رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ترامب.. بايدن المناظرة الأخيرة

1-11-2020 | 10:17


هدوء تام، أضواء خافتة وحضور قليل هكذا كان المشهد فى إحدى قاعات جامعة بيلمونت التي شهدت المناظرة الرئاسية الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس الأسبق والمرشح الحالي جو بايدن، وسط إجراءات صحية مشددة أبرزها ارتداء الكمامات، التي أكد المنظمون على الحضور ضرورة ارتدائها، وإلا يجب عليهم مغادرة المكان.

فى ظل هذا الجو جلست عائلتا المرشحين فى الصفوف الأولى، ووجهت مضيفة اللقاء كريستين والكر التحية لهم، وكذلك للسيدة الأولى الحالية ميلانيا ترامب التى تألقت كالعادة بفستان أسود وكمامة من نفس اللون.

المنظمون عمدوا هذه المرة إلى إرساء عدة قواعد قبل بدء المناظرة وقالوا إنه على الجميع الالتزام بها، وذلك بعد أن حدثت بعض الفوضى والمقاطعات فى المناظرة الأولى والتى عقدت فى سبتمبر الماضي.

لذا قررت اللجنة تقسيم اللقاء المحددة مدته ٩٠ دقيقة إلى ستة مقاطع رئيسية تصل مدتها إلى ١٥ دقيقة، يمنح لكلا المرشحين دقيقتان في بداية كل فقرة للإجابة عن سؤال المضيفة بدون مقاطعة، وأثناء ذلك سيتم إغلاق ميكروفون المرشح الآخر لتجنب المقاطعات، على أن تكون المدة المتبقية للنقاش الحر.

لقاء ساخن سبقه جو من التوتر حتى أن ترامب خرج قبله بقليل مسربا للقاء أجراه لشبكة سى بى إس لصالح برنامج «٦٠ دقيقة»، والذى انسحب منه قبل انتهائه متهما المحاورة الصحفية ليزلى ستال بالانحياز والوقاحة.

وهذا ليس بجديد فدائما ما اتهم ترامب شبكات إعلام كثيرة مثل سى بى إس وغيرها بالتحيز ضده، وعدم طرح أسئلة على منافسه بايدن بنفس الصعوبة، حتى أنه فى المناظرة الأولى انتقد أسئلة كريستين.

لكن كريستين والكر أشاد بها الجميع هذه المرة فى السيطرة على الموقف والخروج بنتائج مذهلة.

والكر اختارت ستة مواضيع رئيسية دار الحوار حولها، كان على رأسها أزمة كورونا وكيفية التعامل معها والتمييز العنصري والعرقي وقضايا البيئة والسياسة الخارجية.

بدأ الحديث ساخنا منذ أن طرحت والكر سؤالا عن كيفية التعامل مع أزمة كورونا، حيث كان رد ترامب أن هذا الوباء هو خطأ الصين وتسبب فى إغلاق عالمى نتج عنه عواقب اقتصادية كارثية، لكن الآن معدلات الوفاة تتراجع.

وأضاف ترامب أن اللقاح بات جاهزا، حتى أنه جربه شخصيا عندما كان مريضا، فقد تناوله وساهم ذلك فى تحسنه سريعا، وسيكون متاحا خلال أسابيع قليلة وسيتولى الجيش توزيعه.

وعندما أرادت والكر أن تتأكد من هذه المعلومة قال لها إن هذا ليس تأكيدا لأن التوقيت الرسمى هو نهاية هذا العام، لكن شركات مثل جونسون آند جونسون وفايزر ومودرنا تفعل ما بوسعها، بالإضافة لشركات أخرى نعمل معها عن قرب فى أوربا.

لكن بايدن كان لديه وقت آخر حيث حمل ترامب مسئولية الإصابات والوفيات فى البلاد، وقال إن الشتاء القادم مظلم، واتهم ترامب أنه ليس لديه خطة للتعامل معه، فالناس يموتون وترامب مازال يظن أن الوضع تحت السيطرة.

