زيادة الجامعات حلم مصر 2032.. الرئيس السيسي يؤكد ربطها بسوق العمل وبناء جامعات على مستوى عالمي.. وخبراء يشيدون باهتمام الدولة بالتعليم
تبدأ التنمية الحقيقية من التعليم، الذي يعد بوابة التقدم والنهوض بالمجتمع بخلاف كونه الأداة التي يقاس بها مدى تحضر المجتمع.
وتولي القيادة السياسية، اهتمامًا خاصًا بالتعليم والبحث العلمي، من خلال تطوير التعليم قبل الجامعى، وتطوير التعليم الجامعى والارتقاء به، ليكون فى مقدمة التصنيف العالمي للجامعات.
التوسع فى بناء الجامعات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح جامعة الملك سلمان اليوم بمدينة شرم الشيخ، اليوم، أهمية التعليم الجامعى، مضيفًا أن كل مليون فرد يحتاجون إلى جامعة، فيما يوجد فى مصر 72 جامعة بمختلف أنواعها، مخطط أن يتم زيادتها لتصبح مطلع 2032، 125 جامعة، بواقع جامعة لكل مليون نسمة.
وقال الرئيس إن تعداد سكان مصر حاليا وصل إلى 100 مليون نسمة، ولدينا 72 جامعة وهو ما يعني
احتياجنا إلى 28 جامعة لسد الفجوة بين عدد السكان والجامعات.
وتابع أنه في
2032 سيصل التعداد السكاني إلى 125 مليون نسمة، بزيادة مقدارها 25 مليون نسمة، مما
يجعلنا نحتاج التخطيط للوصول بالجامعات إلى 125 جامعة، مضيفًا أن تكاليف بناء الجامعة الواحدة من 8 إلى 10 مليارات جنيه تقريبا، وبتخطيطنا لبناء
30 أو 40 جامعة نحتاج إلى ما يقارب 400 مليار
جنيه، للإنشاء فقط
".
ربط الجامعة بسوق العمل
وقال الرئيس، إن مصر تهدف لبناء جامعات بمواصفات ومعايير عالمية، لتقديم تعليم على أعلى مستوى
وربطه بسوق العمل، وخلال السبع سنوات الماضية تم بناء عدد من الجامعات، لتقليل
الفجوة بين عدد السكان وعدد الجامعات، حيث كانت تتمتع بمواصفات ومعايير عالمية
وتركز على العلوم الحديثة، لكى لا يضطر أبناؤنا للسفر للخارج لتلقى العلم، مشيرًا إلى أنه يوجد لدينا 30 ألف طالب يدرسون بالخارج، ما يمثل عبء على أسرهم، ونستهدف أن يعود جزء
منهم للدراسة فى مصر، خاصة فى ظل الظروف الصحية الحالية التي يمر بها العالم، بسبب
جائحة فيروس كورونا.
زيادة الجامعات والتنمية الاقتصادية
من جانبها أشادت النائبة سوزى عدلى باهتمام الرئيس عبد الفتاح
السيسي، بتطوير الجامعات، وتوجه القيادة السياسية لإنشاء جامعات جديدة تستوعب جميع
الطلاب، بمواصفات عالمية، تتماشي مع العصر الحديث.
وقالت "عدلى" إن مصر تحتاج إلى زيادة عدد
الجامعات، لأنه بالنظر إلى بصورة أوسع، سنجد أن التعليم هو أساس التنمية،
سواءأكانت تمية إقتصادية أو اجتماعية، أو تنمية الأخلاق والرقي بالمجتمع، نقطة
البدء تكون بالتعليم، بدءًا من المدارس وانتهاءًا بالجامعات.
أضافت "عدلى" فى تصريحات خاصة للهلال اليوم، أن
مصر تحتاج إلى أن يكون طلابها قادرون على المنافسة دوليًا، ولا يقف طموحهم عند
العمل المحلى، وعندما يتم التوسع فى أعداد الجامعات سواء أكانت خاصة أو أهلية، فهذا كله
يجعل الطالب قادر على المنافسة فى سوق العمل الدولى.
وقالت "عدلى" إن أهم المواصفات التي يجب أن
تتوافر فى الجامعات، أن تكون جامعات الجيل الرابع، التى تهتم بالتكنولوجيا،
الحديثة، لكى تواكب التطور، وهو ما تحاول الجامعات المصرية الأن تحقيقه، ولكن لابد
أن تكون الجامعات الجديدة قائمة على تكنولوجيا المعلومات من اللحظة الأولى، وهى من
الأمور التي تمنح الجامعة ثقل وتصنيف عالمى، ما يجعلها مقصد للكثير من الطلاب لنيل
العلم فى مصر، وهو الأمر الذي يجعل النشاط لا يتوقف على التعليم فقط ، ولكن له
عوائده الإقتصادية التي تشمل تشغيل أغلب قطاعات الدولة، لأن القادم من الخارج
يحتاج إلى إقامة والحصول على خدمات، وجميعها أموور تصب فى صالح الشأن الاقتصادي،
فبجانب هذا الطالب القادم إلى مصر لتلقى التعليم على أعلى مستوى يمكننا تشغيل
مجموعة كبيرة جدا من المرافق والخدمات داخل الدولة.
وتابعت أن القيادة
السياسية فى مصر قيادة واعية، فبالرغم من الصعوبات التي تعانى منها مصر لم تركز فى
اتجاه واحد من أجل التنمية، ولكنها علمت على أكثر من من محور، مثل الطرق وبناء مدن
جديدة، والقضاء على العشوائيات والاهتمام
بالجامعات، وجميعها تسيير بالتوازى مع بعضها لتحقيق التنمية الإقتصادية، والتنمية
المستدامة التي ترجوها مصر.
الجامعات وجذب طلاب الخارج
فيما قال الدكتور طلعت عبد الحميد، الاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الدراسات العلمية أثبتت أن كل مليون فرد يحتاجون إلى جامعة، وبالرغم من الجامعات المصرية ليست قليلة، وتشهد زيادة سواء أكانت جامعات خاصة أو دولية أو حكومية، ولكنها لاتزال غير كافية، ونحتاج إلى عدد أكبر.
وأضاف "عبد الحميد" فى تصريحات خاصة للهلال اليوم، أن الجامعة هى التي تمكن الطلاب من القيام بأدوارهم فى المجتمع، سواء اجتماعية أو اقتصادية أو أخلاقية، وتعد الكوادر التي ستنهض بعمليات التنمية فى أى مجتمع، مشيدًا بتوجه القيادة السياسية حول زيادة أعداد الجامعات، لتحقيق تلك الاهداف.
وتابع " عبد الحميد" أن الجامعات المصرية، بها ميزة كبيرة وهى التعليم باللغة العربية، ما يجعلها مصدر جذب للطلاب العرب، الذين يأتون للحصول على العلم من بوابة الجامعات المصرية، ويوجد لدينا وفود ليست قليلة، ولكن نأمل أن يزيد العدد، وذلك من خلال النهوض بما نقدمه لهم، بحيث يكون مرتبط بالمستقبل وقادر على إعداد كوادر تفيد نفسها وتفيد بلادها.