رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سيميائية التجربة الوطنية للأطفال في ديوان "خيوط الشمس" للشاعر محمد الشرقاوي

20-10-2020 | 15:06


أدب الطفل نوع أدبي له جذوره التاريخية وحضوره الحديث والمعاصر، وهو- حسب ثلاثية الإبداع: المبدع، والنص، والمتلقي- قد يكون أدبًا إلى الطفل، أو أدبًا عن الطفل، أو أدبًا من الطفل. ومن المسطور نقديًّا أن الكتابة إلى الأطفال من أصعب التجارب، وأنها تزداد صعوبة حين تكون كتابة موجهة موظفة لغرض سامٍ، هو الحديث عن الوطن مكانًا وإنسانًا، لتعزيز قيمة الوطنية والمواطنة في كل مراحل الطفولة نفسيًّا وتعليميًّا وإبداعيًّا. وتكون التجربة أشد صعوبة حين تصدر من مبدع ينتمي إلى مدرسة الأدب الإسلامي، تلك التي تُتَّهم من قِبَل خصومها ورافضيها، بأنها ذات نزعة شمولية خارجية، وغيرية، وأنها أبعد ما تكون عن الذاتيات والوطنيات، فيكون المبدع الإسلامي مطالبًا بإنجاز إبداع يلبي متطلبات أيدلوجيته المنداحة الأماكن والبقاع ، ويحقق شعوره نحو وطنه المحدود بحدوده الجغرافية المعهودة!

 والحق أن الديوان المبحوث- "خيوط الشمس"، وهو أدب إلى الطفل  - يقدم دليلاً إبداعيًّا على أن دعاة الأدب الإسلامي ليسوا بعيدين عن أوطانهم وما تحتويه من مفاخر وذخائر، وما يموج بها من حراك وأحداث، وما يحيط بها من مخاطر وتربصات... بل إنهم عشاق للأوطان، وحماة للبلاد والعباد، أينما كانوا وحيثما حلوا وارتحلوا، وبكل وسيلة فنية ممكنة فاعلة متاحة؛ انطلاقًا من أن حب الوطن من الإيمان، وأن حب الوطن لا يتنافى مع الإسلام، فكل ملتزم وطني، وإذا قلنا: إن الالتزام الديني شرط أساس في الوطنية لم نكن مبالغين أو متجاوزين المنطق، فحب الوطن غريزة مستقرة في قلب كل نبيل أصيل، ووحدة الوطن وقوته من وحدة الأمة وقوتها، ويعرف وفاء الإنسان بحنينه إلى وطنه، وفي القرآن الكريم نجد الله -تعالى- يقدم الديار/الأوطان على الأبناء أغلى ما يملك الإنسان، في قوله تعالى: {وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا""}، كما جعل الخروج من الديار/الأوطان، كقتل النفس في قوله - جل وعلا- : {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ""}...

 و"محمد الشرقاوي" -صاحب التجربة المبحوثة- مُؤَهَّل لإنجاز هذه المهمة على أكمل وجه، في قادم الأيام والأعمال إن شاء الله، من خلال جملة أدوات فنية تمثلت فيه إنسانًا ومبدعًا؛ فهو مصري من صميم مصر: صعيدها العتيق، وهو أب لثلاثة أولاد، وهو مُعلِّم، وهو مُثَقَّف ميداني، ومبدع مُتجول، يعرض إبداعه على الناقدين والمتذوقين، حيث يحتك بالمثقفين والمبدعين في الصالونات الثقافية والمنتديات الشعرية؛ فيرقى ويتطور ويتنقَّح، ليل نهار، وهو شاعر كثير الإبداع، له ثلاث تجارب شعرية متنوعة، هي:

"رسالة حب"، وهي تجربة غنائية، زودت هيئة قصور الثقافة مكتباتها من هذا الديوان، كما أنه قد نوقش نقديًّا.

"مصر الخير والأمان"، وهي تجربة للأطفال في المرحلة الإعدادية والثانوية، وقد نال موافقة وزارة التربية والتعليم لتزويد مكتبات المدارس الإعدادية والثانوية العامة بها.

"حكايات المساء" ، وهي مجموعة أناشيد للأجيال الصاعدة، تكاد تتشابه وتتكامل مع الديوان المقروء"خيوط الشمس" ، في بنائها ومحتواها.

وقد طالعت الديوان: "خيوط الشمس" مطالعات عدة خرجت منها بفكرة مؤداها أنه صالح لأن يكون أنموذجًا للتجربة الشعرية الوطنية للأطفال في المرحلة الابتدائية، بعد إدخال بعض إضافات وتعديلات على نصه وإخراجه الفني، وقد صغت ذلك في عدة عتبات فنية متدرجة معبرة عن انتقالاتي القرائية للديوان.

