رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


العالم يواجه كورونا من جديد

29-10-2020 | 10:38


حالة من الطوارئ تسود العالم من جديد بعد ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا أو كوفيد - ١٩ فى أغلب دول العالم، وذلك بعد عدة أشهر من الهدوء الحذر الذى تراجعت فيه الحالات وعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل بسيط، ليعود الشبح من جديد الذى أرهق العالم في النصف الأول من هذا العام.

جميع قادة أوروبا من فرنسا لروسيا ومن بريطانيا لجمهورية التشيك يؤكدون أن هناك أزمة جديدة لكورونا وذلك بعد ارتفاع أعداد الحالات التي باتت تملأ المستشفيات من جديد وبشكل سريع وبالطبع أيضا حالات الوفاة التي زادت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة.

ليعود بذلك العالم مرة أخرى إلى التفكير في قرار الإغلاق سواء كليا أو جزئيا الذى أرهق أقوى اقتصاديات العالم خلال النصف الأول من هذا العام، وأصاب جميع قطاعات الحياة بشلل تام.

فرنسا كانت من أوائل الدول التي لجأت إلى هذا الخيار باكرا وفرضت حظر تجوال ليليا على باريس وبعض المدن الكبرى وأعلنت حالة الطوارئ وذلك بعد أن سجلت في يوم واحد أكثر من ٢٧ ألف إصابة.

معهد روبرت كوخ الألماني أعلن هو الآخر اكثر الأماكن خطرا وتفشيا في هذه الموجة، حيث أعلن على موقعه الإلكتروني منطقة هولندا بأكملها والمنطقة الحدودية لألمانيا مع فرنسا وكذلك إيطاليا وبولندا من المناطق والبؤر الخطيرة لتفشى كورونا.

بالإضافة لهذه المناطق ذكر المعهد بعض المناطق الأخرى في أوروبا مثل زيورخ فى سويسرا المجاورة لألمانيا، بالإضافة لمناطق في السويد وفنلندا وكرواتيا والبرتغال والمجر وحتى بريطانيا، ومن المتوقع أن تفرض الحكومة حظرا للسفر إلى هذه الأماكن، ليعود بذلك العالم من جديد إلى نقطة البداية.

أوروبا وحدها تسجل أكثر من ١٠٠ ألف إصابة في اليوم الواحد، وهو ما يمثل ثلث الحالات حول العالم، الأمر الذى دفع المسئولين لإغلاق الحانات والنوادي وأماكن التجمعات في أغلب المناطق مثل ليفربول وبراغ، كما حث المسئولون الناس في أمستردام على ارتداء أقنعة الوجه، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحاول أن يخفف وطأة الموقف، وأعلن عن الموافقة على اللقاح.

المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل قالت إنها تراقب الوضع عن كثب، وأكدت أنه يجب على المواطنين المحافظة على التزامهم بالقواعد وألا يفرطوا فيما وصلوا إليه.

إسبانيا تحديدا إقليم كتالونيا سجل ارتفاعا بنسبة ٤٠فى المائة فيما يخص الحالات، لذا قرر المسئولون إغلاق الحانات، والمطاعم لمدة ١٥ يوما، أما المحلات فطلب منها تخفيف العمالة لـ ٣٠ في المائة.

في هولندا الحال لم يختلف كثيرا، فقد تم تسجيل أكثر من ٤٤ ألف حالة، وتم فرض حظر بعد العاشرة مساء، كما تم إغلاق المطاعم والحانات لمدة أربعة أسابيع، وتم تخفيض التجمعات إلى ٣٠ شخصا، كما تم وقف جميع الأنشطة الرياضية.

أما فى جمهورية التشيك فالوضع أصعب قليلا، حيث تعد الأولى من حيث عدد الإصابات فى أوروبا، وقد اضطرت إلى إغلاق المدارس، والمطاعم والحانات.

الهجمة الثانية لكورونا في أوروبا كانت صدمة لبعض الخبراء، فقد كان من المتوقع عودة الهجمة مع دخول فصل الشتاء، ولكن ليس بهذه القوة والشراسة.

 

من جانبهم يخشى المسئولون في أوروبا من اتخاذ قرار الإغلاق، وذلك لما ترتب عليه قبل ذلك من أضرار اقتصادية وخيمة لم يتعاف منها بعد، والجدير بالذكر أن هناك مناطق فى اوروبا تعانى من نقص حاد في الأطقم الطبية سواء الممرضات أو طواقم التمريض.

مشكلة أخرى ظهرت في بلد غنى ومتقدم مثل هولندا وهو واحد من الأسباب التي جعلت الوضع يسوء هناك وهو عدم وجود منظومة تحليل كبيرة، الأمر الذى دفع المسئولين لاستئجار معمل في أبو ظبى.

أما بريطانيا صاحبة أكبر عدد من الوفيات بسبب كورونا فتعود لنفس المعضلة الماضية، حيث يتخبط رئيس الوزراء بوريس جونسون بين قرار الإغلاق وبين وجهة نظر المحافظين التي تعارض هذا القرار نظرا لنتائجه الاقتصادية.

لكن رئيس حزب العمال المعارض طالب جونسون بفرض أسبوعين من الإغلاق وذلك لمحاولة السيطرة على الفيروس الذى بدأ ينتشر من الشمال وحتى البلد كلها.

من جانبها قررت إيرلندا الشمالية فرض ٤ أسابيع من الحظر وستغلق المدارس لمدة أسبوعين، وذلك بعد أن وصل تسجيل الحالات هناك إلى ٩٠٠ حالة جديدة يوميا بعد أن كانت ١٠٠حالة في أواخر إبريل الماضي. كما صرحت رئيسة الوزراء أنها ستمنع دخول أي شخص من المناطق التي تنتشر فيها الإصابات من بريطانيا نفسها.

يأتي هذا في الوقت الذى لم يتم الانتهاء النهائي من عمليات الحصول على المصل، حتى المصل الروسي الذى كان من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في أغسطس الماضي، مازال فى مرحلة التجربة السريرية، وهى المرحلة التي تؤكد فعالية وأمان المصل.

وصرحت نائبة رئيس الوزراء تاتيانا جوليكوفا أن المصل تم تجربته على ١٠٠ متطوع فقط، وهى نفسها أخذته ولم تشك من أي مضاعفات، لكن من المخطط أن يتم تجربته على ٤٠٠٠٠ شخص في مختلف أنحاء البلاد. يأتي هذا في الوقت الذى سجلت فيه روسيا أكثر من ١٤٠٠٠إصابة في يوم واحد. ليبقى الأمل الوحيد للانتهاء من هذه الأزمة هو المصل سواء كان الروس أو غيره.