بقلم – أشرف غريب
لا يقبل عمرو دياب بغير أن يكون دائما عنوانا لخبر حتى لو كان الخبر سلبيا، ولا يرضى بأن يكون سكوته فقط من ذهب، إنه يريده أيضا مرجانا وياقوتا وكل ما تحتويه مغارة على بابا، هكذا عودنا الرجل منذ ظهوره الغنائى قبل أكثر من ثلاثين عاما وهذا ما أكدته لنا الواقعة الأخيرة الخاصة بعلاقته بالممثلة الناشئة دينا الشربينى، فالأسابيع تتوالى منذ بداية القيل والقال فى هذا الأمر، والكلام يكثر، ومواقع التواصل الاجتماعى ليس لها حديث سوى عن المطرب الكبير الذى أحب الفتاة الصغيرة، وعن حقيقة زواجه منها من عدمه، وما زال عمرو دياب متدثرا بالصمت الرهيب، وكلما استمر صمته زاد كلامنا، وكلما زاد الكلام وتعددت مصادره إلا من المصدر الأصلى تاهت الحقيقة وماعت، وبقى مطرب نور العين فى النهاية حديث الناس والأخبار حتى إشعار آخر.
أحدث هذه الأخبار المتداولة ما تردد عن سفر الهضبة إلى دبى ليلة السبت الخامس عشر من أبريل بصحبة دينا الشربينى وعودتهما مساء الخميس الماضى على متن طائرة خاصة، صحيح أن مروجى الأخبار المنسوبة إلى مصدر مسئول بمطار القاهرة الدولى قالوا إن إحدى بنات عمرو كانت بصحبتهما لكن حتى هذه المعلومة زادت من اللغط المثار حول علاقة المطرب الكبير بالممثلة الناشئة، وبطبيعة الحال ما زال الرجل محافظا علىصمته المعتاد، تاركا اسمه وسيرته مثارا لحديث المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعى.
وما حدث بالضبط منذ البداية لمن لا يعرف، أنه قبل أسابيع انتشر كلام قوى عن علاقة خاصة تربط بين المطرب عمرو دياب ( ٥٦ سنة ) والممثلة الصاعدة دينا الشربينى (٣٢ سنة) بطلة واقعة التعاطى الشهيرة التى أمضت بسببها قرابة العام فى السجن قبل أن تعاود استئناف نشاطها الفنى وتشارك فى مجموعة من الأعمال كان أهمها دور “ ورد “ فى المسلسل الشهير “ جراند أوتيل “ الذى عرض فى رمضان الماضى، والذى زاد من قوة هذا اللغط حضور عمرو دياب لحفل عيد ميلادها بأحد كافيهات الزمالك الراقية، وغناؤه لها بهذه المناسبة، وإهداؤه إياها خاتما ثمينا فى وجود مجموعة قليلة من الأصدقاء المقربين على رأسهم رجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة، بل قيل إن المطرب المعروف هو من أعد لها هذا الاحتفال، ومنذ تلك الليلة زادت التكهنات والاجتهادات حيال هذا الأمر واختلطت الحقائق بالمبالغات، مثلا خرجت هدى الناظر مدير أعمال عمرو دياب تنفى تماماوجود أى علاقة بينه وبين دينا، ثم عادت والتزمت الصمت حيال تطورات الشائعة، الشيء نفسه فعلته أسرة دينا الشربينى والممثل عمرو عبد العزيز صديق الممثلة الشابة الذى عاد ونفى معرفته بحقيقة ما حدث، وذهبت الاجتهادات إلى أن زينة عاشور زوجة عمرو دياب (سعودية الجنسية) ألغت عدم التتبع لعمرو دياب على مواقع التواصل الاجتماعى كرد فعل على ما حدث وعلى ما أشيع عن حمل دينا الشربينى مع العلم بأننى أعرف أن زينة قامت بهذا الإجراء منذ أكثر من سنتين، وأن الخلافات بينهما قديمة، وأنهما يحافظان فقط على الروابط الأسرية من أجل أولادهما كنزى