السيسي يبعث برسائل حاسمة في احتفالية المولد النبوي.. وعلماء الدين: كلمة الرئيس صفعة لأهل الشر.. وبرلمانيون: الخطاب أكد مبادئ وقيم الدين الإسلامي
ثمن علماء دين وبرلمانيون تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال احتفالية المولد النبوي، موضحين أن الكلمة بمثابة صفعة لأهل الشر والتطرف والإرهاب، وأكدت مبادئ وقيم الدين الإسلامي وأنه دين بناء لا هدم، موضحين أن الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي محاولة لتشويه صورة المسلمين.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومفتى الديار المصرية الدكتور شوقي علام.
وقال الرئيس السيسى إن شريعة الإسلام السمحة تقوم على أساس البناء لا الهدم، وعلى علماء الدين مهمة تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر صحيح الدين فى مواجهة دعاة الشر.
وجاءت كلمة الرئيس خلال الاحتفالية بإرساء مكارم الأخلاق ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي التس تقم علي المسامحة والموعظة الحسنة، لافتا أن احتفالنا معا بذكري ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم، يستدعى كل معانى الرحمة فى ديننا الحنيف، ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم، وذلك تبيانا لقول الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، بكل ما تحمله كلمة العالمين من معانى العموم والشمول والسعة.
وأكد أن قضية الوعى الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة فى مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معانى النصوص ويخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها، لكي نستطيع أن نحمي المجتمع والدولة من مخططات الإرهاب.
وأشاد بالدور الذى تقوم به مؤسسات الدولة الدينية فى نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وأنه بحاجة إلي مضاعفة الجهد المبذول من جميع مؤسسات ومنظومة بناء الوعى، للوصول إلى جميع شرائح المجتمع فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا والعالم من حولنا.
وأكد أن مكانة سيد الخلق النبى العظيم فى قلوب ووجدان المسلمين فى كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما يؤكد الرفض القاطع لأى أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أى طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة، فجوهر الدين هو التسامح.
واختتم كلمته بأن نجعل من ذكرى مولده مصباحا يضئ لنا الطريق، لنعمر، ونحقق المفهوم الحقيقى للرحمة فى مواجهة جماعات القتل والتخريب، ولنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم وتطبيق صحيح الدين وتحقيق مقاصد الشرع الحنيف، حتى نبعث برسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة الإنسانية تؤكد سماحة الأديان وتجعلها سبيلاً لسلام العالم وتراحم البشرية جمعاء، وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية فى تقدم ورفعة.
الإسلام دين سماحة:
وفي هذا السياق، قالت النائبة سوزي رفلة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب،
إن خطاب الرئيس السيسي أكّد علي أنه رجل دولة ورجل دين أيضًا، بتعزيزه وترسيخه
لمبادئ وقيم الدين الإسلامي، ورده البالغ علي قوي الشر، واستعداده لإخماد أي
مخططات إرهابية أو محاولات لنشر الفتنة والفكر المعادي لقيمنا وتقاليدنا في
المجتمع.
وأوضحت رفلة في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإساءات التي
تعرّض لها رسولنا الكريم ماهي إلا محاولات من قبل البعض لتشويه صورة المسلمين
والاعتداء عليهم، مشيدة بأن مكانة الرسول أرفع وأجل وأسمى من أن يمسها بشر، ولم
تضره في حياته ولن تضره في مماته.
وطالبت جميع المواطنين المسلمين في الغرب بالتمسّك بقيم التعايش
والتسامح والسلام، بما يساهم في الحفاظ على أديانهم وموروثاتهم الدينية والثقافية،
وعدم الانجرار لتوجهات الفكر التطرفي الذي يستهدف تشويه الإسلام وترسيخ فكرة أنه
دين إرهاب وانعزال.
صفعة قوية لأهل الشر:
فيما قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن
خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، اليوم،
خير رد على الإساءات الأخيرة التي وجهت من قبل البعض تجاه سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم.
وأوضح كريمة في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ما قاله الرئيس
في كلمته اليوم يؤكد أن مليارا ونصف مسلم يحسنون فهم دينهم، وأشفق على فئة ضالة
تمارس العنف الفكري والسلوكي من جماعات الإرهاب، ثم دعا المسلمين خاصة في الدول
الأوروبية وغيرها أن يقدموا بواقعية وموضوعية مكارم الاخلاق لنبينا.
ولفت إلى أن تمسك المسلمين في دول الغرب بدينهم ودفاعهم عنه يؤكد
المحبة الحقيقية للنبي، وهذه المحبة تكون بالأقوال وليس بالأفعال، وبالسلوكيات
وليست المظاهر، لذلك كان خطاب الرئيس السيسي صفعة قوية لأصحاب التطرف والإرهاب.
وأضاف كريمة، أن الرسول صلي الله عليه وسلم هو المعلم والرسول، نتعلم
منه الإخلاص فى القول والعمل والصبر فى الشدائد ومكارم الأخلاق والتعاون على البر
والتقوي وغيرها، موضحا أن الله عز وجل قد بعث رسوله محمد هاديًا ومبشرًا، يحمل
رسالة صالحة لكل زمان ومكان، فقد كان نموذجاَ وأسوة طيبة فى أقواله وأفعاله.
رسالة سلام:
ومن جانبه، قال النائب حمادة القسط، عضو مجلس النواب، إن خطاب الرئيس السيسي،
اليوم، في ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يمثل قضية وعي وفهم صحيح للدين،
وضربة قوية لمواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها.
وأوضح "القسط" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
كلمة الرئيس تذكرنا بأن الإسلام دين سماحة يقوم علي البناء لا الهدم، لافتا إلى أن
مقاصد الأديان تهدف إلى تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد بالمسامحة والعفو
واليسر، وليس بالتطرف والتشدد والعسر.
وأكد عضو مجلس النواب أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية
والثقافية، والمسئولية الثقيلة التي تقع على عاتقهم، لتصحيح المفاهيم الخاطئة
وتصويبها، لحماية المجتمع والدولة من مخططات التخريب، ولتوصيل رسالة للعالم كله،
تدلل علي سماحة الدين الإسلامي العظيم الذي يقوم على الرحمة والتسامح والتعايش
السلمي بين الناس جميعًا.
وشدد "القسط" على تضافر جهود كافة المؤسسات الدينية
والتربوية والثقافية والإعلامية للمساهمة في بناء الشخصية القوية، والقادرة على
مواجهة التحديات، والتمييز بين الحقيقي والزائف، والحقائق والشائعات.