في رثاء اغتيال النائب العام هشام بركات
طول عُمر ابن آدم .. عايش لأجل لحظة
لحظة لما تيجى .. بتنسيّه اللى فات
بتعدّى فــ ثوانى .. يحسّها زى نغزة
يحسّ الدنيا فيها .. شويّة ذكريات
يعدّى العمر ثانية .. شريط قدام عينيه
وفجأة يكتشف .. دى " لحظة الممات "
ساعتها كل حاجة .. بتبدأ تِختِفى
وقبل ما تنتهى .. ومنها يِكتِفى
بيحس إنه عايز .. يعرف حاجات كتير
أهم حاجة هىّ .. " هو ده يومى الأخير ...!؟ "
أيوه هو ده .. عايز حاجة تانية ؟ .. آه .. عايز كتير
عايز أقول لأهلى .. ... إنتوا هاتوحشونى
أجَلى خلاص وصل .. هاسيبكوا وهاتسيبونى
قلتلكم إن عمرى ... مكتوب كله بحساب
ورايح يعنى رايح .. ولكل أجل كتاب
ياما قلتهالكم .. وده وقت الانسحاب
طول عمرى كنت بدعى .. يحسِن لى يوم ختامى
أموت لحظة سجودى .. أو حتى فــ يوم صيامى
عشت عمرى كله .. بـ عدلي لبلدى حامي
واديه ماخيّبش ظنى .. ربى وسامع كلامى
عايز أقول بس كلمة .. للى بعدى حزين
هو انت يابنى شاكك .. أنا رايح لمين !!
دانا رايح عند ربّى .. فى يوم مالوهش زى
مليان ورود وزينة .. وحشود ونور وضىّ
وأديكوا شوفتوا يومى .. زى ماقلتلكوا جىّ
يبقى صدقونى .. والله أنا لسه حىّ
م اللى رايح لربه .. ماماتش .. ده راح يعيش
بقولك إيه يابنتى .... أنا عايش ماتخافيش
طول عمرى كنت ضهرك .. وحْياتى ماتحزنيش
وإذا كنت روحت منك .. ومن دنيا ماتساويش
بس أنا سايبك وسايب .. ذكرى ماتتنسيش
وسايبك وسط أهلك .. يعنى ماتقلقيش
قلناها يوم ماماتوا .. زمايلنا فى العريش
والله يوم وفاتك .. يوم حزن لكنه عيد
وعمرى ما أسيب ولادك .. فــ عينيا واقول واعيد
أبوكوا ده عاش بطل .. أبوكوا ده مات شهيد
ويا كل اللى مات .. لواجبه وللبلد
موتك هايخلى أهلك .. فخورين بيك للأبد
وكل اللى هايدعى .. للشهدا لو سجد
دعاه هايوصلك ... وحياة واحد أحد
عمر الموت مايفرق .. مع اللى لربه عابد
عمر ماهو مات بخنجر .. فى ظهره وهو ساجد
وعثمان مات بغدر .. قتلوه بدم بارد
وعلى والحسين .. وحمزة والحسن ..
القتل هوّ هوّ .. ماهو أصل القتل واحد
بيحبس اللى يقتل جوه دنيته
ويبعت اللى مات لرب بـ عدله شاهد
خدوها منى كلمة .. بالذات فى اللحظة دى
يارب اكتبلى موتة .. بالظبط زى دى
أموت على أرض صلبة .. والاقى حبايبى جنبى
حتى لو الموتة صعبة .. أهى تكفّر لى ذنبى
وآجيلك وانت راضى .. ده يهوّن كل تعبى
لو كنت أختار لنفسى .. موتة أموت عليها
فمفيش أحسن أكيد .. م اللى انت مت بيها
راجل رايح لشغله .. وراجع ع الفطار
يختاره ساعتها ربّه .. لمكان أكتر عمَار
90 مليون بيدعوا .. لِيه طول النهار
ماهو كان ممكن يموت .. عادى وهو نايم
أو يموت فى حادثة .. أو فى الغفلة عايم
بس دى موتة حلوة .. شهيد وهو صايم