رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فؤاد حداد.. الحضرة الزكية (بروفايل)

30-10-2020 | 15:05


يعد فؤاد حداد أبرز شعراء العامية في القرن العشرين، ويعتبر المؤسس الحقيقي لشعر العامية في مصر، لُقب بفنان الشعب. أصدر 33 ديوانًا شعريًا منها 17 ديوان أثناء حياته وصدر الباقي بعد وفاته، حيث كتب للعديد من الملحنين كـ"سيد مكاوي" في ديوانه المسحراتي، وكتب ملحمته الشعرية الشهميرة أدهم الشرقاوي، وقد عُرف بنضاله السياسي والثوري مما جعله يُعتقل مرتين مما كان له بالغ الأثر في تشكيل هويته الأدبية. 

ولد فؤاد سليم حداد بحي الظاهر بالقاهرة ، فى مثل هذا اليوم 30 أكتوبر من عام 1927، والده كان لبنانيًا ينتمي لأسرة مسيحية بروتستانتية، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت وتخصص في الرياضيات المالية، سافر أبيه إلى مصر ليعمل مردسًا في جامعة فؤاد الأول، وحصل على لقب البكوية، أما والدته فأصولها تعود إلى سوريا فهي تنتمي إلى عائلة أسود التي جاءت من دمشق لتستقر فى مصر. 

 بدأ "حداد" تلقى تعليمه في مدرسة الفرير ومنها إلى مدرسة الليسيه الفرنسية، دراسته باللغة الفرنسية زادت من شغفه بالإطلاع على الأدب الفرنسي حيث التراث الشعري الذي كان يرعى انتباهه وخاصه ما وجده في مكتبة أبيه.  

تزامن نشاط "فؤاد" الأدبي مع إنتماءاته السياسية حيث عُرف عنه بشيوعيته، فقد كانت باكورة أعماله منذ أن كان تلميذًا في عام 1952 عندما أطلق ديوانه الأول "أفرجوا عن المسجونين السياسين"، ثم تم تغيير اسمه إلى "أحرار وراء القضبان"، بسبب الرقابة التي قد منعته من النشر لجرأته. 

اعتقل "حداد" لأول مرة في عام 1953 وقضى ثلاث سنوات فيه إلى أن خرج ليحتفى بكل حركات التحرر الوطني التي ترفض الإحتلال والتضييق على الحريات فأصدر في هذا الصدد ديوانه الثاني باسم "حنبنى السد" في أبريل عام 1959 اعُتقل حداد للمرة الثانية وقد قضى هذه المرة خمس سنوات من القهر والشعور بالخزي والإنكسار وراء القضبان، إلا أنه لم يستسلم لذلك فقد كان غزير الإنتاج داخل السجن كعلامة للمقاومة ومن أجل أن يرفع الروح المعنوية لزملائه المعتقلين.

كتب "حداد" ديوان المسحراتي في عام 1964 وقد قام بتلحينه وغنائه سيد مكاوي ثم تلاه ديوان الحضرة الزكية، وكتب البرنامج الإذاعي "من نور الخيال وصنع الأجيال"، في ثلاثين حلقة عام 1969 قدمها بصوت الملحن الكبير سيد مكاوي، وفيها قدم أغنيته الشهيرة "الأرض بتتكلم عربي"، ومن أهم داوينه الشعرية "قال التاريخ أنا شعر إسود"، وقد ترجم فيه مختارت من الشعر الفيتنامي في عام 1969، وديوان ميت بوتيك، يأهل الأمامة، يوميات العمر الثاني، ديوان أم نبات وقد كتب العديد من أغاني الرقصات باللغة العامية مثل "الدبة، الثعبان، البغبان"، إلى جانب قصة الأمير الصغير لأنطوان دي سان إكزوبري التي ترجمها عن اللغة الفرنسية وتم تحويلها إلى مسرحية غنائية باللغة العامية المصرية.

من أشهر قصائده "البسمة هلت، على جبل الشوق الرمضانى، شريان فلسطين، أنا المغني، الأسطى فؤاد موجود، الحضرة الذكية، أدهم الشرقاوي، المراجيحي، على باب الله، بضاعة الأمريكى أيام العجب والموت، أراجوز، بكيت في الأول بكيت في الثاني، شمس الحقيقة تحر، في حب مصر، وغيرها من أشعاره وقصائده وداوواينه التي أثرت الحركة الأدبية في مصر أنذاك، وأصلت لنوع أدبى جديد أحتل فيه مكانة الرائد والمؤسس الحقيقي لشعر العامية إلى أن وافته المنية في الأول من مايو عام 1985.