«زارنا النبي».. سلسلة جديدة لـ«أصواتهن للسلام» بمناسبة المولد النبوي (فيديو)
أعلنت مبادرة «أصواتهن للسلام» المعنية بتغيير الصورة النمطية السائدة عن
النساء في المجتمعات العربية، تدشين مشروع جديد يتضمن عرض مبسط لسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره
معلما للبشرية وذلك بالتزامن مع بدء شهر ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويأتي المشروع الجديد، في إطار السعي للتطوير الدائم وتحقيق نوعا من
الريادة في تناول الأفكار التي تناقش قضايا اجتماعية هامة.
وقالت هبه صلاح مؤسسة المبادرة، إن وسائل التواصل الاجتماعي، ساهمت بشكل
كبير في تفريق الأسرة، لذلك نحاول من خلال هذا العرض المبسط أن نعيد للأذهان قيمة
الأسرة من خلال مشاهدات وأفعال وأقوال الأنبياء، باعتبار أن سيرتهم دستور لنا
وقدوة.
وأضافت: إن الفكرة تنطلق من أن «سيرة الأنبياء دواء»، فكل الرسل والأنبياء
جاءت رسالاتهم لمعالجة الأمراض الاجتماعية التي كانت سائدة في أزمانهم، ومنها سيرة
النبي محمد التي تقف عليها مؤسسة المبادرة، لتربط بين ما نعانيه في مجتمعاتنا
العربية من صور نمطية شوهت ما جاءت به الأديان من تعاليم تنظم العلاقات الإنسانية
كافة، وعلى رأسها علاقة النساء والرجال داخل كل أسرة، حيث تعرض من خلال سلسلة
الفيديوهات ما نجده من فهم مغلوط وتطبيق خاطئ لهذه العلاقات، مع التركيز على ما
فعله النبي ووصى به في مواقف مماثلة حتى نتعلم الفرق بين ما هو ديني وما هو من
قبيل العادات والتقاليد السلبية التي ذابت معها تعاليم الأنبياء الراقية.
وأكدت أن السلسلة تخاطب جميع الفئات العمرية من مختلف الثقافات والأديان
حتى نعيد إلى الأذهان مفهوم "الإنسانية" لما شابه من خلط في الآونة
الأخيرة، حيث يفهمه البعض على أنه "هدم لثوابت الأديان"، وهذا محض خطأ.
وعرضت المبادرة أولى الفيديوهات، بعنوان «الهدية الأولى.. هدية الميلاد»،
والذى يحمل دعوة إلى الجميع بإظهار الفرح والسرور في الاحتفال بذكرى ميلاد
الأنبياء، والفرح بنعمة الميلاد والإيجاد من العدم بشكل عام، حيث عرض الفيديو أن
فرحة استقبال مولود جديد هي فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ ولا يعترض على هذه
النعمة إلا أصحاب العقول والقلوب المريضة ممن يميزون بين ما يهبه الخالق من إناث
وذكور، فتصبح الفرحة خالصة إذا كان المولود ذكرا، وتظهر نبرة الفرحة مختلطة
بانكسار لدى البعض إذا كانت فتاة، أما من يفرح بنعمة الميلاد، لأنها هِبة من
الوهاب، وباب رزق قد منحه الله للأبوين، فهؤلاء ممن يدركون نعمة الحياة، وأن الله
يهبها لمن يشاء.
وأوضح الفيديو الأول كيف كان يحتفي الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهذه
النعمة وعلمنا أن نقدرها، وهي نعمة الإيجاد من عدم، فضلا عن هدية أخرى تتمثل في
نعمة الفرحة والاحتفال بمولده الشريف، حيث قال ص حينما سأل عن سبب مداومته على صوم
يوم الاثنين من كل أسبوع: هذا يوم ولدت فيه.
يعني كل إنسان على وجه الأرض (رجل أو امرأة) يمثل قدرة الخالق في إيجاده من
عدم، وعلينا أن نستشعر هذه النعمة ونفرح ونقدر أيام مولد الأنبياء، فهم النعمة
الكبرى التي أهداها الله للبشرية.
ولفتت الباحثة هبه صلاح، النظر إلى ضرورة الابتهاج بأيام الميلاد، وترسيخ
تلك العادة لدى الأبناء أولادكم (إناثا وذكور)، إضافة إلى ضرورة الابتهاج بمولد
النبي، داعية إلى تهادى الحلوى والتعبير عن الفرحة بنعمة الإيجاد من عدم.
ومن المنتظر عرض المبادرة سلسلة من الحلقات تخاطب بها الأسرة المصرية
والعربية، منها: الحب، الجمال، الرضا، حسن التربية واحترام الآخر.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة أصواتهن للسلام انطلقت في شهر سبتمبر عام
2019، تحت رعاية مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين اتباع الأديان
والثقافات (كايسيد)، بهدف تصحيح المفاهيم المشوهة التي رسختها العادات والتقاليد
السلبية التي تظلم النساء والرجال باسم الدين، وتقديم محتوى بديل لما هو موجود على
منصات التواصل الاجتماعي يهدم الأسرة ويشتت الأفكار.