سياسيون: كلمة «السيسي» باحتفالية ذكرى المولد النبوي رسالة لاحترام الأديان والتسامح ورفض التعصب
بعث الرئيس عبد الفتاح
السيسي رسائل مهمة خلال كلمته اليوم في احتفالية المولد النبوي الشريف، والتي
وصفها سياسيون بأنها اتسمت بالوضوح وأكّدت أهمية الوعي الرشيد، حيث جاءت تصريحات
السيسي كدعوة لاحترام الأديان والتسامح ورفض التعصب، موضحين أن قضية الوعى الرشيد وفهم
صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني
النصوص ويخرجونها من سياقها.
وتعقيبًا على الرسوم
المسيئة للرسول، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "هناك كلام كثير ونقاش كثير
ولغط كثير ونحن كمسلمين من كمال إيماننا أن نؤمن بكافة الديانات الأخرى، فلا يكتمل
إيمان المسلم إلا إذا أقر واعترف بكل الرسل، وهذه من الحقائق المتواجدة في الدين
الإسلامي لأنهم المختارون من قبل الله، وإذا اختار الله الرسل علينا أن ننحني لهذا
الاختيار ونحبه ونحترمه ونقبله ونؤمن به".
وأكد خلال الاحتفال، أن
الإساءة للرسل استهانة بقيم دينية رفيعة، يعتقد فيها الكثير من الناس ومن لا يعتقد
أو يؤمن هذا شأنه لكن جرح مشاعر الملايين حتى إذا كانت الصورة المقدمة هي التطرف.
وأشار إلى أن رسالة
الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصاراً لحرية الإيمان، والاختيار،
والاعتقاد، والفكر، إلا أن تلك الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس
البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، مضيفًا أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند
حدود حريات الآخرين تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التي خلق الله
الكون في إطارها.
وأضاف أن ما قد يعتبر
قيداً على الحريات إنما يصون بالمقابل الحقوق في مواجهة الآخرين، وإن تبرير التطرف
تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه مُحرَم ومُجرَم، ولا يتعدى كونه
أداةً لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.
دعوة لاحترام الأديان
وفي هذا السياق، قال
الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس
عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية المولد النبوي هي تأكيد على احترام الأديان
جميعها للآخرين، ودعوة للتسامح ورفض التعصب وقبول الآخر، مؤكدًا أن الأديان
السماوية لا يوجد بينها ما يدعو للتعصب، أو اتخاذ مواقف عدائية ضد الغير أو
استخدام العنف ضد الآخرين.
وأوضح بدر الدين، في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كلمة "السيسي" تؤكد على احترام
الرموز الدينية والقيم التي تنطوي عليها الأديان، والبعد عن التعصب والإساءة
للآخرين أو اتخاذ مواقف متشددة ضدهم، وأن هذه هي الرسالة التي تدعو لها الأديان
السماوية جميعها.
وأكّد أن الرئيس شدد على
ضرورة بناء الوعي وتكاتف المؤسسات الدينية والثقافية، لزيادة بناء الوعي في الفترة
الحالية في مصر، وهي نقطة أشار إليها الرئيس السيسي أكثر من مرة في خطاباته في
كافة المناسبات والمحافل العامة، مشيرًا إلى أن الوعي هو الحصن الدفاعي ضد كل
محاولات إثارة الفرقة والتشكيك داخل المجتمع والإيقاع بين الشعب ومؤسسات الدولة.
وأشار إلى أن هذا ما
تعتمد عليه حروب الجيل الرابع، حيث ترتكز على الحروب النفسية وبث الشائعات المغرضة
ومحاولة إثارة مشاعر الإحباط واليأس، فالوعي هو السبيل لمواجهة هذا النوع من
الحروب الشرسة، لأن هذه الحروب مستمرة ومجهولة المصدر.
أهمية الوعي الرشيد
وفي ذات السياق، قال
اللواء محمد الغباشي مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان بشرى للإنسانية، وبزوغًا لفجر الإسلام والحرية والرحمة، الذي حمل إلى الدنيا
مشاعل النور والهداية والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فكانت أمنًا وسلامًا
للبشرية على مر الزمان، لذلك قال الله تعالي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ)، ومناسبة المولد النبوي الشريف تأتى لنستلهم منها أسمى معاني
الوفاء والتراحم والوسطية، حيث نحتفل بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين وندعو العلي
القدير أن يديم على وطننا مصر التقدم والازدهار.
وأضاف مساعد رئيس الحزب
أن تصريحات الرئيس السيسي خلال الاحتفال اتسمت بالوضوح وبعثت للمصريين رسائل
عديدة، حيث أكد في خطابه اليوم أن قضية الوعى الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات
المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معانى النصوص ويخرجونها من
سياقها ويفسرونها وفق أهدافهم ويعتمدون على تفسيرات خاطئة لها مما يتطلب الاستمرار
في المهمة والمسؤولية الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة
وتصويبها لنحمى المجتمع والدولة من مخططات التخريب.
وأوضح أن شريعة الإسلام
السمحة قامت على البناء لا الهدم وعلينا أن نجعل من ذكرى مولد النبي (صلى الله
عليه وسلم) نبراسًا يضئ لنا الطريق لنعمر ونحقق المفهوم الحقيقي للرحمة في مواجهة
جماعات القتل والتخريب وهذا يكشف حجم التحديات والمخاطر التي تواجه الدولة المصرية
سواء من الداخل أو الخارج.
وطالب الغباشي المصريين بهذه
المناسبة، بضرورة التوحّد والاصطفاف خلف القيادة السياسية والدولة المصرية لمواجهة
التحديات التي يواجهها الوطن، وحجمها كبير في الداخل والخارج، مشددًا على أن
المخططات الدولية التي تستهدف تدمير مصر، لم تنتهي وتتغير لأنها لا تريد الخير
لمصر.