كان مسرح القطاع الخاص دائما ينافس مسارح الدولة، لما يمتلكه من عناصر جذب تتمثل في النجوم والموضوعات التي يقدمها، حيث قدم مسرح القطاع الخاص الكثير من العروض المسرحية لأبطال ونجوم شباك بداية من نجيب الريحاني وعلي االكسار ويوسف وهبي، وصولا إلى مسرحيات محمد صبحي وسمير غانم، وعادل إمام، مرورا بفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وغيرهم من نجوم الصف الأول، والتي حققت جذبا جماهيريا وسياحيا على مدار سنوات عديدة، حيث استمر تقديمها على خشبة المسرح لفترات زمنية طويلة، قبل تصويرها للعرض على شاشة التليفزيون.

 ولكن مسرح القطاع الخاص أو ما يُطلق عليه المسرح التجاري يعاني من حالة ركود، امتدت لسنوات طويلة، حتى ظن البعض أن نوعية المسرح التجاري قد انتهت على الإطلاق، فقد تقلصت العروض إلى عمل أو اثنين على الأكثر في الموسم الصيفي الذي كان يشهد في الماضي رواجا كبيرا قد يصل إلى عشرين عرضاً مسرحياً أو أكثر، ووصل الركود إلى عرض مسرحية واحدة في العام مثل الموسم االذي عرض مسرحية "سكر هانم" المأخوذة عن الفيلم العربي الذي حمل الاسم نفسه، وكانت المسرحية الوحيدة التي تنتمي إلى مسرح القطاع الخاص.

 ثم كانت الانطلاقة مرة أخرى لمسرح القطاع الخاص، من خلال أشرف عبد الباقي، الذي قام عام 2013 بتكوين فرقة "مسرح مصر" بمجموعة من الشباب الهواة، لتعيد من جديد فكرة وجود مسرحيات تجارية هادفة للربح تعتمد على الكوميديا في الأساس، واستمرت تجربة مسرح مصر في تقديم تجارب متطورة بتطور الواقع، ومن وقتها بدأت تتشعب وتتعدد تجارب مسرح القطاع الخاص.

وشهدت مسارح القطاع الخاص من جديد طفرة مسرحية وإنتاج غزير، بالإضافة إلى عودة أبطال الصف الأول من جديد إلى خشبة المسرح، كمسرحية "الملك لير" ليحيى الفخراني، ومسرحيات سامح حسين، ليصبح المسرح الخاص بـ نهاية عام 2018 حاملا الكثير من سمات القوة بعد فترة ركود كبيرة.

وشهدت مسارح كثيرة عودة النجوم الذين غابوا لفترات طويلة عن خشبة المسرح مثل محمد هنيدي بمسرحية "صراع في الفيلا" والذي تعاون فيه مع المخرج مجدي الهواري، وأخيرا تجربة الأخير مع أحمد عز في مسرحية "علاء الدين"، وقد شهد العامان الماضيان طفرة في المسرح الخاص، حيث عاد الفنانون والمخرجون الكبار من جديد إلى خشبة المسرح لإحياء تجربة المسرح التجاري، وإثراء خشبة المسرح بالكثير من العروض في موسم الصيف كما اعتاد الجمهور، وعاد الجمهور للإقبال مرة أخرى إلى خشبة المسرح، ليعلن صناع العروض من جديد لافتة "كامل العدد".