تعامد الشمس على رمسيس.. ظاهرة فريدة تبرهن براعة المصرى القديم
يشهد اليوم 22 أكتوبر من كل عام، فى معبد أبوسمبل، ظاهرية فلكية فريدة من نوعها، وهي تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، في مشهد يحرص آلاف السياح والمصريون على متابعته بشغف، وهو أمر يتكرر مرتين كل عام.
وتتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، مرتين في العام، في 22 أكتوبر وفي 22 فبراير، وهما يواكبان يوم مولد رمسيس الثاني، ويوم تتويجه ملكا على مصر، إلا أن بعض المصادر العلمية ترجح ارتباط هذين التاريخين ببدء الحصاد.
وبسبب جائحة كورونا، ألغت محافظة أسوان الاحتفال بهذه الظاهرة، واكتفت بعدد قليل من السياح وسط تطبيق إجراءات احترازية مشددة لمنع انتقال العدوى بالفيروس.
ظاهرة فريدة
يبلغ عمر هذه الظاهرة إلى نحو 33 قرناً من الزمان؛ حيث يجسد تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة "أمون ورع حور"، التقدم العلمي الذي توصل إليه القدماء المصريون، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، وتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس.
وتتعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد، وهو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل هذه التماثيل من اليمين بالنسبة للمشاهد، هي تمثال للإله رع حور أختي، وتمثال للملك رمسيس الثاني، وتمثال للإله آمون رع، وأخيراً تمثال للإله بتاح، لكن تتعامد الشمس على ثلاثة تماثيل فقط من الأربعة؛ حيث يستثني من ذلك تمثال بتاح، حيث كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وتم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة، وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل"؛ حيث قالت في هذا الكتاب: "تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها".
وكان يحتفل بهذة الظاهرة قبل عام 1964م، يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، وذلك قبل نقل معبد أبوسمبل إلى مكانه الحالي، الذي يبعد 200 متر عن موقعه الأصلي، لحمايته من الغرق؛ بسبب بناء السد العالى؛ حيث تسبب نقل المعبد، في تأخر حدوث الظاهرة يوما واحدا لتكون يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، من كل عام.