رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كورونا حدوتة مغايرة

26-10-2020 | 21:57


عيون صغارنا تراقب ما يدور حولها وكثير من الأسئلة مرسومة على وميضها وبعضها يسعفها اللسان فتنطلق مستفسرة ماذا حدث؟ لم تغيرت حياتنا؟ لم نحن في المنزل طوال الوقت؟ لم الدراسة أصبحت من خلف الشاشات؟

في هذه المرحلة، قصتنا في البيوت(حدوتة)اسمها كرونا التي لا ترى بالعين المجردة وعدد جيد من تطبيقات التواصل وقنوات التلفزة تبث الأخبار والأرقام والتحذيرات والصغار معنا يشاهدون كل شيء ويعيشونه معنا.

ملاحظ بطبيعة الحال، أن الأطفال أصبحوا يعانون من التوتر والقلق المرتبط بـ # COVID19 والتغيرات التي أحدثتها في الحياة اليومية، بما في ذلك إغلاق المدارس والزيارات الافتراضية مع الأجداد والمداومة على ملازمة الأسر الصغيرة للمنزل وعليها أن لا تتزاور مع الآخرين حتى وإن كانوا من الأقرباء وكل من تعودوا على رؤيتهم بانتظام.

الصغار يفهمون جرعات العلم التي تفسر لهم ما يدور حولهم فلنبسط لهم المعلومة ولكنها يجب أن تكون علمية ولا تزرع الجزع والخوف في نفوسهم بل تحفز على الوعي بدور كل فرد منا وأن يستوعبوا أن تضافرنا سينجح جهود المجتمعات والدول في القضاء على هذه الجائحة.

كما نعلم التواصل يعتمد على المرسل والمستقبل والمعلومة والبيئة المحيطة بكل ذلك. هنا المستقبل أطفال في مختلف الأعمار والمعلومة هي جائحة كرونا وإرشادات السلامة ودور الفرد والأسرة والمجتمع في مكافحة انتشارها. أما البيئة فهي حيز يجمع أفراد الأسرة محاط بالجدران وأمر كوني هم بالكرة الأرضية وسكانها.

في كل الأحوال لا يمكن أن نتجاهل استفسارات الصغار ولا يجب أن نملي عليهم ما يجب أن يفعلوه ما لم نشرح لهم الأسباب والهدف المنشود. في جلسة حوارية يمكن للوالدين أن يضعوا ما يشد انتباه الصغار مثل ورقة وقلم وشاشة حاسوب /موبايل واختيار رسومات وفيديوهات توضحية توافق أعمارهم من المواقع المتخصصة ومن ثم يقوم الوالدين بالتناوب بالشرح والتوضيح ويعطى الصغار فرصة لأخذ أسئلتهم ومن ثم الإجابة عليها.

من النقاط التي يجب التركيز عليها عدا خطوات النظافة شرح المصطلحات الشائعة وهذه الجائحة مثل التباعد المكاني_الاجتماعي وما هو الهدف منه. كما نشرح خطورة الاختلاط بالآخرين وخصوصاً كبار السن، لأن الصغار الأقل تأثراً بالعدوى ولكن من الممكن يكونوا السبب في نقلها إلى كبار السن والمرضى من أي عمر فهم الأكثر عرضة للإصابة.

على سبيل المثال، للأسر والأصدقاء عبر تطبيقات التواصل ابتكار مبادرات تساعد على رعاية الصغار في هذه المرحلة ومشاركة  قصص من الواقع للاستفادة. مثل إنشاء صفحات لمجموعات أولياء الأمور لوضع استفساراتهم للمختصين في كل حقل ومشاركة تجاربهم للاستفادة في التعامل مع أطفالهم وعلى وجه الخصوص الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو لديهم أي نوع ودرجة من الإعاقة. لا ننسى دائماً وأبداً يجب عدم تعريض خصوصية الأطفال للانتهاك.

بينما نختبر هذا الحدث غير المسبوق في التاريخ، من المهم للأطفال التعبير عن عواطفهم فلنترك لهم مساحات لممارسة هواياتهم المنزلية المحببة ونستأذنهم أن نشاركهم فيها من حين لآخر. فيمكن عقد جلسات رسم يتشارك فيها أفراد الأسرة والناتج من هذه الجلسات من رسومات تزين بها جدران غرف الصغار أو وضعها في ملف ونخبرهم أنها ستكون ذكريات هذه المرحلة وفي وقت قريب ستنتهي هذه الجائحة ويستطيعوا أن يروها للأقرباء والأصدقاء مستقبلاً حين تعود الحياة إلى طبيعتها. كذلك فلنشجع صغارنا على الكتابة وسرد ما يدور في خلدهم عبر الحرف ولهم أن يتبادلوا هذه اليوميات مع الأصدقاء تحت رعاية أولياء الأمور. أيضاً لهم المشاركة في أعمال المنزل البسيطة ، والموسيقى والغناء ومشاهدة الأفلام والبرامج  وقراءة الكتب المتنوعة المخصصة للصغار وفي المجالات المتعلقة والغير متعلقة بمقررات  المدرسة وبعد كل قراءة ومشاهدة من الممكن الجلوس للنقاش حول محتواها ورأي الصغار فيها.

حدوتة كورونا المغايرة سترسخ ذكرياتها في عقول صغارنا فإن كان لنا الاختيار والقرار، فلنعمل معاً بحيث مع انتهاء هذه الجائحة بمشيئة الله قريباً وبسلام، أن نكون قد أنشأنا فرق عمل وقياديين مهيئين للمستقبل بخبرات مميزة وتجارب تنير لهم الدرب وصناعة القرار في خطواتهم القادمة.