقومون بإجراء بعض القياسات العلمية الفلكية في منطقة "أبوسمبل" استعدادا لرصد الظاهرة صباح يوم 22 أكتوبر الحالي ،وذلك باستخدام أحدث الأجهزة المتخصصة التي يمتلكها المعهد في ذلك المجال.
وأوضح القاضي أن المعهد سيقوم ببث تلك المحاضرات على موقعة الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمعهد وذلك لتعميم الفائدة ونشر التوعية الفلكية للمواطنين المهتمين بعلوم الفلك والآثار والمعمار وكذلك عوام المواطنين.. لافتا إلى أن تلك الفعاليات العلمية تستهدف الاحتفاء بما قدمه الأجداد في مجال علم الفلك والهندسة والمعمار ،والاستفادة العلمية بتسجيل بعض الأرصاد الخاصة بالحدث والمتعلقة ببعض الظواهر الأخرى التي تقع ضمن المجالات البحثية للمعهد.
وعن ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بـ"أبوسمبل"، قال الدكتور جاد القاضي إن معبد "أبو سمبل" هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة، فقد تم نحته في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال، والغرض من المعبد ومكانه هو عبادة الشمس.
وأضاف أن ظاهرة تعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعبد رمسيس الثاني بـ"أبوسمبل" تحدث مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر ،حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس .. موضحا أن قدس الأقداس بالمعبد يتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون، وتمثال الإله بتاح .. لافتا إلى أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وأشار القاضي إلى أن معبدي "أبو سمبل" تعرضا للغرق عقب بناء السد العالي نتيجة تراكم المياه خلف السد وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار "أبو سمبل" والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار.
وتابع أنه تم نقل المعبدين عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها في موقعها الجديد على ارتفاع 65 مترا أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية.
وأوضح رئيس المعهد أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بـ"أبوسمبل" تؤكد عبقرية قدماء المصريين في الفلك والمعمار، فإذا كان يوما تعامد الشمس محددين عمدا قبل عملية النحت فيستلزم ذلك معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات أخرى كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق إلى جانب المعجزة في المعمار لحرصهم بأن يكون المحور مستقيما لمسافة أكثر من 60 مترا ولا سيما أن المعبد منحوت في الصخر.
على صعيد متصل ، تنظم مكتبة المستقبل، إحدى المنصات الثقافية بجمعية مصر الجديدة، مساء بعد غد الاثنين ندوة علمية لتفسير ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده بـ"أبو سمبل"، والتي تحدث يومي 22 أكتوبر وفبراير كل عام.
وقال فؤاد عدلي مدير المكتبة، في تصريح له اليوم، إنه يحاضر في الندوة عصام جودة رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، لافتا إلى أن تلك الندوة تأتي في إطار البرنامج الثقافى لشهر أكتوبر الحافل بالمحاضرات والندوات الثقافية والأمسيات الفنية والتي تنفذ وسط الإجراءات الاحترازية التي تتبعها جمعية مصر الجديدة في كافة صروحها الثقافية.
وأضاف أن فعاليات الندوة ستكشف عن التفسير العلمي الفلكي لظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده بـ"أبو سمبل" والتي تتكرر مرتين في العام، وكيفية حدوثها وتكرارها إلى جانب إلقاء الضوء على عبقرية المصريين القدماء في ضبط حدوث تلك الظاهرة بهذه الدقة.
يذكر أن معبدي "أبو سمبل" (الملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري) ،تم اكتشافهما في الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالي جيوفانى بيلونزى، في العثور عليها ما بين رمال الجنوب، فيما يعود الفضل لاكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني في عام 1874، للمستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، حيث رصدت هذه الظاهرة وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".