رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الانتخابات الأمريكية تستخدم الموسيقى للعب على أوتار الأصوات

1-11-2020 | 14:31


يسعى كل مرشح دائما في الانتخابات الأمريكية لكسب عدد كبير من الأصوات من خلال استخدام حيل مختلفة تزيد حماس المواطنين الأمريكية والإقبال على الانتخابات لدعم مرشحه الجمهوري أو الديمقراطي، وفي الانتخابات الحالية التي يرفض فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب الخسارة أما منافسه الديمقراطي جو بايدن، إلا أن كلا المرشحين عولا على الموسيقى والأغاني الحماسية في جذب أصوات الناخبين، من أجل اللعب على أوتار الأصوات.


وخلال الساعات الماضية، تجاوز عدد الناخبين الأمريكيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا في الانتخابات الرئاسية تسعين مليونا، بحسب إحصاء من مشروع الانتخابات الأمريكية في جامعة فلوريدا.


وبهذا يكون عدد المصوتين عبر البريد وفي مراكز التصويت المبكر قد بلغ نحو 65 بالمئة من المشاركين في الانتخابات عام 2016، وهو ما يمهد الطريق لأعلى مشاركة منذ أكثر من 100 عام.


من المقرر، أن تتم الانتخابات الأمريكية يوم 3 نوفمبر المقبل، أي تبقى على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حوالي يومين، حيث بعد إجراء الانتخابات ومعرفة الفائز بها سيتم تنصيب المرشح الفائز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية كرئيس بشكل رسمي في 20 يناير 2021.


وحاول بادين وترامب استخدام الموسيقى لإيصال رسائل معينة إلى الناخبين وتشجيعهم على التصويت، والتي تعكس شخصية كل مرشح.


وكثيرا ما تبث أغنية "نحن الأبطال" لفرقة "كوين" و"فخور بأن أكون أمريكيا" للمغني لي غرينوود، في التجمعات الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرفض فكرة الخسارة.


ولكن التجمعات الانتخابية للمرشح الديمقراطي جو بايدن، فكثيرا ما يتم بث أغنية "الأبطال" للمغني ديفيد بوي أو "نحن الشعب" لفرقة ستابل سينغرز.


وتبث الأغاني الحماسة، في نفوس الناخبين للخروج والإدلاء بأصواتهم في انتخابات يعتبر كل صوت فيه مكسبا للمرشح.


وارتبطت الموسيقى بالسياسة ارتباطًا وثيقًا على مر تاريخ الولايات المتحدة، حيث يعود تاريخ الأغاني التي تروج للمرشحين (أو تهجو منافسيهم) إلى أكثر من 200 عام، بحسب موقع "شير أمريكا".


وأشار الموقع إلى أن مثل تلك الأغاني تعكس في كثير من الأحيان الطبيعة المؤلمة التي تتسم بها الحملات الانتخابية في أمريكا، والتي وصفها ستيوارت إيزنستات، مدير الشؤون الداخلية السابق في البيت الأبيض للرئيس جيمي كارتر، ذات مرة بأنها "شؤون صعبة ومتعثرة.. مع عدد قليل من قواعد القتال"، ولكن الأغاني لا تقتصر على شحذ الهمم وإنما قد تذهب إلى حد السخرية من المرشح المنافس.


ففي السباق الرئاسي الذي شهده العام 1800 على سبيل المثال ــ والذي واجه فيه جون آدامز، الرئيس الأمريكي الثاني، خليفته في نهاية المطاف، توماس جيفرسون ــ تضمنت الحملتان أغاني تسخر من المرشح المنافس.


جون تروتمان، أمين قسم الموسيقى بالمتحف الوطني للتاريخ الأمريكي التابع لمؤسسة سميثسونيان، قال إن أغاني الحملات الانتخابية "يمكن أن تعمل على حشد المؤيدين في الفعاليات، وكذلك على توجيه دفة موضوعات الحملة الانتخابية، فهي يمكن أن تثير مجموعة من المشاعر والاستجابات العاطفية – من التوق إلى التغيير للحنين للعودة إلى ماض غالبًا ما يتم تخيله".


ولكن تروتمان، لفت إلى أنه "في حين أن الأغاني يمكن أن تحشد المؤيدين، فإنها يمكن أيضًا أن تثير الجدل عندما يستخدمها مرشح لا يدعمه الفنان الموسيقي".


كما ذكر موقع "شير أمريكا"، أن "المثال الكلاسيكي على ذلك هو اعتماد حملة رونالد ريجان في العام 1984 لأغنية بروس سبرينغستين وعنوانها (لقد ولدتُ في الولايات المتحدة الأمريكية)".


وكتب سبرينغستين، كلمات الأغنية، إلى حدٍ ما كقصيدة لقدامى المحاربين في حرب فيتنام الذين شعروا بالمعاناة بعد عودتهم إلى الوطن، بحسب تروتمان.

 

ومضى في حديثه: "ومع ذلك، فإن صفات النشيد الوطني لأغنية (لقد ولدتُ في الولايات المتحدة”)، والمقاطع الدرامية المتكررة فيها أمدت العديد من المستمعين بمشاعر الاعتزاز والفخر، بدلا من الشعور بالخيانة التي شعر بها محاربون قدامى لعدم الترحيب بهم بحرارة عند رجوعهم إلى الوطن".


واستدرك تروتمان: "عبقرية الأغنية، بالطبع، هي أنها يمكن أن تعني كلا الأمرين في آن واحد، وقد أدى اعتمادها من قِبل الحملة إلى نقاشات ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة، وهذه المناقشات، يمكن أن تكون في النهاية جزءًا لا يتجزأ من نجاح ديمقراطيتنا،مثل خطابات الحملات الانتخابية".


يذكر أن بعض المغنين يشاركون في تجمعات انتخابية لإبراز دعمهم لأحد المرشحين أو أنهم يعلنون صراحة انتقادهم لاستخدام أحد المرشحين إحدى أغانيهم في مهرجانات انتخابية.


وقد شهدت الأسابيع الأخيرة اعتراضات من قبل مغنين على استخدام مرشحين لأغانيهم.


وبالمقابل فإن ثمة مجموعات أمريكية تستخدم الأغاني لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بغض النظر عن المرشحين باعتبار ذلك حقا لهم.