اليوم تتسلم مصر رسميا دار الأوبرا الجديدة، التي بذل فيها اليابانيون خلاصة خبرتهم وكان إلى جانبهم أساتذة مصريون وكبار الفنانين التشكيليين وكبار المهندسين ومجموعة كبيرة من الشباب تركوا شهاداتهم جانبا ونزلوا إلى مواقع العمل يعملون كعمال يساعدون اليابانيين حتى يستوعبوا الأجهزة والآلات.
والبصمات المصرية على مبنى الأوبرا الجديدة وُضعت مع بداية المشروع منذ حوالي أربع سنوات .. فالشكل المعماري الذي تقدم به اليابانيون للدار کان طرازا حديثا للغاية لا توجد به لمحات جمالية تنتمي لمصر وحتى الحدائق التي سوف تنشأ في المكان شكلها أخذ الطابع الياباني، ولهذا اجتمعت لجنة من كبار المهندسين والفنانين المصريين مثل د. أحمد كمال عبد الفتاح و د.صلاح عبد الكريم الفنان التشكيلي المعروف و د.مصطفي عبد المعطی و د.سامی رافع وبدأت دراسات تغيير الشكل المعماري للمبنى بحيث يصبح إسلاميا مصريا ولكي يتسق مع الشكل الجمالي للمكان، فوراء المبني تقع القبة السماوية .. وأمامه متحف الفن الحديث.
بصمات على الحدائق
هذا بالنسبة لشكل المبنى، وهناك جانب آخر سوف يتحول إلى رئة للمكان کله وهو الحدائق التي سوف تقام في المكان وكان شكلها يأخذ الطابع الياباني، لهذا اجتمع من الجانب المصري د. الغرالي كسبة و د.ماهر
استيمر، والمهندس جوزيف زكي وتم تعديل شكلها بحيث تأخذ الذوق والطابع المصري، كما حرصت اللجنة أن تقام الحدائق في المكان لتصل إلى حوالى 40 ألف متر لأن مساحة الأوبرا على مسطح قدره ستة آلاف متر، ومتحف الفن الحديث يصل إلى ألف متر وباقي المساحة سوف تتحول إلى حدائق..
قائد الفريق
المايسترو الذي قاد فريق العمل المصري هو المهندس جوزيف زکی مدير المشروع تولى المشروع منذ بدايته منذ أربع سنوات وكان اليد الـمحركة للجانبين المصري والياباني تخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة وله تاريخ مشرف في مجال العمارة والآثار بدأ أول أعماله في إنقاذ معبد أبو سمبل عام 1962 سبق وأن عمل كمهندس في إنقاذ جميع المعابد الصخرية ومعابد بلاد النوبة ومشروع فيلة وكان مسئولا عن إنقاذ معبد فيلة ثم مدير عام الإدارات الهندسية بهيئة الآثار وقام بإنقاذ قبة الحسين وآثار النوبة، ومثل مصر في أغلب المؤتمرات العالمية التي عقدت عن ترميم المنشآت الأثرية، وهو صاحب فكرة عمل واجهات زجاجية للآثار في مقبرة سقارة ومقبرة ماريا بالإسكندرية، ثم أخيرا مدير عام مشروع الأوبرا والذي شارك في تعديل شكل المبنى بحيث يتلاءم مع الطابع الجمالي للمنطقة، وتعديل شكله بحيث يكون عمارة إسلامية مصرية ...
15
مهندسا .. برتبة عامل !
ومعني هذا أن هذا المبني الضخم بإمكانياته الهائلة مسئولية..
يثير تساؤلا مطروح علي هل عندنا فنيون يستطيعون إصلاح أي عطل في هذه الأجهزة الإلكترونية أو صيانة المبني وصيانة الأجهزة أم أنها ستتعطل بعد ستة أشهر من رحيل البابانيين كما يقولون ؟
يقول المهندس جوزيف زكي
" فعلا هي مسئولية كبيرة ولكننا أعددنا ترتيبنا فقمنا بتعيين 15 مهندسا ومهندسة حديثي التخرج بدلا من عمال طلبهم اليابانيون وذلك حتي يستطيعوا أن يتعاملوا مع الجانب الياباني ويستوعبوا الأجهزة التكنولوجية المتطورة الحديثة جدا.
وذهبت لأتعرف على شبابنا الذي ترك الشهادة جانبا وارتدى الأوفرول،ونزل
يعمل بيديه حتى يستطيع أن يتولى المسئولية الكبيرة.
والمهندس علاء الدين مصطفی، تخرج في كلية الهندسة دفعة عام 1984 قسم كهرباء - اتصالات شهد له اليابانيون بالكفاءة في تركيبات الضوء والدوائر الكهربية والتعامل مع أحدث الأنظمة المتطورة وبحيث يستطيع أن يصلح أية أعطال كهربية فورا وقد اختارته اليابان للسفر إلى اليابان للحصول على دورة تدريبية حتى آخر أبريل.
المهندس عصام أباظة تخرج في كلية الهندسة دفعة 1985 من جامعة عين شمس تخصص قوي يقول : لقد استفدت جدا بالعمل مع اليابانيين، تعلمت دقة التنفيذ والالتزام بالعمل واستطعت بعون الله استيعاب الأجهزة والنجاح في الامتحان الذي عقده لنا المهندسون اليابانيون حيث يعتبر نظام الإضاءة أحدث نظام في مصر.
المهندسة ضيفة عامر شعلة نشاط بشهادة اليابانيين .. تخرجت في كلية الهندسة دفعة 1938 تخصصت في الهندسة المعمارية اشتركت بالبناء وكانت تنزل إلى الموقع تعمل بيديها .. تقول إن في مصر طاقات وعقليات إذا أتيحت لها الفرصة أدت دورها على أكمل وجه..اسألها هل تستطيعين صيانة المبنى إذا حدث أي طارئ؟ أجابت بثقة طبعا إن شاء الله.
المهندسة إيمان لطفی لا تقل كفاءة عن زملائها تخرجت في أكاديمية الفنون عام 1984 عملت بالمشروع فور تخرجها .. واستطاعت أن تثبت كفاءتها في استيعاب أجهزة ودوائر الصوت وأجهزة العرض وتشغيل أنظمة الشاشات الحديثة نظام 35 مليمتر و 16 مليمتر في القاعة الرئيسية .. وقد اختيرت لتسافر اليابان للحصول على دورة تدريبية في تشغيل أعقد الأجهزة الصوتية الإلكترونية.
المهندس مدحت حسن عبد الله تخرج في جامعة القاهرة كلية الهندسة قسم العمارة التحق بالمشروع منذ بدايته بدأ مع أول دقة في الحفر والخوازيق للأساسات وحتى نهاية المشروع واستلامه ويقول "استفدت كثيرا من تعاملي مع المكتب الاستشاري الياباني، وطبعا نحن قادرون على صيانة هذا الصرح العظيم" .
تحية لكل من شارك في هذا الإنجاز العالمي ومن سيشارك فيه مستقبلا.