يا شعر هات الفرقد الآلاء
فاليوم عيد للورى قد جاء
عيد له تتزين الأرض التى
من حسنها كادت تكون سماء
عيد لأيام الزمان على المدى
سيظل نهراً دافقاً رواء
سيظل تاجاً للبطيحة كلها
كى تزدهى ببهائه خيلاء
يوم به ولد الحبيب محمد
فجرا أطل على الورى لآلاء
فأشرف أيا شعرى بذكر حبيبنا
وانثر على كل الربوع غناء
وعلى جواد الحب طوف فى الدنا
قل للشباب كفاكمو إغفاء
هذى هى السمحاء تنشد منكمو
أن ترفعوا راياتها شماء
فالريح - كل الريح - تصهل حولها
تبغى اقتحام تخومها شعواء
وبأفقها زمر الدخان تود لو
تمحو الضياء وتنشر الظلماء
لكنها أبداً ستبقى فى الذرى
شمساً يعم ضياؤها الأرجاء
فالله أنزلها وشاء بقاءها
وبها على كل القرون أفاء
وكما أنار بها الوجود أعزها
بشبابها نعم الرجال عطاء
هيا شباب الحق كونوا سيفها
صدوا رياح الغدر والأنواء
شقوا غبار الساح لا تتخاذلوا
كونوا "ابن زيد" جرأة ومضاء
ومن اجتنى للنصر حلو ثماره
فليبق نورا يرشد الغرباء
وليزرع الشطآن ألف منارة
تهب الألى غرقوا: هدى وضياء
ويبدل الشوك اللعين سواسنا
تحت الخطى كى لا تحس عناء
بالعلم يسطر ما يريد صحائفا
بالقدوة الحسنى يقيم لواء
يهدى قلوبا كالحجارة قسوة
ويبدل اليبس العقيم نماء
ويزيل وقرا فى المسامع ساكنا
فيها أطال تحجرا وبقاء
وبنور أحمد يفتح المقل التى
عميت فذاقت فى الحياة شقاء
هذا الذى شق الدجى ميلاده
وبنوره قد ضوا الظلماء
واليوم مولده يهل على الورى
عيدا فهيا نستلذ لقاء