 

سيميائية الغلاف

جاء الديوان مكونًا من غلافين: غلاف أمامي، وغلاف خلفي. ومع كثرة الألوان وتنوعها على الغلاف كله فقد هيمن اللون الفاتح الهادئ زرقة وبياضًا وصفرة عليه. وقد احتوى الغلاف الأمامي على شعار الناشر: كتاب نون، ورقم الإصدار"60"، واسم المبدع في أعلى الصفحة. وبعد ذلك رسمة فيه قرص الشمس متعلقا بها الطائرات والألعاب الورقية، وفي ختام هذا الغلاف يأتي عنوان الديوان الأساس: "خيوط الشمس" بلون أحمر، والعنوان التفسيري: "أناشيد للأجيال الصاعدة" بلون أسود!

وقد تكون الغلاف الخلفي من صورة للشاعر فيه قسمات المصري الصعيدي المكافح، ثم خمسة أبيات من قصيدة الشاعر عن بغداد، فيها ذاتية الشاعر، وإيجابية رؤيته تجاه تاريخ وطنه وواقعه. أما الذاتية فقوله:

كل السطور طويتها   وأنا الشجاع المؤتمن

وأنا جذور حضارة    سارت بأعماق الزمن

وأما الرؤية الإيجابية المقدمة تجاه وطنه فقوله:

أرضي بساتين بدت     فردوس عليا أو عدن

زرعي نما في بهجة     للحسن نادى واقترن

فالأبيات تنطق بالشجاعة والأمانة والتحضر، والإحساس بقيمة المكان، والإقبال عليه بحب وتفاؤل، وهذه أبرز معالم الروح الوطنية في كل عصر ومصر. ثم ختم الغلاف الخلفي برسمة لأطفال صغار يلعبون على سحابة.  

 

سيميائية العنوان

تكون عنوان الديوان من عبارة أساسية، وأخرى فرعية تفسيرية، بيانهما على النحو التالي:

"خيوط الشمس":

وهي مركب إضافي، هيمن على المشاركين في عدة مجالات فنية؛ ففي مجال الأنشودة الإسلامية استخدم هذا التركيب من قبل في الأناشيد المقدمة إلى الأطفال عند المنشد السوري العالمي محمد أبوراتب، وفي مجال الإبداع النبطي كان هذا العنوان اسم ديوان من الشعر النبطي للشاعرة الإماراتية مهرة محمد بني ياس، وفي مجال الشعر الفصيح كان عنوان قصيدة للشاعر نبيل الزبير، جاء ختامها:

يا خيوط الشمس هيا     اخلعي قلبي وطيري

واملئي الكون جمالا       فـيض دفء وأنيري

وفي مجال الزجل والغناء المصري كان للمغني المصري أحمد الحجار أغنية استخدم فيها هذا التعبير، عنوانها: "لملمت خيوط الشمس" . كما أنه استخدم عنوانا لعمل درامي إذاعي مصري سعودي، بين إذاعة صوت العرب، وإذاعة الرياض، وهو موجه إلى الأطفال. وهذا يدل على ثقافة "الشرقاوي" وإلمامه بالتفاعلات الثقافية لعصره وآنِه، على اختلاف توجهاتها! ويجعله أمام تحد إبداعي كبير، مؤداه: كيف يستخدم هذا التعبير"المستهلك سلفًا" بطريقة طريفة لم تبدع من قبل؟!

و"خيوط الشمس" في الديوان المدروس تحتمل معنيين:

 معنى قريب، وهي تلك الأشعة الخارجة من الشمس والمحيطة بها في شكل دائري، والمحدثة إنارة وبهجة في النفوس الناظرة. وقد سمى الشاعر ديوانه بعنوان قصيدة بارزة فيه هي القصيدة التاسعة عشرة، ومطلعها:

خيوط الشمس إذ نادت        فروح العزم قد عادت

وختامها:

فهيا نحو ما نرجو     لأن الشمس قد نادت

وواضح أنه يقصد المعنى القريب للتركيب.

 أما المعنى البعيد فيتضح من خلال تفكيك التعبير إلى مفردتيه؛ فهو عنوان مكون من لفظة "خيوط"، التي توحي بالكثرة والتنوع والتشابك والدقة. وقراءة التجارب تدل على أن المقصود الأسمى بها هو العناصر الأساسية المكونة للشمس/الوطن: مكانًا، إنسانًا، روحًا. فخيوط الشمس أماكن مصرنا الجميلة ومفاخرها الرائعة، وأخواتها العربيات المحيطات بها، والجانب التاريخي في جغرافيتها، والجانب الروحي في إنسانها ودينها.