الأمر الذى دفع ترامب لمهاجمة بايدن وقال «من قبل كان يحذرنى من الإغلاق».. وقال إنه لشيء خطير والآن هو من يطالب به، وأضاف أنه لا يمكن الإغلاق لأن العلاج لا يجب أن يكون أسوأ من المشكلة.

بايدن رد قائلا إنه لا يريد ذلك تماما «فتح آمن» على الأقل، ما يعنى وجود معايير لا يجب الحيد عنها مثل المحافظة على المسافات آمنة أثناء العمل، بالإضافة إلى منظومة اختبار سريع من أجل حصر المصابين وبالطبع مزيد من الأبحاث.

فيما يخص النظام الصحى عموما أكد بايدن أنه سيوفر نظام رعاية بالمجان لجميع المواطنين، أما ترامب فقال إن النظام الذى طالما وعد أنه سيستبدل نظام أوباما به مازال قيد التنفيذ.

أما عن التدخل الخارجى فى نتائج الانتخابات لا سيما الروسى والصينى فقال بايدن إنه سيواجههم إذا فاز بالانتخابات، أما ترامب فقال إن هذا التدخل فى الأساس يسعى لتدمير ولايته الثانية وهو يعلم بذلك.

كوريا الشمالية إحدى أهم القضايا الخارجية الأمريكية التى حضرت أيضا فى الحديث، فقال ترامب إنه لديه علاقة طيبة مع رئيسها كيم جونج أون، وإنه شخص مختلف، وأعتقد أنه يظننى كذلك، لذلك لدينا علاقة مختلفة.

بايدن أظهر موقفا عدائيا حيث قال إن كوريا الشمالية أصبح لديها صواريخ نووية قادرة على الوصول إلى الأراضى الأمريكية فى أى وقت، وإن الحالة الوحيدة الذى يستطيع فيها الجلوس مع كيم جونج أون هو أن يوقعا اتفاقا يحد من قدرة أون النووية.

أطفال المهاجرين كانوا أيضا ضمن الحوار فقال ترامب إن حكومته لديها خطة لإعادة جمع شمل هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم، أما بايدن فانتقد هذه السياسة التى فرقت أكثر من ٥٠٠ طفل عن عائلاتهم، وأضاف أن هذه كانت جريمة حقا.

وانتقد البعض ترامب فى حديثه عن البيئة والعرق، حيث لم يذكر أي منهما أثناء الرد، كما كان بين الحين والآخر يمارس عادته فى الهجوم على بايدن.

٩٠ دقيقة كانت مليئة بالأحداث وبالطبع ما قيل فيها يحمل صدى واسعا على الرأى العام، لا سيما أن الوقت المتبقى للانتخابات النهائية أقل من أسبوعين، وكان استطلاع سريع أجرته شبكة سى إن إن أظهر أن ٢٨بالمائة قالوا إن ترامب فاز بالمناظرة، فى حين قال ٦٧بالمائة إن بايدن هو من فاز، حيث يظن ٥٣بالمائة أن أداء بايدن كان أفضل، فى حين يظن ٣٩بالمائة أن أداء ترامب كان الأفضل.

المناظرة بشكل عام تعطى فرصة نهائية لكلا المرشحين لإبراز وجهات النظر والتركيز على نقاط القوة لديه، وهذه هى الأهداف الأساسية التى أسس من أجلها المعهد الوطني الديمقراطي- منظمة مستقلة غير ربحية- اللجنة المسؤولة عن المناظرات عام ١٩٩٧.

ومنذ ذلك الحين أقامت هذه اللجنة حوالى ٢٤ مناظرة رئاسية كان هدفها جميعا خدمة الأمريكيين وتكوين صورة كاملة تساعدهم فى بناء آرائهم باختلاف المرشحين، وبهذه المناظرة ينتهى دورها هذا العام لتعود من جديد فى عام ٢٠٢٣ مع مرشح واحد جديد أو ربما يكون المرشحين جديدين فى المشهد السياسي الأمريكي.