دبلوماسيون عن «القمة الثلاثية»: تجسد إرادة مصر السياسية.. وتعزز الأمن الإقليمي في مواجهة العدوانية التركية
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الثلاثية الثامنة بين مصر وقبرص واليونان، والتي وصفها دبلوماسيون بأنها تعد بمثابة قمة تعزيز الأمن الإقليمي في مواجهة العدوانية والاستفزازات التركية في منطقة شرق المتوسط، موضحين أن القمة تجسد الإرادة السياسية المشتركة لمصر وقبرص واليونان لتعزيز التعاون بينهم في كافة المجالات.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن القمة الثلاثية (المصرية القبرصية اليونانية) شددت على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب بكل حسم وعدم التسامح مع الدول والكيانات الداعمة له تسليحا وتمويلا وتدريبا، مع انتهاج مقاربة شاملة لمعالجة كافة جذوره والأسباب المؤدية له، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسئولياته في مواجهة من يرعى الإرهاب ويوفر له الملاذ الآمن ومختلف أوجه الدعم.
وأضاف السيسي - في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب القمة الثلاثية أن القمة شهدت مناقشات بناءة عكست توافقا في الرؤى حول التطورات الإقليمية والدولية؛ وبالأخص في منطقة شرق المتوسط، في ضوء السياسات الاستفزازية المتمثلة في انتهاكات قواعد القانون الدولي والتهديد باستخدام القوة المسلحة والتعدي على الحقوق السيادية لدول الجوار ودعم التطرف والإرهاب ونقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاعات.
وتعتبر القمة الثلاثية اليوم، بين مصر وقبرص واليونان، هي القمة الثامنة منذ بدء آلية التعاون الثلاثي بين هذه الدول، في نوفمبر 2014، حيث عقدت القمة الأولى بينهم في القاهرة، بهدف دعم التعاون المشترك فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
رسالة تحذير
وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة الثلاثية الثامنة بين مصر وقبرص واليونان، المنعقدة اليوم، في العاصمة القبرصية نيقوسيا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تستهدف الدفاع عن مصالح الدول الثلاث، مؤكدا أنه منذ القمة الأولى التي استضافتها القاهرة في 2014 حتى الآن حدثت العديد من التطورات على كافة المستويات.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تعزز التعاون في مجالات عديدة على رأسها الطاقة، كما أنها توجه رسالة تحذير لكل من يفكر في الاعتداء على المناطق الاقتصادية لمصر أو قبرص أو اليونان، أو المياه الإقليمية للدول الثلاث، مضيفا أن القمة الثلاثية نجحت في كسب تأييد الاتحاد الأوروبي، بل أصبح يفكر في فرض عقوبات على تركيا، لوقف تماديها في المتوسط، إلى جانب تحذيرات كل من روسيا وحلف الأطلنطي والصين لتركيا من التمادي في سياساتها.
وأضاف أن القمة تؤكد عزم الدول الثلاث حماية مصالحهم، حيث تستعرض الأزمات التي تهدد أمن المتوسط، مثل الأزمات في سوريا وشمال العراق ولبنان وليبيا والقضية الفلسطينية، وهي كلها قضايا محل تشاور وتبادل للرأي.
وأشار إلى أنه من أبرز ما حققته هذه القمم الثلاثية، تدشين منتدى غاز شرق المتوسط الذي يضم 7 دول حتى الآن، ومقره القاهرة، ووجه دعوة للكثير من الدول، مؤكدا أن هذه القمم نبهت الاتحاد الأوروبي للتهديدات التركية في منطقة شرق البحر المتوسط وانتهاكاتها على السواحل القبرصية واليونانية وإيقاف أي تفكير في الاعتداء على مناطقنا الاقتصادية.
وأكد بيومي أن مصر أصبحت مركزا إقليميا لتداول الطاقة سواء الغاز أو الكهرباء أو البترول، حيث من المرتقب تدشين خط للربط الكهربائي بين مصر واليونان لتصدير الكهرباء إلى أوروبا، فضلا عن خط للغاز بين مصر واليونان، وكذلك استقبال مصر للغاز من كل الدول المحيطة وتسييله في محطات التسييل المصرية وإعادة تصديره مرة أخرى لدول العالم، وهي صناعة تخلق قيمة مضافة لمصر وتوفر المزيد من فرص العمل وتعزز الناتج القومي المصري.
وأوضح أنه من المتوقع أن تتوسع القمة الثلاثية لتشمل كل أعضاء الدول المشتركة في منتدى غاز المتوسط وتعقد اجتماعات دورية، لضمان الجدية في تنفيذ ما يتفق عليه.
قمة تعزيز الأمن الإقليمي
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة الثلاثية التي عقدت اليوم في العاصمة القبرصية نيقوسيا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي القمة الثامنة من نوعها في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، مضيفا أن هذا القمة تعد بمثابة قمة تعزيز الأمن الإقليمي في مواجهة العدوانية التركية والاستفزازات تجاه اليونان وقبرص.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه القمة شملت أيضا بحث كافة الملفات المتعلقة بالأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقضايا العربية، كالقضية الفلسطينية والوضع في سوريا وليبيا، فضلا عن آفاق التعاون بين الدول الثلاثة في مجالات النفط والطاقة والزراعة وغيرها من المجالات.
وأكد أن هذه القمة هي قمة شاملة وجاءت في توقيت محوري، حيث عقدت بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين مصر واليونان في أغسطس الماضي، وكذلك بعد التوصل للميثاق التأسيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط، مضيفا إن القمة تحمل أهمية كبرى وتجسد الإرادة السياسية المشتركة لمصر وقبرص واليونان لتعزيز التعاون بينهم في كافة المجالات.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي استعرض في كلمته عقب القمة الثلاثية، أهم القضايا والنقاشات التي تناولتها المباحثات، حيث أكد أن القمة أشادت بالدور المصري في استضافة أكثر من 5 ملايين لاجئ، وكذلك تطورات الأوضاع العربية وفي ليبيا وسوريا، حيث أكدت ضرورة إنهاء أي وجود أجنبي عسكري في سوريا.