أما لفظة "الشمس" فدال مهيمن على إبداع الشاعر في غير قصيدة من الديوان، ففي التجربة الأولى يشبه مصر قائلا:

في سماء الكون شمس      نورها في كل درب

وفي التجربة الثامنة "عواصم" يقول:

ودمشق شمس لم تغب   لم تخش عينا ناقمة

وفي التجربة التاسعة "هنا أرضي" يقول:

عشقت الشمس ساطعة    وشاهدة لأعياني

وفي التجربة العاشرة يقول عن "حياة الريف":

بها شمس تصاحبنا   وتسمع كل ألحاني

وفي التجربة الثالثة عشرة يقول عن الزهرة:

مثل أقمار الليالي    مثل شمس في المدار

فالشمس مشبه بها المكان الأسمى "مصر"، والمكان التاريخي المضيء "دمشق"، والمكان المنير بفطرته وعطائه "الريف"، والنبات الحلو الرقيق "الزهرة". وكل هذه عناصر -أو قل كما عبر شاعرنا: "خيوط"- جميلة مشعة تبعث الثقة والطمأنينة والأمل في النفوس والقلوب... وتعد عبارة: "خيوط الشمس" الكلمة المفتاحية والأساسية المعبرة عن الديوان، والرابطة بين تجاربه.

"أناشيد للأجيال الصاعدة":

جاءت هذه العبارة تفسيرية، وكل لفظة فيها ذات إيحاء خاص، يمكن تفكيكه على النحو التالي:

أناشيد: إشارة إلى الوسيلة الفنية الموظفة للوصول إلى عالم الأطفال.

للأجيال: بيان للمخاطب والمتلقي هذه الأشعار، وإشارة إلى كثرتهم وتنوعهم شخصيًّا وفكريًّا ونفسيًّا.

الصاعدة: حث لنفوس هذه الأجيال -التي يتغياها بخطابه الشعري- على الصعود والارتقاء، وغرس للعزيمة والأمل والإقدام في عقولهم وقلوبهم.

سيميائية التجارب

بالنظرة الإحصائية في الديوان يتضح أنه تكون من أربع وعشرين تجربة، تنوعت على النحو التالي:

تجارب وطنية محضة "التجارب: 1-7":

 وهي قصائد: [مصر/الأقصر/شواطئ مصر/قناة السويس/سيناء/ذكرى نصر أكتوبر/تحية لجنود مصر] وهي تجارب مرتبة ترتيبًا منطقيًّا بدأت بالأعم "مصر"، وثنت بالمفاخر الجغرافية والسياحية "الأقصر/شواطئ مصر/قناة السويس/سيناء"، وختمت بالمجد العسكري الفريد في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، الذي صنعه جنود مصر الذين يستحقون كل تحية.

النزعة العروبية "التجربتان:8،9":

 وهما قصيدتا [عواصم العالم العربي، وبغداد]. و"الشرقاوي" ينطلق فيهما من المفهوم الواسع لكلمة وطن لتشمل العالم العربي كله، انطلاقًا من قول الشاعر:

بلاد العرب أوطاني    وكل العرب إخواني

وقول فخري البارودي:

بلاد العرب أوطاني       من الشام لبغدان

لسان الضاد يجمعنا       لغسانٍ وعدنان

التجارب الريفية الزراعية "10-16":

وهي قصائد: [هنا أرضي/حياة الريف/ تحية الفلاح/ الزرع والماء/الزهرة الباكية/ خيوط الشمس] وهي أيضًا مترابطة منطقيًّا، بدأت بالعام "هنا أرضي"، وثنت بالمكان الخاص الفريد "حياة الريف"، وبصانع هذه الفرادة "الفلاح"، وبالمنتج "الزرع والماء، والزهرة الباكية"، وتأتي رائعة "خيوط الشمس" داعية إلى الإيجابية والجندية المخلصة في الوطن ونحوه. كما جاءت فاصلاً بين البعد الوطني والروحي في الديوان.

 ويتجلى في هذه التجارب البعد الريفي الطبيعي الجميل، والبعد الاقتصادي الرائع لوطننا مصر الغالية. وتعد تجربة "الزهرة الباكية" من أشعر تجارب الديوان، فهي صالحة بقوة لأن ترشح للتدريس لطلابنا في المرحلة الابتدائية لو عدل قول الشاعر في البيت الثامن فيها من "زاد عزمي واعتذاري" إلى: "زاد عزمي واقتداري"؛ لأنه لا مناسبة بين العزم والاعتذار!

