ينطلق اليوم قطار الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى
بتصويت المصريين في الخارج على مدى ٣ أيام، وغدًا وبعد غد في الداخل، بنحو ١٤ محافظة
هي الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان،
البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، مطروح، وفى حالة الإعادة لهذه المرحلة تجرى الانتخابات
أيام ٢١ و٢٢ و٢٣ نوفمبر في الخارج، ويومي ٢٣ و٢٤ نوفمبر في الداخل، ويتنافس ١٨٧٩ مرشحًا
في ١٤٣ دائرة انتخابية خلال هذه المرحلة.
وفيما يتعلق بمعركة القوائم الانتخابية تجرى الانتخابات في
المرحلة الأولى في دائرة «شمال ووسط وجنوب الصعيد» مقرها مديرية أمن الجيزة، وتضم
١١ محافظة (الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر،
أسوان، البحر الأحمر)، وخصص لها ١٠٠ مقعد، والصراع فيها بين القائمة الوطنية «من أجل
مصر» المكونة من ١٢ حزبًا سياسيًا، إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، في مواجهة
قائمة «نداء مصر» التي شكلها حزب نداء مصر بمفرده دون اللجوء لأحزاب أخرى، أما دائرة
«قطاع غرب الدلتا» ومقرها مديرية أمن الإسكندرية، والتي تضم ٣ محافظات (الإسكندرية،
البحيرة، مطروح)، فقد خصص لها ٤٢ مقعدا، ويتكرر فيها نفس السيناريو بين القائمتين للفوز
بنحو ٤٢ مقعدًا.
وتشير غالبية الشواهد والوقائع حتى الآن إلى تفوق القائمة
الوطنية من أجل مصر في الدوائر الانتخابية الأربع لعدة عوامل أولها أنها عبارة عن تحالف
انتخابي ضخم يتشكل من ١٣ كيانًا هي الأحزاب الـ ١٢ مع تنسيقية شباب الأحزاب والتي وصل
عدد المنضمين لها من الشباب إلى نحو ٢٧ حزبًا، وبالتالي تلك القائمة الأكثر في مستوى
الترويج لمرشحيها، وثانيا: تمتلك مقرات في كافة المحافظات بالمدن والقرى على السواء
من خلال أحزابها للتواصل مع الناخبين، وحشدهم للمشاركة في التصويت، وثالثها وضع خطة
متكاملة للدعاية للمرشحين رغم ظروف كورونا تقوم على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي،
ووسائل الإعلام المختلفة، ووسائل الدعاية التقليدية من لافتات وغيرها، ورابعها هناك
عامل اتساع الدوائر الانتخابية بنظام القوائم، ولذلك فالتأثير الأكبر سيكون من نصيب
التحالف متعدد الأحزاب والمرشحين على عكس القوائم الأخرى، لكن في الوقت نفسه نزاهة
المعركة الانتخابية تجعل الفرصة متاحة للجميع، والأكثر قربا من المواطنين وتواصلا معهم
وقدرة على حشد أنصاره سيكون له النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان.
معركة مرشحي الفردي
أما معركة المقاعد الفردية فحدّث ولا حرج، فالمنافسة فيها
على أشدها، وبلغة الأرقام تتضح هذه الصورة فهناك نحو ١٨٧٩ مرشحًا يتصارعون في ٧٣ دائرة
و١٧٥ قسمًا في ١٤ محافظة خلال المرحلة الأولى للفوز بنحو ١٥٠ مقعدًا بالنظام الفردي،
مما يجعل السباق فوق صفيح ساخن، ويتبارى المرشحون ببرامجهم الانتخابية في الدوائر،
مع استغلال ثقل العائلات والتربيطات القبلية لتثبيت الأقدام في هذا الماراثون غير المسبوق.
وتتصدر الدوائر الفردية الساخنة دائرة الدقى والعجوزة وقسم
الجيزة التي يتنافس فيها ١٨ مرشحًا فرديًا على مقعدين، من أبرزهم رجل الأعمال محمد
أبو العينين المرشح المستقل ومنتصر رياض، «مستقبل وطن»، وزكى عباس، «مستقبل وطن», وعبدالرحيم
على، «مستقل»، وأحمد مرتضى، «الشعب الجمهوري»، وبنظرة سريعة على ميادين وشوارع الدائرة
الرئيسية نكتشف بسهولة الاستعدادات الكبيرة من كل مرشح لخوض السباق الانتخابي، من خلال
تنويع أشكال الدعاية وكثافتها، ففي كل مكان هناك مكتب لحملة مرشح، وحجم الإنفاق عليها
ضخم، مع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بالمرشحين، والترويج لهم، والدخول
في اتفاقات مع كبار العائلات من أجل المساندة والدعم والصورة العامة تشير إلى أن أبو
العينين مازال هو الأقوى والأقرب للحسم في المعركة فيما تشتد المنافسة بين عبدالرحيم
على ومرشحي مستقبل وطن.
