رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ظاهرة جديدة .. ادفع 5 جنيه وعبر عن اللي جواك بدبوس

25-4-2017 | 23:43


حالة من الاضطرابات المعنوية لدى المراهقين عمومًا بدأت تظهر، نتيجة عدم قدرة كل طرف على التعبير عما بداخله من حب أوكره أو رأي أو تعريف الآخر بمبدأ خاص به من خلال الحديث، حيث أعاد المراهقون ظاهرة اللافتات التي تعبر عن توجهاتهم وميولهم النفسية والاجتماعية.. فهي ظاهرة لم تكن حديثة بل تغير أسلوب استخدامها، فتحولت من لافتات تعلق على الجدران إلى لافتات في صور إيموشن بدأ ظهوره على صفحات فيس بوك، وتحول إلى دبابيس تعلق على الملابس الشخصية، تعبيرا عما يجول في نفسية صاحبه، ليس على الجانب السياسي، فقط ولكن على الجانب الاجتماعي والنفسي، وما يواجه من أفراح وأحزان في الحياة ولا يستطيع توصيله للآخرين.

 كان من أشهر ما قرأت من عبارات تكتب عليها "غزة في القلب، طنش تعش،  عيش للناس، كله عامل عبيط، هتروح مني فين، عاش يا وحش يا كوتش، إعلامي وأفتخر، طبيب مريض، ووجوه اسمايل، وكلنا سوريا، فلسطين في القلب".. حيث تنتشر تلك الدبابيس بشارع محمد علي المجاور لحي الموسكي كما أنه توجد المكتبات مثل الجاليري واندرجراوند ستور والتي تكثر من طبع شعارات تشجيع الفرق الموسيقية والشعارات الشبابية ومنها الرومانسي والكوميدي وغيرهما.. ولكثرة الطلب عليهم ارتفعت أسعارها حيث بدأت بـ1.50 جنيه وصولا إلى 5 جنيهات الآن. 

وفي محاولة للتعرف سبب استخدام المراهقين تلك الرموز وما رأي المتخصصين في تفسير الظاهرة تلك الظاهرة؟ أشارت نرمين وصفي، طالبة بكلية الآداب، إلى أنها تضع شعار "الكل عامل عبيط" بسبب ما واجهته من خلافات مع زملائها حول التعاون بينهم وأنها بدأت تتبع نفس السياسة التي يتعاملون بها معها.

أما يونس خليل فيضع شعار "بحبك حياتي" تعبيرا عن حبه لخطيبته التي تدرس معه في نفس الكلية.

 

وتضع بسمة محمود، إعلام القاهرة، شعار "سمايل" لأنه يعبر عن ضحكتها دائما، وأنها لا تشعر بالاكتئاب ما دامت ترى أصدقاءها يوميا.

وقال كريم شاهين، آداب الفرقة الثالثة: أول ما تعرفت على فكر الإيموشن كان من خلال شبكة التواصل الاجتماعي  وبدأنا نستخدم الإيموشن فهو أبسط من الكلام حينما نفقد التفاعل وجها إلى وجه، فالإيموشن يكون أكثر مرونة وأنا شخصيا الدبابيس بالنسبة لي أستخدمها لتعريف زملائي بمبادئ في التعامل مثل "مفيش فرق بين حلمي وحلمك" أو "الصراحة راحة".

وأكدت تقى عرفان، ومحمد شعبان: بصراحة احنا استخدمنا الإيموشن في اعتراف كل منا بحبه للآخر واتخطبنا وطبعنا الإيموشن على التشيرت.

وأوضحت لنا حسناء العربي، معيدة بقسم اجتماع آداب القاهرة، أن هناك إحدى الدراسات تتناول هذه الظواهر اندرجت تحت مسمى "هتاف الصامتين"، فقد أوضحت أن الأشخاص بدأوا يضعون توجهاتهم وخواطرهم في صور رموز تعبر عما بداخلهم، فكل رمز يعبر عن هدف وشخصية صاحبه، وما يرغب في توصيله للآخرين، مؤكدة أن بعض الأشخاص قد يضعونه لكسب صداقات بعض الأشخاص فقد يكونون أشخاصا انطوائيين، ولكنهم يرغبون في مصاحبة شخصية اجتماعية فيبدأون في وضع رموز "اسمايل" وضحكة كبيرة وهكذا.

ومن جانبها أكدت لنا دكتورة هويدا عبد الله، مدرس مساعد بقسم علم النفس بجامعة صنعاء، (يمنية الأصل) أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مصر فقط، بل تنتشر في جميع أنحاء الوطن العربي، مشيرة إلى تواجدها في اليمن بانتشار وسط الشباب والمراهقين عموما أكثر من غيرهم من الفئات الأخرى.. حيث لا يستطيعوم أن يعبروا عن المنغصات التي بداخلهم إلا من خلال رموز، فلابد أن نراعيهم ونتناقش معهم لنعلم ما بداخل كل منهم.

كما قالت الدكتورة أسماء رياض، مدرس مساعد بقسم علم نفس آداب القاهرة، إن ذلك يؤدي بالمراهقين إلى التنفيس عما يجول داخل أنفسم بأشكال مختلفة، فبعضها سلمي وغيرها عنيف، فلابد من إعطاء مساحة من السماع والمناقشة معهم وأن نعلن للجميع فتح صفحة بيضاء، كي نزيل جانب الحساسية والكبت، فالمراهقون هم أكثر احتياجًا للتخاطب معهم.