يقام بضواحي مدينة "تولا" الروسية كل عام مهرجان يجمع الآلاف، حيث يُعاد في المهرجان تمثيل بعض المعارك المصيرية بالتاريخ الروسي مثل معركة "كوليكوفو" الأسطورية التي وقعت بين الجيش الروسي ودولة الأورطة الذهبية.

وكانت روسيا في تلك الحقبة تشبه الاتحاد الأوروبي المعاصر، حيث كانت أرضاً واحدة، ولكن كانت مقسمة لإمارات متعددة ولكل إمارة نظامها المالي والإداري الخاص بها، ورغم ذلك كانت هذه الإمارات تشن الحروب على بعضها.

ويقوم هواة التاريخ والمشاركون في النوادي التاريخية العسكرية في المهرجان بإعادة تمثيل هذه المعارك المصيرية، فلا يدرسون هذا التاريخ عبر الكتب فحسب، بل يعيشون في الخيم، ويطبخون الطعام على النار، ويرتدون الملابس التاريخية، التي يصنعونها بأنفسهم، ويتبارزون بالسيوف خلال أيام المهرجانات التاريخية بعيدًا عن الحضارة والأجهزة الإلكترونية وذلك وفقاً لروسيا بالعربية.

 ومعركة "كوليكوفو" هي معركة جرت في سنة 1380 بين موسكو بقيادة "دميتري دونسكوي" وبين الجيش التتري بقيادة "ماماي"، ويعتبر الأدب الروسي هذه المعركة نقطة فاصلة في الصراع بين الروس والقبيلة الذهبية، إلا أن الموقف السياسي في تلك الفترة كان أكثر تعقيداً، حيث وقعت المعركة في ميدان "كوليكوفو" قرب نهر الدون "الواقع حالياً في مدينة تولا أوبلست"، وقد أسفرت هذه المعركة عن انتصار دميتري دونسكوي، وخُلِدت هذه المعركة بإنشاء كنيسة تذكارية صممها المعماري الروسي "أليكسي شوتشوسيف".