رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إسرائيل بين حرب أكتوبر واتفاقية كامب ديفيد

20-10-2020 | 21:30


نزار السيسي

يُعد الكيان الصهيوني هو أكبر مستفيد مما جرى حتي الآن في منطقة الشرق الأوسط، تلك هى الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يثير خلافاً حوليها؛ لأن تقديرها يكاد أن يكون بديهيًا، وحتى لا يتخلل حديثنا أي شك، دعنا نحدد على وجه اليقين ما كانت تطلبه وتسعى إليه إسرائيل من أول يوم بدأت فيه حيلها الخبيثة؛ للبحث عن حل سلمي منذ بداية محاولات "هنري كيسينجر"، والذي جاء للمنطقة لأول مرة في أوائل نوفمبر ١٩٧٣، في أعقاب حرب أكتوبر إلى أن تم الاتفاق على اتفاقية كامب ديفيد.


منذ البداية، وحين بدأت إسرائيل تفصح عن فكرها، كانت مطالبها التي التقت عندها كل الأحزاب الإسرائيلية كما يلي:-


1-  لا جلاء عن الأراضي التي احتلت سنه 1967.


2- لا دولة فلسطينيه في أي بقعة بين النهر والبحر "أي نهر الأردن والبحر الأبيض".


3- لا اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.


كانت هذه هى المبادئ العامة التي أرسى الكيان الصهيوني قواعده عليها، ومن ثم بدأت تسير بخطوات ثابتة نحو مقصدها التوسعي كما يلي :-


1-  لا تفاوض مع جبهة عربية موحدة، وإنما تتم المفاوضات مباشرة مع كل دولة عربية على حدى.


2- التفاوض مع مصر بالذات هو الأفضلية التي لا تعادلها أفضلية أخرى (إذا كان ممكناً).


3- التفاوض يجب أن يصل إلى اتفاقيات سلام كاملة بكل ما يعنيه السلام الكامل من علاقات طبيعيه بين الأطراف.


وبالنسبه للخط الخاص بمصر، كان الموقف الإسرائيلي يتضمن الخطوات التالية:-


1- تستطيع إسرائيل أن تنسحب إلى خط العريش (أي منطقة رأس محمد في مقابل إنهاء حالة الحرب بالمعني الإيجابي.. وإنشاء حالة سلم.. وليس بالمعني السلبي) أي مجرد التعهد بالامتناع عن الحرب.


2- تستطيع إسرائيل أن تسمح بعودة السيادة المصرية إلى خط الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب قبل 14 مايو 1948، وذلك في ظل ترتيبات أمن معينة وفِي مقابل التطبيع الكامل للعلاقات. 


3- لا تستطيع إسرائيل أن تسمح لمصر سواء كان لديها تفويض أو كانت بدون تفويض، أن تتحدث تفصيلاً في مشكلة فلسطين، وإنما يمكن معها، إذا كانت الظروف ملائمة في أجواء التطبيع أن تناقش بعض المبادئ العامة في حدود المخطط الاسرائيلي لـ"غزة واليهودية والسامرة"، كما تسميها الدولة الإسرائيلية.


وأضافت إسرائيل أهدافا أخري بعضها يتصل بصميم الاستراتيجيهة العليا للدولة الصهيونية:


- أن أول هدف هو عزل مصر عن العالم العربي، وبعد ذلك استطاعت إسرائيل أن تزيح احتمالية الحرب من معادلة أزمة الشرق الأوسط، وذلك امتثالا بالقول المأثور، والذي تؤكده حقائق الواقع: "لا تستطيع مصر وحدها أن تصنع سلاماً، ولا يستطيع بقية العرب بغير مصر أن يصنعوا حرباً، بالإضافة إلى إزاحة الحلم المصري العربي لإقامة نظام عربي واحد يضم أمة واحدة لها نفس المصلحة والأمن.


هكذا كان هو التصور الإسرائيلي بعد انتصار مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣ حتى اتفاقية كامب ديفيد.