كما أن دائرة» أسوان – دراو» بمحافظة أسوان من الدوائر مشتعلة
المنافسة انتخابيًا لترشح ٣٥ مرشحًا على مقعدين فرديين، إلى جانب ترشح عدد كبير من
ممثلي القبائل والأحزاب الذين يمتلكون ثقلًا سياسيًا كبيرًا في هذه الدائرة في منافسة
نواب سابقين سواء في البرلمان الحالي أو الدورات السابقة بحثا عن استمرار العضوية في
عائلاتهم، وفى محافظة البحر الأحمر هناك ١١ مرشحا يخوضون السباق على مقعد الفردي الوحيد
بالدائرة الثانية التي تضم ثلاث مدن وهى مدن سفاجا والقصير ومرسى علم، مما يجعل كل
مرشح يوظف كل نقاط قوته في مواجهة الآخرين، ومحاولة استمالة الكتل التصويتية المؤثرة
بكافة الوسائل، ويتكرر نفس الموقف في قنا وتحديدًا دائرة نجع حمادي، المكونة من مراكز
دشنا والوقف ونجع حمادي وما يتبعها من قرى وعزب، حيث يتنافس ٣١ مرشحًا على ٣ مقاعد
فردية، والكلمة هناك بيد القبائل والعائلات للوصول إلى قبة البرلمان، وفى محافظة بنى
سويف تشتعل المنافسة داخل الدائرة الجنوبية لمحافظة بنى سويف «ببا وسمسطا والفشن» والمخصص
لها ٣ مقاعد، في ظل وجود ٣٠ مرشحًا، بينهم ٤ مرشحين عن أحزاب مستقبل وطن والشعب الجمهوري
والغد، و٢٦ مستقلا، ويكاد يتكرر نفس السيناريو في معظم الدوائر بمحافظات المرحلة الأولى،
علما بأن محافظة الجيزة أكبر المحافظات في المرحلة الأولى من حيث عدد المقاعد وعددها
٢٥ مقعدًا، بينما محافظة الوادي الجديد هي أصغر المحافظات من حيث عدد المقاعد، وحصتها
مقعدان فقط.
تأمين العملية الانتخابية، جزء مهم ركزت عليه أجهزة الدولة
التي أعلنت قولًا وفعلًا الحياد في المعركة وقد أعدت وزارة الداخلية خطة متكاملة تضمنت
التصدي الحازم والحاسم لأى صورة من صور الخروج عن القانون، والعمل على تذليل جميع العقبات
التي قد تواجه الناخبين بما يساهم في تهيئة الأجواء المناسبة مع اتخاذ كافة الترتيبات
والإجراءات المرتبطة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات والأجهزة المعنية بالدولة
في تنظيم أعمال تأمين الانتخابات على مستوى الجمهورية، والانتشار الأمني المكثف بمحيط
اللجان وكل الطرق والمحاور المؤدية لها، وتسيير أقوال أمنية وخدمات مرورية لتسيير الحركة
المرورية بتلك الطرق لتسهيل وصول الناخبين إلى اللجان الانتخابية، فضلًا عن تشديد إجراءات
تأمين المنشآت المهمة والحيوية وإحكام الرقابة من خلال عدد من الدوائر الأمنية ودعم
الخدمات الأمنية بالمنطقة المحيطة بها والدفع بقوات التدخل والانتشار السريع، وتجهيزها
بالعناصر المدربة على التعامل الفوري مع كافة المواقف الطارئة للحفاظ على الأمن والنظام
وكل هذا بدعم واضح من القوات المسلحة التي ستشارك دعمًا للشرطة في التأمين الشامل.
وفى الوقت نفسه راعت الهيئة الوطنية للانتخابات تداعيات انتشار
فيروس كورونا، وحرصا منها على سلامة الناخبين خلال عملية التصويت؛ قررت إلغاء الحبر
الفسفوري، مع توفير الهيئة حقيبة لكل رئيس لجنة انتخابية بها كل ما يحتاجه لمواجهة
فيروس كورونا، من معقمات وماسكات، والتأكيد أن حضور الناخبين للاقتراع لابد أن يكون
بالكمامات الطبية، وفى حالة عدم ارتداء الناخب الكمامة سيحصل عليها من رئيس اللجنة
الفرعية قبل دخوله للإدلاء بصوته، وضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي؛ لتمر العملية
الانتخابية في سلام في ظل وباء كورونا المستجد.