تجارب روحية "17-24":

وهي قصائد: [نحو ربي/رسول الله/أبوبكر/عمر بن الخطاب/خالد بن الوليد/الأزهر/دعاء/نعيم الله/نعم عظيمة]، والناظر يجد الخيط الإيماني رابطًا بينها، ومعلنا عن بعد ضروري في تكوين الطفل المصري، وهو البعد الروحي الديني، وقد أحسن "الشرقاوي" به ختام ديوانه، وتعد قصيدته "نحو ربي" أجمل تجربة فيه، ومن أجمل تجارب الديوان وأكملها. وقد انتقل الشاعر في هذا البعد من المقصد الأسمى "الله عز وجل" ثم إلى الوسيلة والأسوة الحسنة "رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ثم القدوات التاريخية الفذة "أبوبكر/عمر/خالد رضوان الله عليهم أجمعين"، ثم إلى المرجعية العصرية الأولى في فهم الإسلام فهما وسطيا مستنيرًا وهو الأزهر الشريف مكانًا وتاريخًا وشيوخًا، يقول:

صفاء الدين في الأزهر     وأمجاد بها نفخر

ثم ختم هذا البعد بثلاث تجارب عبادية سلوكية خاصة بالدعاء، والاعتراف بنعيم الله الدائم، ونعمه العظيمة عز وجل، وهو في هذا البعد لا ينسى وطنه "مصر" المهيمن عليه، يقول من قصيدته دعاء:

دعوت الله في صدق       دعوت الله من قلبي

                  أرى وطني على خير       ويحيا الناس بالحب

ويختم ديوانه بقوله من تجربة "نعم عظيمة":

الدمُّ في شرياننا

يجري فدا أوطاننا

الأجر في أعمالنا

في بذل أقصى جهدنا

الخير في بلداننا

يبقى إلى أولادنا

وهكذا نلحظ تناغمًا بين تجارب الديوان الأربع والعشرين، يحققه عنوان الديوان، ويفسره قراءة التجارب، ويدل على وطنية شفافة مخلصة واعية صادقة، ونزعة فكرية أصيلة راسخة من شأنها أن تعطي أطفالنا في التعليم الابتدائي جرعة دسمة جغرافيًّا، وتاريخيًّا وواقعيًّا، وريفيًّا، واقتصاديًّا، وروحيًّا.

أما عن كمِّ التجارب فقد تراوحت أبياتها بين ثمانية أبيات "اثنتان" وتسعة "اثنتان" واثنتي عشرة "واحدة"، وأربع عشرة "واحدة"، والباقيات مكونة من عشرة أبيات. وأظن أن هذا الكم مناسب لطفل المرحلة الابتدائية، ولو اقتصر الديوان على جعل التجارب كلها عشرة أبيات لكان أولى وأجدى فنيًّا؛ لييسر عمليات تلقي النصوص الأساسية وهي: القراءة والفهم والتذوق والحفظ..

 

سيميائية الإيقاع

بالنظر في الإيقاع الخارجي للديوان نلحظ أنه قد جاء على نسق أربعة أبحر عروضية ذات إيقاع صاف موحد التفعيلة، وقد غلب على الشاعر إيقاع البحر الوافر [إحدى عشرة قصيدة]، وأخيه الهزج [اثنتان] ثم إيقاع بحر الرمل[سبع تجارب]، ثم إيقاع البحر الكامل [أربع تجارب]. وهي قوالب عروضية غنائية راقصة لذيذة الوقع، لاسيما وأنها قد جاءت في البناء المجزوء غالبًا، والمشطور في قصيدة واحدة أخيرة "نعم عظيمة"، وبنيت على قواف موحدة، وفيها تصريع للمطلع غالبا وللختام حينًا.

هذا إضافة إلى أن المعجم الشعري في الديوان يكاد يكون محدودًا مناسبًا عقلية الطفل؛ إذ تغلب عليه السهولة واليسر في مفرداته وتراكيبه، وتغلب عليه النزعة الخبرية البسيطة، وتشيع فيه التعبيرات الفخرية الصاخبة المناسبة للحالة الوطنية، وتسير عليه روح المُعلم الإيجابي والمربي البنَّاء، وأدل على ذلك ما جاء في التجربة الأولى:

نحن في الأخطار جند          نحن سيف عند خرب

نحن وقت السلم عزم           يــرتـــجــي تـــوفـــيق ربي

رجاءات مستقبلية

أرجو من الباحث في قادم تعامله مع هذا الديوان بعد هذا الاحتكاك بنقدة الأدب ومتعاطيه، أن يراعي الرجاءات الهادفة المتنوعة الآتية:

من خلال قراءتي السيميائية لغلاف الديوان اتضح أن الرسام لم يقرأ تجارب الديوان أو لم ينفعل بها أو لم تصل إليه، كل ما انفعل به وعبر عنه هو العنوان فقط، فقد كان متوقعًا أن يوجد في الغلاف أثر للوطن رمزًا ومكانًا وإنسانًا، كعلم مصر، والأهرامات والأزهر، والكنيسة المعلقة مثلاً.