أشاد خبراء اقتصاد بالخطة
التنموية التي رسمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنمية سيناء وحمايتها من سطو
الإرهاب والتطرف، مؤكدين أن التنمية الاقتصادية من ضروريات
الأمن القومي لصدّ أيّ أطماع خارجية في سيناء.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكّد أن حجم التكلفة المالية
لكافة المشروعات خلال 6 سنوات في سيناء تتراوح بين 600 إلى 700 مليار جنيه، مشيرًا إلى أنه جار الانتهاء من إنشاء أكبر
محطة لمعالجة المياه العالم في إطار محاولة الاستفادة من المياه وخلق مجتمعات عمرانية
جديدة.
السيسي قضى على التهميش
ومن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي رئيس مركز العاصمة
للدراسات الاقتصادية، إن سيناء تعرضت لتهميش كبير خلال العقود الأربعة الماضية،
لكن مع وصول الرئيس السيسي للحكم، تم وضع استراتيجية ربما تكون هي الحل الأفضل
للتنمية التي تتطلب أعوام عدة، والوضع يتخذ طريقه للتحسن، فتخصيص
الأراضي للشباب في سيناء أو إقامة وإنشاء منطقة صناعية كلها تصبّ في طريق التنمية
بسيناء، في ظل اهتمام خاص من الرئيس السيسي بتنمية سيناء، وتم تخصيص 600 مليار جنيه
لجهود التنمية هناك.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن
التجمعات التنموية ومشروعات عدة جرى تنفيذها ضمن الاستراتيجية الجديدة للتعمير
والتنمية في سيناء، وهذا التوجه للتعمير يحتاج لدراسات عدة وفقا للتغيرات التي وقعت نتيجة المشروعات الكبيرة التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن
سيناء تتطلب عدة إجراءات منها ضرورة تجهيز خطط قطاعية لتنمية القطاعات الصناعية
والزراعية والتعدينية والسياحية، إلى جانب العمل على إنشاء المناطق الحرة
والمجمعات الصناعية والجامعات الإقليمية، مع إقامة مجتمعات عمرانية جديدة ببنية
أساسية متطورة وهذا أول وسيلة للقضاء على الإرهاب نهائيًا.
وأوضح أن هناك مجموعة من المشروعات تساهم في خلق فرص عمل للشباب، منها إنشاء سحارة المحسمة
بتمويل الصندوق السعودي بقيمة 46 مليون دولار، وإنشاء سحارة سرابيوم بتمويل هيئة
قناة السويس بقيمة حوالي 195 مليون جنيه، واستصلاح وتنمية مساحة "13 الف فدان
ببئر العبد بتمويل من وزارة الزراعة بقيمة 380 مليون جنيه، وبناء 19 تجمعا تنمويا
بشمال سيناء، و7 تجمعات بجنوب سيناء بهدف زراعة نحو 18 ألف فدان.
وأشار إلى أن هناك موارد طبيعية مهمة جدا في سيناء، منها
الرمال الغنية بالسليكون وهى نادرة الوجود فى العالم إلا فى بعض الدول، وهذه
المادة تدخل بصورة مباشرة في صناعة شاشات الموبايلات، ويحتاج هذا الملف لرؤية
واضحة، وقد يحدث ذلك من خلال شراكة مع إحدى الشركات بالصين للعمل على هذا الملف.
التنمية تساهم في محاربة الإرهاب
وأكّد الباحث الاقتصادي، محمد عبدالرحيم، أن تنمية سيناء هدف قومي بالمقام الأول؛ حيث أن التنمية الاقتصادية تساهم بالدرجة الأولى في محاربه التطرف والإرهاب، كما أن التنمية الاقتصادية من ضروريات الأمن القومي لصد
أي أطماع خارجية في سيناء .
وقال الباحث الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"الهلال
اليوم"، إن سيناء تستحوذ على 25% من إجمالي المشروعات القومية التي يتم
تنفيذها بجميع بتكلفة تقدر بنحو 300 مليار
جنيه تقريبا، مشيرا إلى أن افتتاح طريق شرم الشيخ الجديد ساهم بشكل مباشر وكبير في
تنمية حركة السياحة الداخلية بين شرم والقاهرة، كما أن الطريق يفتح الباب أمام
حركة عمرانية جديدة في للمستقبل بطول المسافة بين عيون موسي وشرم الشيخ.
وأضاف أن طريق النفق رأس النفق والذي يسري بوسط سيناء يعد
نقله نوعيه لتسهيل حركة التجارة خصوصاً بين مصر والأردن والسعودية، مقترحا أن يتم
إعداد دراسات كافية حول إمكانية إعادة التقسيم الإداري لمحافظات سيناء واطلاق
محافظة وسط سيناء لتتلاءم مع تنوع مشروعات التنمية الاقتصادية .
وأشار إلى أن الدولة تضخ استثمارات ضخمة في تطوير البنية
التحتية وانشاء تجمعات جديدة تساهم في تحسين أوضاع سكان سيناء، كما تساهم في زيادة
عدد سكان سيناء من جذب المواطنين من الدلتا والصعيد للسيناء وفقاً لطموحات الدولة
في هذا الإطار.
وأوضح أن افتتاح جامعة الملك سلمان و التي تبلغ مساحتها نحو
300 فدان بـثلاث مدن هي الطور، وشرم الشيخ، ورأس سدر، يمكن استيعاب نحو 20 ألف طالب
تقريبا، مشيرا إلى أن هناك تجمعات عمرانية وسكانية جديدة تعمل الدولة عليها ومنها
التجمعات البدوية مثل التجمع البدوي في
ابو رصاصه، ومدن جديدة متكاملة كمدينة سلام وبورسعيد الجديدة والإسماعيلية
الجديدة.