تجمعات سياسية لبنانية: استقرار لبنان يتطلب الالتزام بالدستور والعروبة وتسليم حزب الله لسلاحه
اتفقت مجموعة من التجمعات والقوى والحركات السياسية اللبنانية على برنامج عمل إنقاذي في مواجهة الأزمات الداخلية والمتغيرات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، قوامه أهمية حماية الدستور أمام محاولات بعض القوى وفي مقدمها "حزب الله" للانقلاب عليه، والتزام لبنان بعروبته وانتمائه إلى محيطه العربي، والتمسك بقيم العيش المشترك والشراكة السياسية، وضرورة أن يُسلم حزب الله سلاحه إلى الدولة.
جاء ذلك في ورقة "البرنامج المرحلي المشترك لإنقاذ لبنان" والتي انتهى إليها اجتماع عُقد اليوم الثلاثاء بمقر نقابة الصحافة في بيروت، وشارك فيه حزب الكتائب اللبنانية، ولقاء سيدة الجبل، وحركة المبادرة الوطنية، وحزب الوطنيين الأحرار، ولقاء الجمهورية، وحركة الاستقلال، وأعضاء من حركة اليسار الديمقراطي، والتجمع الوطني اللبناني، وتجمع العشائر العربية، إلى جانب نواب ووزراء سابقين ونشطاء.
وأشار المجتمعون إلى أن الخروج المتمادي عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني اللبناني (اتفاق الطائف) من قبل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يشكل خطرا كبيرا على لبنان، لاسيما في ظل مرحلة يُعاد فيها رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط، وتصدر تيارات إسلامية سُنّية وشيعية غير عربية المشهد الإقليمي، محاولة تحديد أحجامها السياسية والاقتصادية والعسكرية على حساب هوية المنطقة.
وشدد المجتمعون على رفضهم المطلق الخروج عن الدستور من قبل فريق من اللبنانيين يمتلك السلاح غير الشرعي (حزب الله) بإمرة إيرانية، مطالبين بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان وخصوصا في ما يتعلق بتسليم الحزب لسلاحه إلى الدولة، محذرين من أن استمرار الوضع الراهن من شأنه أن يدفع باللبنانيين إلى البحث عن حلول خارج الدستور، وعن قوى إقليمية "يستقوي بها الداخل على الداخل" الأمر الذي سيؤدي إلى فتنة داخلية يرفضها الجميع.
وطالبوا أن يعتمد لبنان نظام الحياد عن الصراعات الخارجية، والذي يرتكز على توقف كل فريق داخلي عن الاستقواء بالخارج على حساب الشراكة الوطنية، مشيرين إلى أن كل الطوائف والفرقاء في لبنان سبق وجربوا الاستقواء بالخارج "فلم تسلم طائفة أو حزب من عواقب مغامرات الاستقواء".
واعتبر المجتمعون أن الحياد أصبح يمثل ضرورة وطنية تحمي لبنان وجامعة لكل اللبنانيين، في سياق الحفاظ على العيش المشترك الإسلامي – المسيحي، في ظل التوزان والعدالة والحرية، ومن دون أن يعني هذا الموقف التخلي عن دعم عدالة القضية الفلسطينية تحت سقف المبادرة العربية للسلام.
وأشاروا إلى أن إيران وتركيا وروسيا يتمددون في المنطقة بـ "شهيات إمبراطورية" مع انهيار النظام العربي القديم، مشددين على ضرورة مناقشة دور لبنان الاقتصادي والثقافي والتعليمي والاستشفائي والمصرفي، بهدف استعادة ميزاته في هذه المجالات للخروج من عزلته العربية والدولية الراهنة.