بعد مقاطعة المنتجات التركية.. الأجبان المصرية تسيطر على السوق السعودية
بدأت المتاجر السعودية بإزالة كافة المنتجات التركية بعد الحملة التي رفعها التجار لمقاطعة كافة السلع الغذائية، وتم استبدال الأجبان التركية بأجبان صنعت في مصر، حسبما كشفت وكالة "فرانس برس".
وانضمت كافة الشركات والسلاسل الغذائية في المملكة العربية السعودية، إلى المقاطعة الشعبية لكافة المنتجات التركية، وذلك وفقا لدعوى أطلقها مجلس الغرف السعودية عجلان العجلان، بعدما تعمد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان -داعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط-، استفزاز القيادات في الخليج والسعودية من خلال تصريح يقول فيه " الجيش التركي يحافظ على استقرار دول الخليج من خلال قطر".
وتصدر هاشتاج #حملة_مقاطعة_المنتجات_التركية ترند الأعلى تغريدات في السعودية، وذلك ضمن سلسلة هاشتاجات تدعو للمقاطعة، تصدرت الترند منذ مطلع أكتوبر الجاري، حيث تعد السعودية واحدة من الدول التي تلقى رواجا للمنتجات التركية، سواء السجاد أو المفروشات أو المنسوجات أو الأثاث أو الصلب، أو المواد الكيميائية أو الحبوب.
وغرد رئيس مجلس الغرف عجلان العجلان، قائلا "أقولها بكل تأكيد ووضوح: (لا استثمار.. لا استيراد.. لا سياحة) نحن كمواطنين ورجال أعمال لن يكون لنا أي تعامل مع كل ما هو تركي.. حتى الشركات التركية العاملة بالسعودية أدعو إلى عدم التعامل معها. وهذا أقل رد لنا ضد استمرار العداء والإساءة التركية إلى قيادتنا وبلدنا".
البضائع المصرية ستغزو السوق السعودي
فمن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن الاتجاه الشعبي بالمملكة العربية السعودية نحو مقاطعة البضائع التركية بالتأكيد سيأتي في صالح البضائع المصرية، وهذا التوجه السعودي لابد أن نستغله بسرعة لملء الفراغ المتوقع بعد نجاح حملة المقاطعة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن المنتجات التركية عديدة في السوق السعودية، منها المواد الغذائية والطبية ومواد البناء ومواد تكميلية، وأعتقد أن كل هذا متوفر جدا في السوق المصري.
وأكد أن هناك فرصة أخرى ذهبية علينا الاستفادة منها وهي أن السياحة السعودية لتركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة كانت عالية جدا، ووصلت إلى أكثر من 50 ألف سائح في الصيف، عدا الناس الذين يذهبون في عطلة نهاية الأسبوع، ومن يملكون عقارات هناك، مطالبا بضرورة وضع خطة سريعة للاستفادة من هذا العدد الضخم من السائحين وتحويل وجهتهم الي مصر.
السوق المصرية قادمة
وقال سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن الحملة الشعبية التي أطلقها التجار والصناع في المملكة العربية السعودية، لن تؤثر على اقتصاد المملكة، بالعكس سيبحثون عن أسواق بديلة للشراء منهم المنتجات التي كانوا يستورودنها من أنقرة، مشيرا إلي أن السوقين المصري والأفريقي والهندية يستطيع سد احتياجات السعودية من سلع غذائية وغيرها من المواد التي كانت تستوردها.
وأضاف رؤوف، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن السوق السعودية قوية، ولن تتأثر الشعب بهذه المقاطعة، كما أن مصر على أتم الاستعداد لتصدير السلع الغذائية التي قد تحتاجها الرياض، خاصة في مجال المنسوجات فلدينا القطن المصري الذي لا يوجد له مثيل، والدولة في الفترة الأخيرة تولي اهتمامًا كبيرًا.
وأوضح أن الآراء التي ترفض هذه الدعوى على خلفية أن الشعب السعودي سوف يتأثر، فهذا غير صحيح، فهناك أسواق بديلة تستطيع المملكة الاستيراد منها، مؤكدًا أن نسبة تأثر تركيا سوف تكون كبيرة وسيضرب الاقتصاد التركي، وذلك كوسيلة ضغط لكي تتراجع تركيا عن أعمال التخريب التي تقوم بها في الشرق الأوسط.
وعن لما لا تقوم مصر باتخاذ مثل هذه المقاطعة، أوضح أن المقاطعة تأتي من الشعب وليس من مؤسسات الدولة، وذلك لأن هناك علاقات دبلوماسية تربطنا بالتركيا، وعلي الشعب أن يتخذ القرار الذي يتناسب معه، فقرار مقاطعة شراء منتجات يحتاج عزيمة وإرداة.
وأشار إلى أن مصر تصدر إلى تركيا والعكس، وأي قرار يجب دراسته، خاصة وأن قطاع السياحة قد يتأثر بشكل كبير، فأغلب الرحلات الروسية واليونانية تاتي عن طريق تركيا، وعلى الطيران التركي، فسيكون هناك ضغط، أما السعودية فلا تصدر لهم شيء ومن الممكن أن تقوم بالبحث عن أسواق أخرى.