استكمالا للدور المصري.. عقيلة صالح في القاهرة لمناقشة آخر مستجدات الأزمة الليبية.. وسياسيون: الزيارة استكمال جهود حل الأزمة.. ومصر تسعى لإنهاء الصراع ومنع التدخلات الأجنبية
زيارة جديدة بدأها المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إلى مصر، أمس، وصفها سياسيون بأنها تأتي استكمالا لجهود القاهرة لحل الأزمة الليبية وإنهاء الصراع الراهن، موضحين أن مصر تبذل جهودا كبيرة لحل الأزمة الليبية سياسيا ومنع التدخلات الأجنبية، وتحقيق الأمن القومي الليبي الذي يعد جزءا من الأمن القومي المصري.
ووصل رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، أمس إلى القاهرة قادما من العاصمة المالطية فاليتا، وذلك للقاء عدد من المسئولين في زيارة سريعة تستغرق بضع ساعات، ويناقش رئيس مجلس النواب الليبي، آخر مستجدات الأزمة الليبية، والتطورات الميدانية والسياسية، ليتم وضع رؤية لمناقشتها في منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس.
ويرافق رئيس مجلس النواب الليبي خلال زيارته إلى القاهرة وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية الدكتور عبد الهادي الحويج، ونائب رئيس الوزراء الليبي عبد السلام البدرى.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، قد عقد اجتماعاً مع سفراء دول الاتحاد الأوربي لدى مالطا بتنسيق وحضور إيفارست بارتولو وزير الخارجية والشؤون الأوروبية المالطي بمقر وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية المالطية.
استكمال جهود حل الأزمة الليبية
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، إن زيارة المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي القاهرة هي أمر حتمي لأن المشهد السياسي في ليبيا يتطلب تكثيف التواصل مع مصر والقيادة السياسية بها؛ لبحث أطر الحل السياسي للأزمة، مضيفا أن مصر تدرك حجم التحديات التي تواجه العالم العربي.
وأضاف الزبيدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر لديها الخبرة في إدارة الأزمات ومشروع حل الأزمة الليبية الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو "إعلان القاهرة"، في يونيو الماضي، مشيرا إلى أن ليبيا مقبلة على عقد اجتماع لحل الأزمة في تونس، بمشاركة أطراف دولية، وكافة الأطراف السياسية في ليبيا.
وأشار إلى أن المستشار عقيلة صالح كان في زيارة لمالطا والتقى مجموعة من السفراء الأوروبيين في مالطا، وقبلها كان في المغرب، وزيارته القاهرة تستهدف استكمال الحوار ووضع رؤية لإخراج ليبيا من أزمتها الراهنة، مضيفا أن مصر أدارت الأزمة في ليبيا بطريقة مثالية وسليمة لأنها ليست لديها مطامع أو غايات إلا استقرار ليبيا وسلامة أراضيها.
وأوضح أن التدخلات الأجنبية في ليبيا ودعمها الجماعات الإرهابية أعاقت المبادرة المصرية للحل، لأن هناك دولة لديها مصالح في تعقيد الأزمة وبقاء الوضع على ما هو عليه، لذلك أفسدت هذه الجهود المصرية لإنقاذ الشعب الليبي، مضيفا أن اجتماع تونس ستشارك فيه وفود ليبية مختلفة لاختيار حكومة ليبية، ومن المهم التنسيق لكي لا يتم تشكيلها من أطراف من جماعة الإخوان الإرهابية أو مواليها.
منع التدخلات الأجنبية
ومن جانبه، قال اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن مصر لها دور رائد في محاولة إنهاء الصراع القائم في ليبيا ومنع التدخلات الأجنبية، ومنع تواجد عناصر وميليشيات الإرهاب والمرتزقة الموجودة حاليا في ليبيا، كما أنها تبذل محاولات جادة لإنهاء الصراع من خلال اللقاءات التي تمت في الغردقة خلال الفترة الماضية.
وأوضح "كدواني"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الاجتماعات كان لها أثر عظيم في شيوع حالة من الهدوء ووقف إطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أن زيارة عقيلة صالح للقاهرة هي استكمال للجهود المصرية الرامية لإحلال السلام والحفاظ على كامل التراب الليبي ووحدة الشعب الليبي والحفاظ على المقدرات الاقتصادية له ومنع التدخل الأجنبي في شئونه.
وأشار إلى أن ذلك يستهدف حماية الأمن القومي الليبي الذي يصب في حماية الأمن القومي المصري، لأن استقرار ليبيا هو أمر يهم الشعب المصري كما يهم الشعب الليبي، مضيفا أن اللقاءات بين القيادة المصرية والأطراف الليبية ستظل مستمرة حتى وضع حد للوضع القائم في ليبيا والحفاظ على أمنها واستقرارها وإقامة دولة ذات سيادة ووحدة مؤسساتها.
وأضاف أن مصر تدعم التوافق بين كافة القوى الليبية ووحدة إرادة الشعب الليبي وتحقيق إرادة الشعب الليبي في تقرير مصيره والحفاظ على كيان الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، وكل الجهود المبذولة في هذا الصدد سواء خلال اجتماع تونس أو أية مؤسسات دولية ستكون مدعومة من مصر لتحقيق هذا الهدف لحماية الأمن القومي الليبي ووحدة الشعب والتراب الوطني.