في ذكرى ميلاده.. صلاح السعدني «عمدة الدراما المصرية» (صور)
تحل اليوم، ذكرى ميلاد عبقري الدراما
المصرية وعمدتها، الفنان صلاح السعدني، الذي ألفت الجماهير رؤيته في المسلسلات
المصرية، فدائمًا ما يبحث أبناء الشعب عمن يمثلهم ويبرز صورتهم على الشاشة، فمن
خلال مسلسل "أرابيسك" جسد دور حسن النعماني، الذي يفيض بشهامة ابن البلد،
أما مسلسل "ليالي الحلمية بأجزاءه الخمسة، فقد أبدع السعدني في دور العمدة
سليمان غانم بانفعلاته وروعة أداءه، حتى أصبح عمدة الدراما المصرية.
وتعود براعة السعدني في هذا الدور إلى
دراسته في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، والتي وطدت كثيرًا بينه وبين عمد القرى
بمصر، ومن خلال تعامله معهم اكتسب الكثير من حياة الريف والعمد، ورغم جذور
السعدني الريفية، إلا أنه نشأ وتربى في خي المنيرة بالقاهرة بعيدا عن الريف، وعلى
مسرح مدرسة السعيدية بدأ ممارسته للتمثيل، وفي الجامعة التقى بزميله الفنان عادل
إمام، ليبدأ معه التمثيل على مسرح الجامعة، ورغم وجود شقيقه الأكبر الكاتب الصحفي
محمود السعدني في الوسط الثقافي والأدبي، إلا أن السعدني الكبير فضل أن يعتمد
شقيقه صلاح على موهبته دون تزكيته أو تقديمه لأي من المخرجين أو المنتجين.
بدأ صلاح السعدني مشواره الفني عام
1960، بالمشاركة في ثلاثية الأديب عبد المنعم الصاوي "الرحيل"
و"الضحية" والساقية"، أمام الفنانة سميحة أيوب وحمدي غيث، وكان صلاح
نحيل الجسد وتخوف المخرج نور الدمرداش من فشل طالب كلية الزراعة في أداء دوره وكاد
يستبعده لولا أن أجاد صلاح وأثبت موهبته، مما دعى الدمرداش منحه دورا أكبر في
مسلسل "لا تطفئ الشمس" عام 1965، وكان السعدني قد شارك بأدوار صغيرة في
مسرحيات " لوكاندة الفردوس" و"معروف الاسكافي" عام 1966 ليبدأ
في هذا العام مسيرته السينمائية بفيلم "شياطين الليل" مع الفنان فريد
شوقي.
من المؤكد أن هناك خيط من المودة يربط
الفنان القدير صلاح السعدني بملك الترسو الفنان فريد شوقي، فإن كانت البداية
السينمائية للسعدني بمشاركته في فيلم "شياطين الليل" إنتاج عام
1966 بدور "صلاح" شقيق "عطوة" فريد شوقي ملك الليل في شارع
عماد الدين، فاستمر العمل بينهما في أفلام عديدة ومميزة للفنان صلاح السعدني، ومنها
فيلم "هكذا الأيام" و"لعنة الزمن" وهو من الأفلام الدرامية
أيضا ليجمعه فريد شوقي بإبن جيله ودفعته في كلية الزراعة الفنان عادل إمام في فيلم
"الغول"، وكانت البطولة مشتركة بينهم وامتدت المسيرة بفيلم "إنهم
يقتلون الشرفاء" و"فتوة الناس الغلابة" إلى الأفلام الإجتماعية
لفريد شوقي والسعدني ومنها "قضية عم احمد" و"مقص عم
قنديل"و"أولاد الأصول" و"الموظفون في الأرض".
ورغم الأفلام العديدة التي شارك فيها
السعدني أو قام ببطولتها، إلا أن مشاركته بالبطولة في مسلسل "ليالي
الحلمية" الجزء الأول عام 1987 كان العمل الأشهر في مسيرته الفنية، وكان
الحدث الفني الشهير بعودة الفنانة وردة للتمثيل ببطولة فيلم "ليه يا
دنيا" مع صلاح السعدني، إلا أن دوره لم يكن مؤثرًا بقدر أدواره في الدراما في
نفس العام 1994 في مسلسل "أرابيسك"، وإن أظهر السعدني ثقافته وروحه
المرحة في مسرحية "باللو باللو" إلا أن الدراما أصبحت هي البطل في كل
أعماله ومسيرته وهي التي نصبته عمدة لها وعميدا من خلال مسلاسلات "حلم
الجنوبي" و"وجع البعاد" و"أوراق مصرية" و"الناس في
كفر عسكر" و"الباطنية" وغيرها من المسلسلات.