صديقي العزيز.. أرجوك دلني
إلى صديقي.. كن معنا فإن لم تستطع فلا تكن علينا سلاحًا يستخدمه أعداء الوطن.. كنت أتصور من مهامك تحجيم مثل هذا النوع من الحرب الكلامية والتلاسن الرخيص.. ولكنني اكتشفت انك رغم كل احترامي وتقديري لك تنزلق بنا في هوة سحيقة تجرحنا جميعًا كأبناء لمنظومة إعلامية مفترض أنها تجمعنا على هدف مقدس يحمي ويبني وينمي ويعمر هذا الوطن.
إلى متى نستمر في هذه البدعة؟.. إلى متى نستمر في خداع العقول بعبارات براقة ومصطلحات رنانة؟.. إلى متى نستمر في اختلاق معارك وهمية لا طائل منها إلا والنبي أنا موجود حد يشتبك معايا؟.. إلى متى نستمر في خلق العداء واستحضار الصراع بأدواته المختلفة الغالي منها والرخيص؟.. إلى متى نستمر في تقطيع جهود بعضنا البعض وعدم تقدير جهود تبذل من أجل إصلاح منظومة إعلامية بصحافتها وإذاعتها وتليفيزيونها في صراعها مع وسائل إتصال وإعلام تعتمد على تقنيات الثورة الصناعية في عصر ما بعد الحداثة؟
إلى متى نظل نركن فشلنا على أطراف أخرى ونشيطن علاقة الجميع بالجميع في وقت نحن مطالبون فيه بالاصطفاف الوطني خلف قيادة سياسية تقود مرحلة من أخطر مراحل حروب الجيلين الرابع والخامس؟.. إلى متى يكون التوجه نحو تقديم أنفسنا بأجهزتنا ومؤسساتنا وسلطاتنا كقرابين لعدو جائر جائع يحاول أن يجد منفذًا ليسدد لنا المزيد من الطعنات؟.. للعلم.. لا يوجد من وجه.. ولا يوجد من خطط.. ولا يوجد من استكتب.. ولا يوجد من كلف.
ولكن هو حق لنا جميعًا أن نعلم لماذا معاداة الجميع؟ ولماذا الحرص على تقسيم الموحد؟ ولماذا نخلق أعداء وهمية؟ ولماذا نشوه تجارب تحاول اصلاح ما افسدوه سابقين سبق لهم أن صاغوا ورسموا وخططوا وفشلوا؟ لماذا كل هذا العداء تجاه زملاء لك مفترض فيمن ينتقدهم أن يتوجه لهم بالنصح إذا كان الغرض إصلاحًا؟
لك أقول قرأت لم أجد حلولًا.. لم أجد نصحًا.. لم أعرف من الجاني.. كل ما وصلني أن هناك أوهامًا تعشش في نواياك وتؤرقك.. وحقدًا تجاه عدو لم تصارحنا بكنيته.. ويبقى سؤالين أتمنى أن تجاوبنا عنهم بوضوح:
١. من هو الجاني المجهول الذي يُكتل تجاهك؟
٢. ما هي الحلول التي تملكها ولا نعلمها ولكنك تحتفظ بها إلى حين؟
عزيزي صارحنا لعلنا نصطف معك في حربك المجهولة.. ونحقق لك تجربتك الاستراتيجية الخفية التي لا يراها غير المؤمنين.