انطلقت يوم الاثنين عمليات التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بولاية فلوريدا، وتعد هذه الولاية إحدى أكثر الولايات تأثيرا في نتائج السباق إلى البيت الأبيض.
ويرى كثيرون أن فلوريدا ولاية حاسمة لا بد وأن يظفر بها ترامب للفوز بالانتخابات، وللولاية الجنوبية 29 صوتا في المجمع الانتخابي، مما يجعلها هي ونيويورك صاحبتي أكبر عدد من الأصوات بعد كاليفورنيا وتكساس في السباق لاقتناص 270 صوتا بالمجمع ستحدد الفائز في الانتخابات.
كما تضفي حقيقة أن الفائز في ولاية فلوريدا التي يطلق عليها اسم "ولاية الشمس الساطعة"، يفوز بالرئاسة في كل سباق رئاسي منذ العام 1964، تضفي غموضا خاصا.
تأثير ولاية فلوريدا في سباق الرئاسة
تأثير ولاية فلوريدا في انتخابات الرئاسة ليس وليد اللحظة وإنما يرمي جذوره إلى ستينيات القرن الماضي، حيث يقول موقع "share.america.gov" إنه "لا يجب تجاهل فلوريدا في الانتخابات الرئاسية، فهي ولاية كبيرة، مثل كلب ضخم في وسط حفل شاي صغير، ولا يمكن التنبؤ بها".
وأشار الموقع إلى أن ولاية فلوريدا تتأرجح بين الحزبين الرئيسيين، فالولاية، على سبيل المثال، دعمت الديمقراطي باراك أوباما في العام 2008 والجمهوري جورج دبليو بوش في العام 2000.
من جهتها تساءلت وكالة الأنباء الفرنسية بشأن القاسم المشترك بين الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو والإعصار ماريا الذي اجتاح بورتوريكو العام 2017 في الانتخابات الأمريكية؟، حيث قالت إنهما مسألتان يستخدمهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، في محاولتهما استقطاب أصوات الناخبين من أصول أمريكية لاتينية في ولاية فلوريدا.
وأضافت أنه في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة التي بتّت بمصير الانتخابات الرئاسية السابقة وحيث قد يتكرر الأمر ذاته في الثالث من نوفمبر، تمثل الثقل الانتخابي للناخبين من أصول كوبية منذ عقود، وهم مناهضون لنظام كاسترو في كوبا وجمهوريون بغالبيتهم.
إلا أن معايير الناخبين من أصول أمريكية لاتينية قد تكون تغيرت بشكل جذري العام 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2016، فبعد أزمة مالية كبيرة أركعتها اقتصاديا، اجتاح إعصار ماريا بورتوريكو دافعا عشرات آلاف من أبنائها إلى المغادرة للانتقال إلى فلوريدا والانضمام إلى الجالية الكبيرة الناطقة بالإسبانية فيها.
وفي اقتراع الثالث من نوفمبر، سيكون سلوك الناخبين من أصول أمريكية لاتينية رهنا بمعطى جديد، لكنه حيوي ألا وهو حكمهم على إدارة دونالد ترامب للإعصار.
جدير بالذكر أن لكل حزب سياسي من الحزبين الرئيسيين بالولايات المتحدة العديد من الولايات التي يعتمد عليها للفوز في الانتخابات الرئاسية، إلا أن بعض الولايات لا يمكن أبدا التنبؤ فيها بهوية الفائز إذ تتعادل فرص المرشحين.
وهذه "الولايات المتأرجحة" بها سكان منقسمون سياسيا على نحو متقارب، فقد تأرجحت ما بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين في السنوات الأخيرة، مما صنفها "أرض المعركة" التي يستهدفها المرشحون بإقامة الحملات ونشر الإعلانات وتوظيف المساعدين.
هذا ولا يتفق الخبراء دائما على تحديد الولايات المتأرجحة، إذ يرى تقرير "ذا كوك بوليتيكال ريبورت" (The Cook Political Report) أن ولايات أريزونا وفلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن هي ولايات متقلبة ولا يمكن التكهن بالفائز فيها، فيما يضيف خبراء آخرون، نيو هامشر ونورث كارولينا وبعض الولايات الأخرى إلى القائمة.