رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


30 يونيو "عودة الهُوية المصرية"

20-10-2020 | 19:45


تنشأ دول أو تتحد وتتجمع شعوب لسنوات دون أن ترى معنى لوجودها أو سبب تجمّعها على عقد اجتماعي واحد, وشعوب أخرى يكتب الآخرون لها مصائرها وحدودها، بل وقيمها وأفكارها, إلا شعب مصر، فهو شعب اعتاد على كتابة تاريخه من انتصارات عسكرية وإنشاءات تواجه أنواء التاريخ بشموخ وعزة بامتداد أجياله؛ وعايش هذا الجيل من المصريين فترة من أصعب الفترات على امتداد العصور سيكتب عنها التاريخ الكثير, وكادت الهُوية المصرية أن تضيع والأرض أن تُقسّم لولا صحوة هذا الجيل الذي أعاد هُويته ونُصرة جيشه, هذا الجيش الوطني الذي خرج من كل أطياف الشعب, ولم ترهبه جماعات أو تهديدات، تلك التهديدات لم تقتصر على جماعة مارقة خرجت على الشعب المصري، بل كانت كوكبة من الأعداء وأصحاب المصالح الخبيثة الذين حاولوا بشتى الطرق منع هذا الشعب من استلام زمام أمره وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة التى عصفت بها أحداث دامية طوال العقد السابق وليس في مصر فقط؛ واحتاج هذا التحدي إلى إعادة البناء بصبر وعزيمة على كل المستويات لتحقيق إنجازات قوية ترسخ عودة مصر لهُويتها في 30 يونيو, وجيش قوي يحمي تلك الإنجازات.


وفي ذلك الإطار, ركزت القيادة  السياسية على تطوير الجيش "العمود الفقري لمصر" ليكون في مستوى التحدي لتحقيق مفهوم "الردع" لأعداء هذا الشعب وهذا الوطن بما يتناسب مع التطور التكنولوجي العالمي والقدرة على مواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية, إضافة إلى تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من مختلف التهديدات في الداخل والخارج، وفي أثناء ذلك شهدت منظومة التسليح المصري إنجازات غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترتكز على تنويع مصادر السلاح والمشاركة في صناعة بعضها، وتطوير جميع التخصصات، لإبعاد الضغوط الدولية عنها من الولايات المتحدة والتي حدثت بالفعل في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال مجابهة مصر لأعدائها من الإرهابيين في الداخل ومعاونيهم في الخارج, وكذلك بناء القواعد العسكرية على كل الجبهات بما يحقق التأمين الشامل لمقدرات الدولة والحفاظ على استقرارها.


اعتمدت " مصر - 30 يونيو" على عودة التعاون العسكري والاستراتيجي مع الولايات المتحدة, واستمرار التصنيع المشترك للدبابة الأمريكية  M1A1  وعودة مناورات "النجم الساطع" بعد توقفها منذ 2010, والمناورات البحرية "تحية النسر" بالاشتراك  أيضا مع السعودية, وورّدت الولايات المتحدة في تلك الأثناء منذ 2015 عدد 12 طائرةF16   و10 مروحيات أباتشي؛ ولتحقيق التنويع في مصادر السلاح، اتفقت كل من مصر وروسيا على توريد منظومة الدفاع الجويs300  وعدد 46 طائرة مقاتلة طراز ميج 29 إم, وعدد 24 طائرة مقاتلة "سوخوي 30", ومروحيات  mi 35  ومنظومة الدفاع الجوي "بريزدنت إس" الروسية لحماية الطائرات من صواريخ " أرض جو" و"جو جو", وعدد 46 مروحية "ك 52 " الملقبة بـ "التمساح" لتسليح حاملات الطائرات الميسترال الفرنسية, وفي إطار العلاقات المتميزة بين الطرفين أهدت روسيا لمصر لنشا عسكريًا من طراز "B32 – موليبيا".


وكذلك فرنسا التي ورّدت لمصر عدد 2 حاملة طائرات ميسترال لتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية للدولة المصرية، في البحرين المتوسط والأحمر, وعدد 24 طائرة رافال متعددة المهام والقادرة على السيطرة الجوية, والفرقاطة متعددة المهام FREMM"" والمسماه "تحيا مصر", والاتفاق مع مصر على تصنيع 3 سفن بحرية " GOWIND".


ومع ألمانيا, واستمرارًا لتنويع مصادر السلاح وللحفاظ على المياه الاقتصادية المصرية ضد أي عدوان عليها, قامت مصر بشراء غواصتين ألمانيتين طراز "1400/209" والتعاقد على 4 فرقاطات شبحية متعددة المهام طراز "miko-A200"؛ ومع الصين, ستقوم الهيئة العربية للتصنيع بتطوير طائرة التدريب العسكرية من طراز K8E"" تعاونًا مع شركة تكنولوجيا الفضاء للاستيراد والتصدير الوطنية الصينية.


وتستمر المسيرة لتطوير الجيش المصري "عملاق الشرق الأوسط" لجعله قادرًا على تنفيذ أية مهمة يكلف بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري على كل مسارح العمليات الاستراتيجية، ولتنفيذ ذلك أنشأت القيادة السياسية الواعية للمخاطر"قاعدة محمد نجيب" العسكرية، أكبر قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط وإفريقيا، في مدينة الحمام بمحافظة مطروح، لتأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي، والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها، وكذلك تأمين مسرح العمليات الشمالي والغربي ضد أية مخاطر أو تهديدات محتملة.


كما أنشأت القيادة السياسية قاعدة "برنيس" العسكرية لحماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية, ومن مهامها حماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة العالمية به, وتضم فيما بينها قاعدة جوية وبحرية متطورة، والعديد من ميادين الرماية، وتشمل "برنيس" أيضًا مستشفى عسكريًا ورصيفًا بحريًا، وشملت القاعدتان العسكريتان "محمد نجيب، وبرنيس" قوات برية وبحرية وجوية وقوات دفاع جوي.


إضافة إلى ذلك أنشأت القيادة السياسية الأسطول الجنوبي لتأمين مسرح العمليات البحري بنطاق البحر الأحمر، إضافة إلى إنشائها وحدات مقاتلة من النخبة ذات طبيعة خاصة وكفاءة عالية, تتسلح بتسليح عالمي وفقا لمهامها, وطبقا لأحدث نظم الجيوش الكبرى وهي "قوات التدخل السريع المحمولة جوًا"؛ وأصبح الجيش المصري في مناورات مستمرة مع الجيوش العالمية والإقليمية والعربية لرفع كفاءته القتالية.

 

ولا يزال الجيش المصري البطل يتطور حتى أصبح، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "مركز الثقل الحقيقي للعرب في المنطقة بأكملها"، وأكبر قوى عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا, وأصبح في المركز التاسع عالميا حسب موقع "جلوبال فاير باور" لتصنيف الجيوش العالمية, متفوقا على الجيش التركي "الثالث عشر عالميا" والإيراني" الرابع عشر عالميا" والإسرائيلي "الثامن عشر عالميا"؛ فعاشت مصر تاريخها كدولة غير معتدية تريد الحفاظ على حدودها وأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.


وتحضرني كلمة الرئيس السيسي عام 2019، عن ثورة 30 يونيو والتي جاء نصها " في ظلام اليأس يُولد الأمل, ومن قلب المحن تخرج العزيمة والإرادة, وإن ثورة 30 يونيو لم تكن إلا صيحة تعبر عن أقوى الثوابت المصرية وأشدها رسوخا, وهو انتماء المصريين لبلادهم".