رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


على خشبة المسرح الصغير...تاريخ ثقافى لا ينتهى

25-10-2020 | 10:14


عندما تتحدث عن دار الأوبرا المصرية بكل ما تضمه من منشآت ومسارح ومتاحف وقاعات ذات قيمة فنية متفردة, يأخذك الحديث إلى هناك إلى ذلك المسرح الذى سمى بالمسرح الصغير مقارنةً ببقية مسارح دار الأوبرا المصرية ولكنه يتميز بإمكانية إقامة الندوات والأوبرات المصغرة وحلقات النقاش وحفلات المدارس التى يقيمها الطلبة بكل سعادة لإتاحة فرصة وقوفهم على خشبة مسرح من مسارح دارالأوبرا .

فكما تقول آمال سعد الدين مدير عام النشاط الثقافى بدار الأوبرا ومدير المسرح الصغيرفى حديثها لـ" الهلال":

أنه يقام العديد من الحفلات والعروض ذات الطابع الخاص لصفة الخصوصية التى يمتاز بها المسرح الصغير الذى أنشىء وكان من أول مبانى دار الأوبرا الأساسية فى عام 1988، حيث يتسع المسرح الصغير لـ 360 مشاهد وتتميز حوائطه بانحناءات لتوزيع الصوت على كل الجوانب وتقدم عليه أعمال موسيقى الحجرة والموسيقى العربية والريسيتالات (نوع من أنواع الموسيقى وهى عبارة عن نماذج مصغرة من الأوركسترا) و الندوات والصالونات الثقافية الدائمة مثل, صالون مصر المبدعة وصالون الأوبرا الثقافى حيث تمتاز تلك الصالونات بالتنوع والتفرد فى الموضوعات, ولا ننسي فى أنشطتنا دور المرأة الحيوى الذى تلعبه فى الثقافة المصرية فأقيمت ندوات على سبيل المثال تحت مسمى (دور المرأة فى الإرهاب)

وحفلات "الجاز" للفنان يحيى خليل.

وبجانب المسرح الصغيريتبع له معرض للفنون ومكتبة وقاعتان للمتحف وورشتان وأربع غرف ضخمة للتدريبات، حوائطها مغطاة بمرايات طولية وذلك لتدريبات الباليه أو الأوركسترا ولعمل البروفات النهائية للعروض.


فصالونات وندوات المسرح الصغير تمس الحياة اليومية وتؤكد آمال سعد الدين على إقامة الأمسيات الشعرية بكثافة على خشبة المسرح الصغير ولشعراء وأدباء أثروا الحياة الثقافية مثل, فاروق جويدة وعصام خليفة وأحمد تيمور وعبدالله حسن.

مضيفةً سعد الدين أن, إثراء الحياة الثقافية ينبع من دور الأوبرا التاريخى والحضارى, وذلك من خلال ربط وخلق وصل بين الأجيال ,فيقوم المسرح الصغير بتوجيه الدعوات للجامعات لإقامة الطلبة ندواتهم وحفلاتهم وتقديم الأنشطة المختلفة الخاصة بطلبة الجامعات على خشبته ليجدوا القدوة والحافز الإيجابى.

حيث يتميز المسرح الصغير بقدرته على التبادل الثقافى العالمى من خلال التواصل مع السفارات سواء الأجنبية أو العربية أبرزها مع السفارة اليابانية والهند والسفارات الأوروبية.

ومن أبرز أوجه التبادل الثقافى العالمى يتمثل فى البث المباشر الذى اختارت أوبرا ميتروبوليتان له دار الأوبرا المصرية لقيمتها الحضارية والثقافية الذى يذاع "لايف" من المسرح الصغير فى نفس توقيت إقامة عروضها فى مانهاتن حيث تذاع عروض الميتروبوليتان عن طريق القمر الصناعى على شاشات مجهزة وعالية التقنية بالمسرح الصغير .

وتوضح آمال سعد الدين, أهمية المسرح الصغير وما يقدمه للجمهور بكل فئاته متمثلاً فى مهرجان السينما الذى تعرض كل أفلامه وتناقش ندواته داخله وحتى اللجان والمؤتمرات المتعلقة بالمهرجان , ومهرجان الموسيقى العربية الذى يعد أهم مهرجانات الموسيقى وفعاليات المسرح التجريبي  ومهرجانات المسرح القومى تقام داخل وعلى خشبة المسرح الصغير وكل تلك الفعاليات ذات ضلع مميز فى المجال الثقافى. حيث يتيح المسرح الصغير الحضور لكل فئات المجتمع وبدون قيود حيث أنه لا يتقيد جمهوره بزى رسمى مثل حفلات المسرح الكبير.

 ولم يغفل المسرح الصغير إفساح المجال للأطفال فكل عروض مركز تنمية المواهب وحفلات الأطفال ومهرجان سينما الطفل تقام عليه.

وتقول آمال سعد الدين عن السهرات الرمضانية إنها من أهم وأجمل ما يقدم على المسرح الصغير حيث تلك الفعاليات تتيح التقاء وجمع دول العالم التى تلتقى بأعلامها وفنونها وأكلاتها الشهيرة فى تبادل للطقوس الرمضانية وسماع التواشيح وعرض التراث الفنى والثقافى فى حفلات استقبال تضم دول متعددة تلتقى على المسرح الصغير.


فيتسع المسرح الصغير لعدد خمسمائة مشاهد بحوائطه الخشبية ومقاعده المتحركة، كلها موجودة على المنطقة الأرضية والمسرح الصغير له مدخله الخاص به وعدة مخارج تسمح بدخول وخروج الصناديق ,تتسع الخشبية لكي تعطى اتساعا لخشبة المسرح والمقاعد بجانبها. 

يمتلك المسرح الصغير مساحة تسمح بالحركة والاكتفاء بما يحتاجه من ترتيبات تناسب إقامة ألوان مختلفة من الفنون التى يمتاز بها فهو المنشأ الثقافى الوحيد داخل دار الأوبرا المصرية الذى لايتوقف نشاطه يومياً وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة من  بروفات مسرحية وعروض فنية وندوات وصالونات أدبية وشعرية .


فأبعاد المسرح الصغير ( 13م × 7م ) تعتبر مثالية لاستيعاب عدد معين من الفنانين وهو مناسب لحفلات أوركسترا الحجرة والريسيتالات الصغيرة ويمكن أيضاً استخدامه في عقد المؤتمرات والأحداث الثقافية المختلفة ويمكن تحريك المقاعد، أما القاعة فيمكن تحويلها بالكامل لصالة استقبال ضخمة للأحداث الرسمية الهامة.

وتختتم آمال سعد الدين حديثها قائلةً: المسرح الصغير هومن المسارح الأساسية داخل دار الأوبرا فطالما لعب دوراً مؤثراً فى الركن الثقافى المصرى ويظل يقدم ما يليق بدور الأوبرا المصرية وما صنعته من إنجازات حضارية على مدار نشأتها وطوال تاريخها الذى هو جزء لايتجزأ من تاريخ وثقافة مصر.