«مصر إسبانيا.. علاقات ثقافية» بالأعلى للثقافة الليلة
أقام المجلس الأعلى للثقافة اليوم الأمسية الثقافية الرابعة ضمن سلسلة
أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية"، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم،
وزيرة الثقافة.
خصصت هذه الأمسية للحتفاء بدولة إسبانيا، أدارها الدكتور هشام عزمي، فى
حضور كل من السيد السفير رامون خيل كاسار يس، سفير إسبانيا بالقاهرة، والسفير
الدكتور بدر عبدالعاطي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والدكتور أحمد مرسي،
أستاذ الأدب الشعبى والفلكلور.
فى البداية تحدث الدكتور هشام عزمى متناولا العلاقات المصرية
الإسبانية قائلًا: "لا يمكن إنكار العمق التاريخى للعلاقات المصرية
الإسبانية، لذا كانت وما زالت الإسهامات التى قدمتها مصر والأندلس فى مختلف
المجالات خاصة المجال الفكرى والفلسفى وامتدادها إلى المتوسط فى الفترة ما بين
القرن الثامن والقرن الرابع عشر خير شاهد على ذلك، ومن هذه الإسهامات الفكرية لبعض
المؤرخين أمثال: المقريزى والقلقشندى والرحالة ابن الزبير المنتمى إلى مدينة
بالينسيا الإسبانية، والرحالة المصرى لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبدالباسط،
والشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب وعلى صعيد المدن؛ فلقد كان لكل من غرناطة
وقرطبة وبالينسيا أو مورسيا التى عاشت بها شخصيات شهيرة مثل ابن عربى والمرسى أبوالعباس،
كان لها إسهامات عديدة طوال سبعة قرون شأنها شأن القاهرة والإسكندرية.
تزامنًا مع احتفال إسبانيا بعيدها الوطنى الذى يحل فى اليوم الثانى
عشر من أكتوبر، وتدعيمًا للروابط الثقافية مع هذه الدولة الصديقة، تنعقد هذه
الندوة الجديدة التى تنظم تحت شعار: "مصر إسبانيا.. علاقات ثقافية".
فيما تحدث السفير الإسبانى رامون خيل كاساريس، مؤكدًا سعادته بتواجده
فى المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة فى هذه الفعالية، التى تؤكد عمق العلاقات
الثقافية بين بلاده المملكة الإسبانية ومصر مهد الحضارات الإنسانية؛ حيث فقال:
"منذ اللحظة التى توليت فيها منصبى كسفير لإسبانيا فى هذا البلد العظيم، مهد
الحضارة الإنسانية، شعرت بهذه الصداقة التى تظهر من خلال المعاملة الودودة التى
تلقيتها دائمًا من السلطات المصرية أنا وفريق العمل بالسفارة، وعند تجولى فى شوارع
المدن المصرية، لا أستطيع التوقف عن التفكير فى أن الكثير من أبطالنا ومفكرينا
وفلاسفتنا وشعرائنا ومبتكرينا وتجارنا وبحارتنا، تنحدر أصولهم من هذه المدن.
وأكمل حديثه: كما أفكر دائمًا فى أنفاس من مروا بطرقات تلك المدن،
خلال رحلتهم من الأندلس إلى مكة للحج، وقرروا البقاء فيها وكيف احتضنتهم ورحبت بهم
تلك المدن، وهو الشعور الذى يغمرنى أنا أيضًا من خلال العديد من الأصدقاء المحبين
للحضارة الإسبانية، لكم جزيل الشكر من كل قلبى.
كما بدأ السفير بدر عبدالعاطى كلمته، بالإشادة بمبادرة "علاقات
ثقافية"، وشدد على أن قيمة هذه الأمسية تتمثل فى إتاحة فرصة رائعة للتطرق إلى
موضوع فى غاية الأهمية وهو العلاقات الثقافية بين مصر وإسبانيا؛ حيث تابع موضحًا عمق
العلاقات بين الجانبين المصرى والإسبانى، مشيرًا إلى أهمية تعزيزها عبر السُبل
والمستويات كافة، مثل: المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى.
وأكد السفير أن تعزيز العلاقات الثقافية بات ضرورة قصوى، خاصة فى هذه
التوقيت الدقيق للمرحلة الحساسة التى نعيشها، وسط تيارات تدعو للعنصرية وكراهية
الآخر؛ فنحن أحوج ما نكون أكثر من أى وقت مضى للتواصل الثقافى عبر دعم وتعزيز
قوتنا الناعمة، ولا شك أننا نسعد بتبادلنا مع إسبانيا علاقات متميزة على مختلف
الأصعدة، وعلى رأسها شتى المناحى والدروب الثقافية والفنية؛ فمصر وإسبانيا تنتميان
للهُوية الثقافية المتوسطية، وهو أمر الذى ييسر كثيرًا من التواصل الثقافى المشترك
بينهما بطبيعة الحال.
فيما تمحورت كلمة الدكتور أحمد مرسى حول تجربته الثقافية فى إسبانيا،
حينما عمل مستشارًا ثقافيًا فى السفارة المصرية، ومديرًا للبعثة التعليمية ومديرًا
للمعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد فى إسبانيا، وأشار إلى أنه كان سيرفض
فكرة سفره، بسبب عدم معرفته للغة الإسبانية، إلا أن وزير التعليم العالى آنذاك قال
له أنه اختاره للنهوض بالمعهد ثقافيًا؛ فلا تقتصر مهمته على الترجمة حتى يكون
معيار سفره مرتكزًا فقط على إجادة اللغة! وهو ما دفعه لقبول هذا التحدى، وبالفعل
تعلم الإسبانية فى ستة أشهر، وما ساعده على تحقيق هذا الإنجاز، هو أن الشعب
الإسبانى يتمتع بصفة رائعة، وهى تقديم المساعدة والدعم بشكل كبير لراغبى تعلم
الإسبانية، وتابع مؤكدًا أن الروابط الثقافية بين مصر وإسبانيا متينة جدًا.