"وثق بهم.. فآمنوا بوطنهم" بقوة شبابها.. تحيا مصر
"لا شيء يصعب على الشباب" مقولة لأرسطو تُلخص فلسفة الرئيس السيسي نحو الشباب المصري وإيمانه الدائم والمستمر بهم وبقدرتهم على تحقيق المستحيل وإعادة بناء الدولة المصرية الحديثة.
فاهتمام الرئيس بالشباب لم يبدأ منذ توليه مقاليد الحكم بمصر، ولكنه بدا جليًا منذ أول لقاء معهم بعد أحداث ثورة 25 يناير، الوقت الذي سعت فيه قوى الشر لاستغلال الشباب وعنفوانه لنشر الفوضى وتنفيذ مخططات هدم الدول.
وبصفته مدير المخابرات الحربية آنذاك، التقى عبد الفتاح السيسي بمجموعات متنوعة من الشباب في لقاءات متعددة، مستمعًا لآرائهم وأفكارهم، مناقشًا ومفندًا لها، وتأكد أن مستقبل هذا الوطن يتوقف على شبابه، فكان من الضروري توجيه طاقات الشباب وأفكارهم وتحملهم مسئوليتهم في بناء الوطن، إدراكًا منه للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الشباب في هدم الدول أو بنائها منذ أمد بعيد.
وفطن شباب مصر أيضًا لما يحاك لها من مؤامرات تحت حكم الجماعة الإرهابية، فتصدروا المشهد مرة أخرى، وأسسوا حركة تمرد التي لعبت دورًا كبيرًا في إنهاء حكم تلك الجماعة الإرهابية ، وحرص الرئيس على تواجد اثنين من هؤلاء الشباب أثناء إلقائه بيان 3 يوليو الشهير كممثلين عن الشباب المصرى، تقديرًا منه لدورهم الشجاع في الحفاظ على مصير وطنهم، فالمجتمع الغني بشبابه هو المجتمع القوي المزدهر ومصير كل أمه يتوقف على شبابها.
وظل إيمان الرئيس القوي بقدرات الشباب المصري في بناء الدولة والحفاظ عليها راسخ لا يتزحزح، فهم القلب النابض في المجتمع، الباعث فيه الحيوية والحرارة، ويدفعه إلى الحركة السريعة في جميع الاتجاهات. فقد راهن الرئيس على أن يكون الشباب المصري هم الوقود الحقيقي لبناء مصر الحديثة القوية التي طالما حلم بها، فتلاقت أحلامه مع طموحاتهم ليصنعوا سويًا المعجزة المصرية الجديدة التي أبهرت العالم، وأصبحت نموذجًا عمليًا لإستغلال طاقات الشباب في البناء والتنمية بدلًا من الفوضي والتخريب.
فبمجرد تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم احتل الشباب مكانة كبيرة في عقله وقلبه، وقدم لهم مالم يقدمه رئيس من قبل، فكل دعوات وتجارب تمكين الشباب السابقة أعمال فردية مرتجلة لا يسبقها تخطيط واضح فكتب لها الفشل، ولكن الرئيس وضع استراتيجية متكاملة لتمكين الشباب تساهم فيها كل أجهزة الدولة وإشراف مباشر منه لخلق جيل من الشباب المثقف الواعي الحريص على قضايا أمته، المؤهل بالعلم والمعرفة والطموح والقدرة على الأخذ بزمام المبادرة، والمسلح بخبرة علماء مصر في كل العلوم والتخصصات، مطبقًا بذلك مقولة طه حسين "طوبى لمن جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ".
وكان انحياز الرئيس للشباب واضحًا عندما أطلق في 2016 عام للشباب وأعلن حزمة من القرارات والتكليفات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني، وتمكينهم في جميع المجالات، وبدأت المسيرة بالإعلان عن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، وبين دعوات الإحباط والتشكيك انطلقت مسيرة شباب هذا الوطن الذي عانى كثيرًا من عقود التهميش والإحباط وكانوا على قدر المسئولية.
وفى هذا العام تم إطلاق العديد من المشروعات والبرامج التي تستهدف الشباب في مختلف المجالات مثل مبادرة البنك المركزي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال ضخ نحو 200 مليار جنيه مصري في صورة قروض جديدة من خلال البنوك، فضلًا عن توفير التدريب اللازم للشباب للتأكد من جدوى المشروعات. وأتاح الفرصة لكل شاب مصرى للحصول على 10 أفدنة بالتقسيط بفائدة 5% متناقصة مع اختصار الإجراءات وحصوله على سند الملكية.
وتعد المؤتمرات الوطنية الدورية للشباب التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية، من أهم الخطوات التي ساهمت في تنمية ودعم الشباب المصري، بالإضافة إلى أنها عكست اهتمامه البالغ بالشباب وحرصه الدائم على دعمهم من خلال استمرار الحوار المشترك والتفاعل المباشر معهم والاستماع إليهم. في حالة فريدة لم تشهدها مصر من قبل، حالة تعبر عن المواجهة والشفافية بين الشباب والدولة وإتاحة الفرصة كاملة للشباب للمشاركة والتعبير عن أفكارهم؛ وهو ما يمهدهم لتحمل المسؤولية في ظل الإنجازات غير المسبوقة على أرض مصر.
