رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فى ذكرى مولد الحبيب.. سامى يوسف حالة فنية متكاملة تنشد بحبه

29-10-2020 | 20:46


عرفه الوطن العربى منذ أن أطلق ألبومه الأول «المعلم» فى عام 2003 والذى باع منه أكثر من 34 نسخة، وبأغنيته الشهيرة (حسبى ربى) والذى غناها بعدة لغات منها اللغة العربية.

 

فقد استطاع أن يجذب أسماع الناس إليه، إنه سامى يوسف ذلك الشاب الذى تنتمى أصوله الأذربيجانية الذى استطاع أن يخرج فى رحلة حول العالم يستكشف الموسيقى وخباياها وينشد ويغنى حبًا فى الرسول (ص) بلغات العالم المختلفة كالإنجليزية والعربية والتركية والهندية والكردية. ولد يوسف فى 21 يوليو 1980 وهو منشد وملحن ومؤلف بريطانى من أصل آذرى.

 

درس الموسيقى على يد أشهر الموسيقيين، تأثر بمجموعة كبيرة من الأنواع الموسيقية المتاحة له فى مسقط رأسه إيلنج بغرب لندن، فقد تعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية كالبيانو والكمان، الدف، السنتور، العود، الطبلة وغيرها.

 

وأطلق يوسف لقب (الروحانية) على أسلوبه الموسيقى المميز فقد استطاع أن يكون إحدى أِهر الشخصيات فى العالم وفى الوطن العربى، فقدم عروضًا ضخمة فى العديد من دول العالم كتركيا ولندن وأذربيجان، والهند وغيرها الكثير.


بدأت هوية  يوسف الموسيقية تتجلى فى ألبومه الرابع (أينما تكون)؛ حيث نستطيع أن نتلمس نهجه وفلسفه لغنائه وألحانه والكلمات التى يختارها من قصائد أشهر الشعراء والمتصوفين كابن الفارض، رابعة العدوية، أبى نواس، وغيرهم الكثيرين استطاع  يوسف من خلال مشروعه الموسيقى ومشواره الفنى أن يقوم بالتوحيد بين الثقافات والمزج بينهم من خلال تعزيز القيم العالمية والإحتفاء بأهمية الإنسان فقد حاول سد الفجوة بين تعددية المعتقدات واختلافها من خلال الموسيقى والغناء محملًا بهويته الدينية.

 

استطاع يوسف أن يجوب العالم ويتعرف على ثقافات الشعوب المغايرة، وموسيقاهم وفنونهم وآلاتهم الموسيقية المختلفة، أصواتهم، فلسفتهم ومنطقهم الخاص عن حب النبى محمد ( ص)، فقدم أفكار جديدة منها الإنشاد الصوفى، فكان مهتمًا بأن بتجارب جديدة مثيرة للاهتمام مثل محاولة استكشافه للتقاليد التى تعود إلى أكثر من ألف عام من الموسيقى الثقافية والمقدسة فى الأندلس وشمال إفريقيا والجزيرة العربية وخراسان (بلاد فارس الكبرى) وآسيا.

 

وكان بمثابة مغامرة فنية متكاملة الأركان أتت ثمارها واستطاع يوسف أن ينفذ إلى قلوب الملايين بما قدمه من حالات فنية فريدة. وفى ذكرى مولد سيدنا محمد (ص) نستعرض أهم الأغانى التى قدمها: أغنية (Nasim) وهى أغنية صوفية مأخوذة من شعر الشاعر الصوفى نسيمى فى القرن الرابع عشر، الذى كان من أوائل الشخصيات الأدبية التى ألفها فى أذربيجان. التى تستحضر أجواء الاحتفالات الصوفية من خلال الإيقاع عالى السرد الموسيقى مهيب وقوى وجميل للغاية، تم غنائها فى حفل افتتاح الدورة 43 للجنة التراث العالمى لليونسكو التى عقدت فى مركز حيدر علييف فى باكو، أذربيجان.

 

وتتحدث أغنية Jaaneh Jaanaan عن الجمال الأرضى، وعن المرشد الروحى وعن الله نفسه، لأن كل حب حقيقى هو فى نهاية المطاف حب الإلهي. هذه الأغنية موجودة فى ألبوم 2014 "المركز" وتضم بشكل جميل الطنبور والداف الفارسى بالإضافة إلى الآلات الإيقاعية الشرقية الأخرى. أغنية (Glorification) : قام بغنائها فى أوبرا دبى من كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،تُقدم هذه المقطوعة الموسيقية على الهواء مباشرة فى أوبرا دبى، وهى عبارة عن زواج بين الشرق والغرب.

يتضمن التكوين الأدوات التقليدية للأجزاء الشرقية والغربية من العالم الإسلامى مدعومة بالنظام النموذجى الغربى/الأوروبي. تُظهر هذه القطعة البراعة الرائعة للموسيقيين لأنها تمتد إلى حدود ما يمكن عزفه على مثل هذه الآلات. الموضوع هو الحقيقة الأسمى (المعروفة فى التقليد الإسلامى باسم الله)، والتى وفقًا للتقاليد الإسلامية لديها تسعة وتسعون اسمًا جميلًا. بعضها جمالى والبعض الآخر جلال (مذكر/مهيب).

 

تحقّق تركيبة سامى يوسف توازنًا بين الاثنين كما تفعل القصائد الغنائية العميقة من أجل هذا الأداء الخاص، كان فى دعوة مفتوحة للمغنين فى الإمارات لتجربة أداء الجوقة أغنية (طه) تم غناؤها فى فى مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية فى المغرب عام 2019.

 

وقدم سامى عروضًا ضخمة فى الهند استطاع أن يمزج بين الآلات الموسيقية المختلفة والذى تتميز به الموسيقى الهندية فقدم أغنية (حسبى ربى) بشكل جديد وبتوزيع جديد وأدخل على اللحن الأصلى الآلات الهندية المميزة، فقدم أغنية (مولانا) من كلمات سلطان العاشقين "ابن الفارض"، وMast Qalandar فى نفس الحفل.

 

واستطاع يوسف أن يقدم شيئًا فريدًا ومميزًا من خلال الواقع الافتراضى أثناء جائحة كورونا فى شهر مايو الماضى وقد حازت نسبة مشاهدة عالية قدم من خلالها العديد من أغانيه بشكل متفرد وبأداء نفذ إلى قلوب مشاهديه.