وعبدالله وجنا الذين قيل عنهم أيضا إنهم اتخذوا خطوات عقابية تجاه والدهم على مواقع التواصل الاجتماعى .. أما نور الابنة الكبرى لعمرو من زوجته الأولى الفنانة شيرين رضا فغابت تماما عن المشهد حيث استمرت على نفورها المعتاد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى مكتفية بالتركيز فى عملها بمجال التسويق بعيدا عن مصر وبالتحديد فى العاصمة البريطانية لندن، وما لم تقُله الألسن أن المطرب الشهير شوهد مع الممثلة الشابة أكثر من مرة فى المكان الذى يسهر فيه عمرو دياب عادة بالطابق الثالث من فندق الفور سيزونز جاردن سيتى، وأن مشادة وقعت بينهما فى هذا المكان قبل حفل عيد الميلاد إياه بفترة قالت دينا أثناءها عبارات توحى بأن ما بينهما أكبر من مجرد صداقة، ومن شاهد هذه الممثلة فى الفترة الأخيرة يؤكد أن تغييرا واضحا طرأ على مظهرها ومزاجها العام، وبدأت تشعر بأن الأعين تلاحقها فى كل مكان مطالبة بتفسير كل ما تتناقله الألسنة .. كل هذا والطرفان الأصيلان عمرو ودينا يلتزمان الصمت تاركين الباب مفتوحا لكل هذا اللغط الفج، فماذا يمكن أن تفهم من كل ما حدث؟
أولا: ليس هناك جديد فى موقف عمرو دياب فى التعامل مع مثل هذه الوقائع حيث اعتاد عدم التعليق على كل ما يجرى تاركا “البالونة” تكبر حتى تحدث فرقعتها أضخم دوى ممكن، ثم يظهر هو ساعتها – إذا ظهر – كى يطيل من أمد الحديث عن الموضوع المثار، وكلنا نتذكر مثلا الشائعة التى انتشرت فى أواخر الثمانينيات عن إصابته بمرض الإيدز إبان خلافه الحاد مع نصيف قزمان منتج ألبوماته الغنائية فى ذلك الوقت، وكذلك شائعاتانفصاله عن زوجته السابقة شيرين رضا قبل وقوع الطلاق طبعا أو عن تسريب أغنياته على الإنترنت، بل إن اجتهادا قويا ذهب إلى التأكيد أن عمرو دياب نفسه كان وراء كل هذه الشائعات.
ثانيا: على مستوى آخر فى لعبة الدعاية التى يجيدها عمرو دياب الحريص دائما على ظهوره فى كامل فتوته وحيويته وشبابه باعتباره مطرب الشباب الأول، فمن المفيد جدا له التأكيد من خلال هذه الواقعة أيا كانت مساحة الحقيقة فيها أنه رغم اقترابه من الستين فإنه ما زال مرغوبا من الجنس اللطيف وقادرا على الدخول فى علاقات حميمة وربما الإنجاب أيضا، فدينا الشربينى عندما ولدت عام ١٩٨٥ كان عمرو دياب مطربا محترفا له أعماله الغنائية الناجحة، أى أن عُمر دينا الفعلى هو ذاته تقريبا العُمر الفنى للمطرب الكبير ، والمقربون منه يؤكدون أنه يعيش حالة سعادة داخلية رغم ما يبدو عليه من توتر فى بعض التصرفات لا سيما فيما يتعلق بملف أولاده خاصة أنه ضعيف جدا حيالهم.
ثالثا: لا أشك لحظة فى ذكاء عمرو دياب الذى حافظ له على نجوميته وزعامة جيله من المطربين طوال ثلاثين عاما أو يزيد، ولذلك كانت الدهشة أكبر أن يترك المطرب الشهير اسمه مقترنا بممثلة تسبقها تجربتها المريرة فى التعاطى ودخول السجن اللهم إلا إذا كان اختياره لها تحديدا اختيارا عقلانيا بحتا ومقصودا بغرض زيادة الفرقعة الإعلامية، لاسيما أنه كان بإمكانه – لو أراد – اختيار أى فتاة أخرى بطلة لواقعة كهذه.