و حرصت الدولة على تأهيل أكبر عدد من الشباب عبر المبادرات الرئاسية ومؤتمرات الشباب لتجهيزهم ليصبحوا قيادات وكوادر، وقد تضمنت حركة المحافظين في 28 / 11 / 2019 تمثيلًا فعليًا للشباب، وذلك في إطار توجه الدولة نحو التمكين بالمناصب القيادية، بعد تأهيلهم بشكل مناسب، ليصبح الحلم حقيقة.
حسث ضمت الحركة الأخيرة 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائبًا للمحافظ، من بينهم 60% من الشباب، حيث ضمت 16 محافظا، و23 نائبًا، وجاء عدد الشباب 25 قيادة، منها اثنين من المحافظين، و23 نائبًا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.
ومنحت الدولة فرصة حقيقية لـ 8 عناصر شابة من أعضاء البرنامج الرئاسي، بينما حازت المرأة على أعلى نسبة تمثيل في منصب نائب المحافظ، بواقع 30% من إجمالي الحركة الجديدة، من خلال تعيين 7 نائبات للمحافظين الجدد، يمثلون كفاءات وخبرات علمية وأكاديمية كبيرة.
واستكمالًا لتمكين كل كيانات الدولة المصرية وأطيافها، تم اختيار 5 من شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين، بواقع 20% من عدد النواب، وبهذه الخطوة تستكمل الدولة خطوات بدأتها منذ 5 سنوات في مسيرة تنمية بدأت وانطلقت إلى مستقبل أفضل.
ومن جهة أخرى،أولى الرئيس اهتماما بالغا بشباب مصر من العمال المكافحين، حرصا منه على دعم هذا الشباب الذي لا يركن للأعذار والأوهام ويبادر بالكد والعمل، فكان يحرص على مقابلة هؤلاء الشباب خلال زياراته لكل المشروعات التي تنفذها الدولة، ويستمع إليهم ويشد من أزرهم ويحرص في افتتاح اي مشروع أن يكون بجواره مجموعة منهم في رسالة واضحة علي إيمانه الكبير بقدرتهم ودورهم العظيم في بناء مصر الحديثة. ولعل أبرز مثال علي ذلك" فتاة العربة" مني السيد التي استقبلها الرئيس وأثارت تعاطف الكثير من المواطنين، مبديا إعجابه بكفاحها وإصرارها على تحقيق واقع أفضل لأسرتها، قائلا: إن “منى السيد تُعد نموذجا مشرفا لكل شباب مصر، وقدوة عظيمة لجميع المصريين في ضوء إعلائها لقيم العمل والعطاء والصبر” واستلمت هدية الرئيس السيسي وهي عبارة عن سيارة سوزوكي فان، التي وعدها بها السيسي عند مقابلتها بالقصر الرئاسي وكُتب على السيارة «إهداء من مصر لبنت مصر»، تقديرًا لجهوها على مشوار كفاحها وعملها طيلة 40 عامًا. كما حصلت على جائزة الإبداع الشبابي بـ"شكل استثنائي"، لتكون نموذجًا ملهمًا للجميع بالعمل والمثابرة، وذلك خلال فعاليات جلسة الحوار الشهري الوطني الأول للشباب.
ولم تتوقف المبادرات الرئاسية على الشباب المصري فأصبح منتدى شباب العالم هو فرصة للشباب للتواصل مع كبار صانعي القرار والمفكرين حول العالم، كما أنه فرصة للتعارف بين مجموعة متنوعة من الشباب الواعد من مختلف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم الغد.
ويتابع العالم ما تقوم به الدولة المصرية من خطوات كبيرة لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا مما يعكس وجود إرادة سياسية حقيقية تدفع نحو إدماج الشباب بشكل كامل في صنع القرار السياسي وهذا مادعا ولأول مرة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى الإشادة بالتجربة المصرية لتمكين الشباب خلال مناقشة التقرير الوطني لحقوق الإنسان.
وهو ما دفع الرئيس السيسي في نهاية منتدى شباب العالم الأخير بشرم الشيخ لتوجيه دعوة عالمية توضح فلسفته ومنهجه في التعامل مع الشباب، حيث قال: "أتوجه برسالة إلى قادة العالم اجمع استمعوا إلى شبابكم وشاركوهم أفكارهم وأحلامهم واعطوهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وحلقوا في سمائهم عاليا واجعلوهم سباقين لا تابعين سلحوهم بخبرتهم وبإيمانكم بهم لا تتركوهم فريسة لمن يقتاد طموحهم ويستخدمهم أداة لنشر العنف والكراهية املأوا قلوبهم بالأمل والحرية والدعم الذي لا نهاية له وافتحوا لهم أبواب الثقة واعطوهم مفاتيح القيادة فلا حاضر بدونهم ولا مستقبل بغيرهم".