رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الهروب إلى مصر.. رحلة العائلة المقدسة بـ"الإنفوجرافيك"

25-10-2020 | 21:34


هيرودس الأول، ملك اليهود الذى أمر بقتل جميع الأطفال دون السنتين فى أورشليم خوفاً من تهديد السيد المسيح لعرشه, لم يستطع الوصول للطفل وأمه، فقد حماهما الله بأن أوحى ليوسف النجار وأخبره فى منامه بأخذهم والهروب إلى مصر, فكانت الحماية والأمان، حيث استقبلت مصر بركة السيد المسيح وأنقى نساء الكون السيدة مريم العذراء.


فكانت بداية الرحلة المقدسة من فلسطين إلى مصر التى حملت بين طياتها خمسة وعشرين مساراً، كانت مسار العائلة المقدسة من سيناء وحتى صعيد مصر من خلال ثلاث مراحل مرت بها بمناطق متنوعة مثل, مواقع بوادى النطرون كـ "دير الأنبا بيشوى" الذى يوجد فيه مزار نيافة الأنبا شنودة، ودير السريان، ودير الباراموس، ومنطقة أبى سرجة، التى استقرت بها العائلة ثلاثة أشهر فى رحلة المجىء، وثلاثة أيام فى رحلة العودة، وتل بسطا الذى سقط به الأوثان أمام وجه الطفل يسوع , ودير المحرق الذى مكثت به العائلة ١٨٩ يوما.


وفى ذلك السياق يتحدث لـ"الهلال" الدكتور ياسر عيد ندا، الأستاذ المساعد بكلية الفنون جامعة الإسكندرية, مع عرض لأهم مشروع إنفوجراف صُمّم لمسار رحلة العائلة المقدسة، حيث نفذ الدكتور ياسر ندا بمشاركة 150 مصمما من طلبة الكلية شعبة التصميم والاتصال الجرافيكى, مقسميين إلى مجموعات "إنفوجراف" متكاملا يوضح مسار الرحلة من فلسطين إلى مصر، والتى استمرت ستة أشهر وعشرة أيام لمسافة 2000 كيلو متر مربع.


يبدأ ندا حديثه قائلاً: من أهم سمات وخصائص الإنفوجراف, الاختزال البصرى لكمية كبيرة من المعلومات مع تنظيم كمية هائلة من البيانات والقدرة على التسجيل، فتحويل البيانات التى قد تأخذ فقرات أو صفحات إلى معرفة من خلال التحليل الدلالى والمنطقى لفهم كمية كبيرة من المعلومات، يسمى إدارة المعرفة، وهذا ما يقدمه الإنفوجرافيك، حيث تختلف المجتمعات من حيث الثقافة التى تسودها، بمعنى أنه إذا كانت الثقافة من صنع الإنسان، فمن الطبيعى أن تختلف من مجتمع لآخر, إذ تلعب الثقافة دورا مهما فى حياة المجتمعات فى استمرارية للرؤية الوظيفية التى تجعل من السهل الاستفادة بالمعلومات.


يشرح ندا، أن المرحلة الأولى بداية الرحلة من مدينة رفح ثم العريش ثم الفرما، فكانت محطة العائلة المقدسة الأخيرة فى سيناء فى تلك المرحلة، حيث كانت مكانا مهما للرهبنة والتعبد، ثم اتجهت للقنطرة وصولا إلى قرب الإسماعيلية، حيث تفجر نبع ماء، ثم اتجهوا غربا لوادى الطميلات، ثم القصاصين، ثم لقنتير برمسيس القديمة، حيث أمضوا به 3 أيام، وغادروه لصفط الحنا لليلة واحدة فى ضيافة أحد المواطنين، ثم اتجهوا إلى تل بسطا.


وواصل ندا: ثم اتجهوا لمحافظة الغربية حيث مدينة سمنود واستراحوا بها تحت شجرة جميز بنى مكانها كنيسة للعذراء والشهيد أبانوب فى القرن الرابع الميلادى، وبها بئر ماء بجواره "ماجور" قيل إن العذراء عجنت فيه الخبز، ثم كنيسة باسم القديس أبنوب البهنسى، ثم اتجهوا لقرية سخا، ثم عبروا النيل غربا عند دسوق، واتجهوا جنوبا لمحافظة البحيرة، حتى وصلوا طرانة قرب الخطاطبة حتى عبور النيل جنوبا وصولا بالقناطر الخيرية.


ويستطرد ندا: تأتى بعد ذلك المرحلة الثانية من الرحلة والتى  تضمنت (هليوبوليس) المطرية وعين شمس، وكان يسكنها 2000 من اليهود، واستراحت العائلة تحت شجرة جميز، وهناك شهدت معجزة أخذ المسيح العصا التى كان يتوكأ عليها يوسف النجار وكسرها قطعا، وغرسها ووضع يده فى الأرض فنبع الماء وخرج نبات البلسان الذى يستخرج منه زيت البلسم ذو الرائحة الزكية، ولا تزال بقايا البئر والشجرة هناك داخل متحف مفتوح باسم متحف شجرة مريم، وهناك توجد بقايا الشجرة, ثم تتجه العائلة حيث باب زويلة وكنيسة العذراء، ثم اتجهوا لأبواب بابليون (مصر القديمة) حيث كنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة باسم الشهيدين سرجيوس وواخيس، ثم ركبت مركبا نيليا للمعادى حيث كنيسة العذراء.


وتبدأ المرحلة الثالثة بركوب المركب للوجه القبلى، حيث بدأوا بمدينة منف، ثم البهنسا وبها دير الجرنوس، وكنسية مريم وبها بئر، ثم إلى جبل الطير، وهو من أهم محطات العائلة بعد أبى سرجة والمحرق، حيث أسس دير العذراء بجوار جبل الكف وهى كنيسة نحتت فى الصخر، ويقام هناك احتفال يحضره الآلاف، وهناك حدثت معجزة منع المسيح صخرة كانت ستسقط منه، ثم الأشمونين واتجهوا لديروط بأسيوط، فالقوصية، فدير المحرق عند جبل قسقام، وهو أهم محطات العائلة، حيث قضوا بها ستة أشهر وعشرة أيام، وأسسوا أول كنيسة فى مصر والعالم، والآن بها دير العذراء وبقايا الكنيسة الأثرية، ثم تنتهى الرحلة فى جبل درنكة، وبه مغارة منحوتة فى الجبل، وهى آخر محطات العائلة المقدسة، حيث ظهر الملاك ليوسف النجار وأمره بالعودة لفلسطين.