رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"الأبنودى" يحذر "مرسى": إياكم وسرقة السيرة الهلالية

23-10-2020 | 09:43


يقف شاعر العامية الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى موقف المراقب لما يحدث فى مشروع جمع السيرة الهلالية، فالأبنودى لم يخاطبه أحد بالمشاركة فى المشروع حتى الآن، والغريب أنه فوجئ بالدكتور أحمد مرسى يعلن أنه سيتم الاستفادة مما جمعه الأبنودى، الأمر الذى حذر منه الأبنودى بشدة من مجرد الاقتراب مما جمعه وإلا سوف يفضح الجميع ولن يسكت على سرقة جهده الذى أنفق فيه السنوات الغالية من عمره.

الحكاية بدأت مع إعلان اليونسكو قائمة التراث الإنسانى العالمى "الشفاهي" والتى تحتوى على رموز غنائية وموسيقية ورقصات للشعوب وبعض العادات والتقاليد، والطقوس لتصبح ملكاً للإنسانية، ومن مصر لم تضم القائمة سوى السيرة الهلالية، هنا حدث اتصال بين مركز التوثيق الحضارى وجمعية السيرة الشعبية التى يرأسها الدكتور أحمد مرسى، ليتم الإعلان عن دعم مالى يقدر حتى الآن بـ250 ألف دولار لجمع السيرة الهلالية ونسى الجميع الأبنودى باعتباره الجامع الأول للسيرة.

الأبنودى يقول: صحيح السيرة الهلالية ليست ملكاً للأبنودى أو غيره، ومن حق كل من يرى أنه قادر على البحث فيها والمحافظة عليها أن يقدم اجتهاداته ولكنى أنفقت أكثر من ثلاثين عاماً فى جمع هذا العمل الإبداعى الشعبى ولم أعلم من قبل أن الدكتور أحمد مرسى أو غيره تجاوزت اهتماماته بعض الأغنيات الشعبية التى جمعها يوماً من منطقة  "الفيوم"  ولم أصادف أن رأيته يحاضر فى السيرة الهلالية أو يكتب عنها أو تبدى منه أى اهتمام بها لذلك فإنه من العجب العجاب حين ظهر المال وجدته يقود هذه الفرقة من أساتذة الجامعة لتقاضى هذه المبالغ من اليونسكو للحفاظ على السيرة الهلالية.

وماذا ستفعل بعد هذا الإعلان؟

- لا شك أننى لن أسكت على هذه الفضيحة وسأفضح كل الحكاية من أولها إلى آخرها، السيرة الهلالية عندى ليست قضية مال فأنا بجنيهاتى القليلة ودون إعانة من دولة أو من أحد وإنما بوازع من ضمير خشى على إلياذة العرب من الاندثار اندفعت لتسجيل جل ما أنشده الشعراء الشعبيون والرواة، ومن المعروف أننى أصدرت بعض النصوص الشفاهية فى خمسة كتب جمعتها بعد ذلك فى جزء واحد كبير ثم أتبعته بجزءين آخرين خليط مما أنشده الشاعر الراحل الكبير جابر أبوحسين والشاعر سيد الضوى أطال الله عمره ومقتطفات لفوزى جاد ومبروك الجوهرى وآخرين، وجهد الباحثين ليس مجالاً للخطف أو النصب أو التحايل لجمع المال وبيع ما أنفقنا فيه السنوات بتلك الفهلوة العلمية.

هل معنى ذلك أنك ضد التعامل مع الآخرين؟

- أنا لست ضد التعامل مع هذه الملحمة بشتى الصور حتى ولو كان عن طريق التزييف ولكن ضد العبث بما أنفقت فيه زهرة العمر لذا أحذر من هذه الفضيحة التى على وشك الانفجار، وأن صمتى هو صمت المنتظر فكتبى مطروحة فى الأسواق ووزعت جماهيرياً أعداد ضخمة كما أن شرائط الكاسيت التى أصدرتها بالاشتراك مع الشاعر جابر أبوحسين موجودة وتقوم دليلاً على الحدود التى لا يجب تجاوزها للاستيلاء على الجهد الكبير الذى بذلته فأنا أحذرهم خاصة أن بهم أساتذة أجلاء أكن لهم الاحترام وقد يقعون ضحية هذه اللعبة.

 يرون أن ما قمت به جهد فردى وهم سيعملون على جمع السيرة بجهد جماعى مؤسسي؟

- نعم إنه جهد فردى ويجب أن أكرم من أجله فلم تمولنى جهة حكومية أو أجنبية ولم أتاجر بهذا العمل فلقد كنت أتنازل عن أجرى فى الإذاعة وغيرها لعم جابر أبوحسين ولقد أعطانى الرجل توكيلاً وتصريحاً بالتصرف فى أشيائه ويأتى أبناؤه لتقاضى نصيبهم من الشرائط المسجلة وغيرها فلم تكن السيرة يوماً بالنسبة لى مصدر ربح مادى وبدلاً من أن يفرح الأكاديميون بما أنجزت رأيت موجات متشابهة من الحسد والتهجمات ويذكر الدكتور أحمد مرسى أنه قال لى مرة إننا مستعدون لإعطائك الدكتوراه نظير أن تسلم نسخة من كل ما جمعت كلية الآداب، ولكن الأخطر هو أنه قال لى "تعرف أننا كنا سوف نلجأ لأمن الدولة للاستيلاء على كل ما جمعت من نصوص السيرة"  ولقد تعجبت من دلالة هذه المقولة فهى تعنى العجز الكبير عن العمل فلقد كان تحت يدهم مركز الفنون الشعبية والأدب الشعبى فى الجامعة والمعهد الذى يهتم بالمأثورات الشعبية وكل هذه المنظمات لم تنجز شيئاً وأعتبر أن هذه فضيحة علمية فما كان يجب أن يتصدوا لهذا العمل كى يلهفوا هذه الأموال الكثيرة دون الرجوع إلى كل من ساهم فى إنقاذ هذا العمل وجمعه وشرحه وتفسيره.

 وكم جمعت من السيرة؟

-  لا توجد نصوص متكاملة للسيرة الهلالية إلا تلك التى فى حوزتى فالشعراء الكبار رحلوا وكان آخرهم جابر أبوحسين وأنا لا يهمنى ما يفعلون المهم أنه لا يقاربون مما أنجزت خاصة وأننى لم أكن معهم فى النهيبة وماداموا حصلوا على المال فليعتمدوا على أنفسهم بعيداً عما صدر فى مجلداتى الثلاثة أو أشرطة الكاسيت.