رابعا: مرة أخرى لا أشك لحظة فى ذكاء عمرو دياب، ولذلك لا أظنه قد تورط فى التوقيع على أى ورقة زواج سواء كان عرفيا أو رسميا من دينا الشربينى أو من غيرها، وإذا أثبتت الأحداث اللاحقة عكس ذلك فهو مؤشر واضح على افتقاد الطرب الكبير لواحدة من أهم مميزاته، ومن ثم بداية تراجع نجاحه ونجوميته التى حافظ عليها طوال ثلاثة عقود رغم كل الصعاب والعقبات التى واجهها.
خامسا: كل هذا يمكن تفهمه وتوقعه من جانب عمرو دياب، فماذا عن موقف دينا الشربينى؟ ولماذا التزمت الصمت هى الأخرى؟، مبدأيا أتصور أنها رغبة عمرو دياب، وأنها تنفذ توجيهاته لأن أى ظهور إعلامى لها للحديث فى هذا الأمر سوف يفسد كل شيء على الطرفين، وتصبح كل الملاحظات السابقة لا محل لها من الإعراب، ثم إن دينا نفسها مستفيدة جدا من كل ما يحدث، يكفى أن اسمها أصبح عنوانا دائما فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى مقترنا بقامة كبرى فى حجم عمرو دياب الأمر، الذى دعاها إلى رفع أجرها فى الأعمال الدرامية والبرامج التى ترغب فى استضافتها، وأيا كانت تداعيات هذا الملف فإنه وفر لدينا بالتأكيد نحو عشر سنوات من العمل الفنى المتواصل واختصرها فى بضعة أسابيع ليس أكثر.
غير أنه ينبغى على الهضبة الانتباه إلى أن هذه الشائعة ليست كأى شائعة سابقة، وأن التعامل معها لابد أن يكون مختلفا، وإلا سوف ينقلب الأمر عليه، ويصبح ملف دينا الشربينى أحد أهم أسباب انهيار دولته الغنائية، فعمرو دياب الذى بدأ مشواره الفنى منذ ثمانينيات القرن الماضى لا يقف بالتأكيد على الأرض ذاتها التى شهدت بداياته ثم صعوده اللافت، والمعطيات تغيرت، ومنافسوه فى ازدياد، وآلية المنافسة وأدواتها لم تعد على حالها، ما كان يؤتى معه نفعا فى الماضى لم يعد كذلك بالضرورة، فقد بدأ جمهور الهضبة فى التساؤل هل أفلس المطرب الكبير حتى يلجأ إلى هذا الأسلوب؟ هل لم يعد لديه ما يقدمه من فن كى يحافظ على نجاحه ونجوميته؟ هل يريحه صمته على اقتران اسمه بدينا الشربينى تحديدا بكل ما يحيط بها من قضايا تعاطٍ وسجن وانطباعات غير إيجابية عنها لدى الجمهور والوسط الفنى على السواء ؟ وأيا كانت مساحة الحقيقة فى كل ما يتردد فعلى الهضبة الاستفادة من تجربتى كل من أحمد الفيشاوى وهند الحناوى أو أحمد عز وزينة – مع اختلاف التفاصيل – وكيف كان اللغط المثار حولهما نقمة عليهما وليس نعمة كما يظنه عمرو دياب، ولذلك عليه الخروج سريعا من شرنقة الصمت والإعلان صراحة عن موقفه من كل ما يتردد، فإن كان تزوجها أو ينوى فهو لم يفعل شيئا مشينا، وإن كان ذلك كله مجرد شائعات فهو يحترم جمهوره ويحرص على إجلاء له بكل شفافية، أما غير هذا وذاك فسوف يدفع عمرو دياب ثمنه من اسمه واسم عائلته، وكذلك من نجاحه الفنى الكبير.
على أية حال فإن الأيام والأسابيع القادمة سوف تضع ذكاء عمرو دياب وحنكته على المحك، فإما الاستفادة من هذا الملف حتى الثمالة، وإما بات عرشه الذى ظل جالسا عليه لثلاثة عقود فى خطر حقيقى.