فرار مصابي "كورونا" من مستشفيات تونس.. اثنان هربا خارج البلاد والثالث "أراد الموت في بيته"
أثارت واقعة هروب مسن مصاب بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد - 19)، جدلاً في الأوساط والمنصات الإعلامية بتونس، حيث أنها لم تكن الحادثة الأولى التي تشهدها المستشفيات المعدة لاستقبال مرضى الفيروس التاجي؛ إذ استيقظ التونسيون، صباح اليوم الأحد، على نبأ تداولته منصات ومواقع إخبارية تفيد بفرار مسن مصاب بفيروس "كورونا" يقيم بقسم (كوفيد - 19) بالمستشفى الجهوي بولاية القصرين، وعمد المصاب الهروب من المستشفى، قبل أن يتم إعادته إليها مرة أخرى.
ووفق الأنباء المتداولة، فإن المريض كان قد صرح للطاقم الطبي بأنه "يريد الموت في بيته"، وطالب بتقديم أدوية له إلا أن وضعه الصحي لا يستدعي أدوية بل يحتاج إلى رعاية بالمستشفى، بحسب الطواقم الطبية.
ولم تكن واقعة اليوم هي الأولى من نوعها، ففي شهر مارس الماضي، ومع بداية انتشار فيروس "كورونا" في العالم، فر من أحد مستشفيات ولاية بنزرت، مريض مسن أيضًا يبلغ من العمر 73 عامًا، وغادر البلاد متجهًا لمقر إقامته بمدينة ستراسبورج الفرنسية، وذلك على متن طائرة تابعة للخطوط الفرنسية.
آنذاك، أبلغت السلطات التونسية نظيرتها الفرنسية، بشأن هذا الشخص، من أجل اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في مثل حالته، وقال مدير الصحة ببنزت جمال الدين السعيداني: "بعد أن تعذر التواصل مع المصاب بالفيروس، أكد صهره أن ابنة هذا الشخص كانت قدمت من مدينة ستراسبورج لاصطحاب والدها والعودة به لتلك المدينة الفرنسية".
وفي شهر أغسطس الماضي، هرب كذلك مصاب بفيروس "كورونا" من سكان ولاية جندوبة، كان قادمًا من ليبيا ومحتجزًا بمركز الحجر الصحي الإجباري بولاية جربة التونسية، وبعد أن أثبتت التحاليل المخبرية إصابته بالفيروس، تمكن من الفرار عبر التنقل من ولاية جربة إلى تونس عن طريق حافلة نقل عمومي، ومن ثم ولاية جندوبة مسقط رأسه، واتجه بعد ذلك إلى إحدى المقاهي، ثم فر هاربًا إلى ليبيا برفقة عدد من أفراد عائلته.
وفي أواخر شهر سبتمبر الماضي، وبدون أي أسباب معلنة، هرب أحد المصابين بفيروس "كورونا"، وحينها أكد محمد زاهر الأحمدي المدير الصحة بولاية سيدي بوزيد، أن أحد المصابين بالفيروس وهو من أبناء ولاية سيدي بوزيد، فر من قسم (كوفيد - 19)، بعد أن تم إيواؤه نظرًا لخصوصية وضعه الصحي، حيث يخضع لتصفية الدم يومًا بعد يوم ومع ذلك لم يمتثل لهذا الإجراء وتمكن من الهروب، دون الوقوف على أي أسباب دفعته لذلك، وتم إبلاغ الجهات الأمنية للتحقيق.
يذكر أن الوضع الوبائي في تونس بسبب انتشار فيروس "كورونا" ما يزال يأخذ منحى تصاعديًا خطيرًا، مسجلاً ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات وعدد المصابين وعدد المرضى الذين يتم إيواؤهم بأقسام الإنعاش في المستشفيات، حسبما أفادت نصاف بن علية المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية في تصريحات لها يوم أمس السبت.
وبحسب آخر معطيات الوضع الوبائي تم تسجيل 35 وفاة، أمس السبت، جديدة ليبلغ العدد الإجمالي للوفيات منذ ظهور الفيروس في تونس 819 وفاة، فيما تم تسجيل 1585 حالة إصابة بالفيروس، ترفع العدد الإجمالي في البلاد إلى 48 ألفًا و799 مصابًا، وارتفع أيضًا عدد المرضى بأقسام الإنعاش إلى 169 مريضًا.